أماط وزير الداخلية الفريق أول عصمت عبد الرحمن اللثام عن استعدادات عسكرية لصد هجمات متوقعة لقطاع الشمال على المناطق التي استردتها القوات المسلحة، في ذات الوقت شكّك برلمانيون في مصداقية الأرقام والإحصاءات التي أوردها تقرير وزير الداخلية عن الوضع الأمني بالبلاد، وتحدى الوزير النواب، قائلاً: «حبل الكضب قصير إن لم توجد مصداقية». واشتكى عصمت من ضعف الإمكانات ملتمساً العذر للأجهزة الأمنية لتقديمها أقل من الطموحات المطلوبة. وقال: «ما علينا سوى توظيف ما قدمته لنا الدولة». وكشف تقرير تفصيلي عن الأوضاع الأمنية بالبلاد دفع به وزير الداخلية للبرلمان عن ارتفاع الجرائم الجنائية بالبلاد خلال العام الجاري، وبلغت أكثر من «180» ألف جريمة، بينها «642» جريمة قتل، و«296» اغتصاب، وأكثر من «27» ألف جريمة سرقة، و«3339» حادثاً مرورياً. وبيّن التقرير تمكن الشرطة من ضبط أكثر من «14» مليون حبة مخدرة، بينما بلغ المتهمون المضبوطون في الجرائم «402» ألف متهم. في ذات الاتجاه شدّد برلمانيون على ضرورة توفير متطلبات الشرطة المادية والفنية لتمكينها من أداء عملها خاصة تحسين الأجور، وأكّدوا أن الشرطي مظلوم ظلم الحسن والحسين. وطالبوا بإسناد جوي «طائرات» للتدخل السريع لمنع تجارة البشر وانتشار المخدرات، وانتقد النواب خلال الجلسة أمس، مراكز بسط الأمن الشامل بالولايات، وقالوا إنها تفتقر لأقل الإمكانات «وما عندها حاجة حتى ورق الفلوسكاب». وأشاروا إلى أن استقالات الضباط الأخيرة مسكوت عنها بسبب المرتبات، وأكد البرلماني عماد الدين بشرى عدم وجود حراسات بأقسام الشرطة ببعض الولايات، وأن المجرمين يتم تقييدهم بالجنازير، واتهم وزارة الداخلية بتبديد أموال في عربات لاندركروز سعرها يفوق «700» ألف جنيه، وأشار إلى أن بيان الوزارة لا يوضح ما يجري من أحداث في دارفور. وحذر من حدوث فتنة بسبب هروب متهمين من السجون في قضايا حرب.