تغزّل الصحفي الطاهر ساتي على صفحته الرسمية على الفيس بوك، في ياسر عرمان وقال إن كان كل أهل السودان إنفصاليون ما عدا ( زول واحد فقط لاغير)، فأن أي عقل حصيف ومراقب لحركة الساسة و سكونهم ومواقفهم سوف يُشير - بلا تحفظ أو تلعثم - إلى أن هذا الوحدوي الوحيد في السودان هو بالتأكيد الأستاذ ياسر عرمان. وأضاف: "ما لاخلاف عليه هو أن ياسر لم يختزل هذا السودان في يوم من الأيام - لا قبل إنفصال الجنوب ولا بعد الإنفصال - في إقليم أو قبيلة أو ثقافة أو عرق..!!"، ويكفي دليلاً على وحدويته الصلدة - والتي تتجاوز جغرافية السودان إلى إفريقيا كلها، ثم الإنسانية أينما كانت بلا تمييز - أن ياسر وضع يده على يد الدكتور جون قرنق، وعمل تحت قيادته بكل إخلاص وتفان في زمان كان فيه السياسي الجنوبي - في دهاليز السياسة السودانية و أوساط نخيها الإقصائية - إن لم يكن رجساً من عمل الشيطان فيكون نوع من الديكور السياسي المُراد به تجميل حزب أو جماعة أو حكومة.. ياسر عرمان (سوداني كامل الدسم)، وكاد أن يدفع ثمن أفكاره الوحدوية موتاً بالجنوب.. ولذلك، حين يقترح ياسر الحكم الذاتي - عبر وسائل الإعلام - كحل لقضية منطقتي جنوب كردفان و النيل الأزرق، فيجب ألا يُجرم الرجل بالإعلام السالب ولايُطعن في قوميته التي لا تقبل الشكوك.. بل، يجب أن يُقرأ الإقتراح في إطار قراءة مسار مفاوضات أديس ..!! وأوضح ساتي أن مفاوضات أديس - على غير العادة - كانت ناجحة، ولو لم تكن كذلك لتم رفض ورقة الوساطة - والتي بمثابة الإتفاق الإطاري - في لحظة تقديمها، أي عودة طرفي التفاوض بالورقة - للنقاش والمشورة حول بنودها - لحين الجولة القادمة من مؤشرات نجاح (الجولة الفائتة).. وبما أن الحٌكم الذاتي لم يُطرح في الجولة الفائتة ولا في كل جولات التفاوض السابقة، ولم يُشمل في ورقة الوساطة، فأن هذا الإقتراح الإعلامي ما هو إلا كرت ضغط سياسي مراد به تحقيق مكاسب (ورقة الوساطة).. وما هم بساسة - طرفي التفاوض - لو لم يستعدوا للجولة القادمة وهي أهم الجولات وقد تكون آخرها ، ب ( كروت الضغط).. وعليه، بدلاً عن الخطاب الإعلامي السالب، يجب تحفيز طرفي التفاوض و تذكيرهما بأن تحقيق السلام في الجولة القادمة هو ( الغاية )، وذلك بحثهما على تقديم أكبر قدر من التنازلات لإنقاذ من تبقى من الأهل بجنوب كردفان والنيل الأزرق من (ويلات الحرب).. !! وختم مقاله بأن ياسر لسان حال قضية بلد وشعب، وليس حال نفسه، فناقشوا القضية بموضوعية..أما إن كان لكم معه نزاع في ( ورثة جروف)، أو قضية في ( محكمة الأسرة)، فهنا يصبح إختزال قضية البلد و الشعب في ياسر مشروعاً إلى حد ما..!! الجدير بالذكر أن مقال الصحفي الطاهر ساتي قد احتجب اليوم على صحيفة (السوداني).