لا شروط مسبقة لتطوير علاقاتنا مع الخرطوم السودان يلعب دوراً حاسماً في مكافحة الارهاب ندرس سبل مساعدة السودان في استراتيجية الحد من الفقر اجراه : لؤي عبدالرحمن *كيف تنظر لقرار رفع الحظر الأمريكي عن السودان؟ - المملكة المتحدة رحبت بقرار الولاياتالمتحدة برفع العقوبات في يناير من هذا العام، وعلى الرغم من أن هذا القرار والمراجعة التي ستتم له بعد ستة أشهر، هو من القرارات الثنائية للإدارة الأمريكية وحكومة السودان إلا أننا نشجع الطرفين على اتخاذ نهج بنّاء بخصوص المعايير التي تم الاتفاق عليها.. ونحن نأمل أن يتم تأكيد هذا القرار في يوليو المقبل. *هل من خطوة قمتم بها لتحريك العلاقات مع الخرطوم خاصة الاقتصادية؟ نحن ندرك في الوقت الحالي العلاقة التاريخية العميقة بين بلدينا، وهذا يشمل قطاع الأعمال لذلك نحن حريصون على تشجيع الشركات البريطانية والسودانية لبدء العمل معاً مرة أخرى لصالح البلدين، ونأمل أن نسمع عن صفقات يجري قيامها قريباً، إن وجود قطاع خاص نشط هو ما سيدفع التنمية في السودان التي نطمح إليها جميعاً، وجميعاً نأمل أن نشهد ذلك التطور. *ماهو موقفكم من عملية السلام الجارية؟ - تقود المملكة المتحدة الجهود الدولية لدعم عملية السلام في السودان. بصفتي كمبعوث أعمل بشكل وثيق مع أعضاء الترويكا الآخرين، لتشجيع الأطراف التي وقعت على خارطة الطريق للتوصل إلى اتفاق على وقف الأعمال العدائية وعلى وصول المساعدات الإنسانية، التي من شأنها أن تنهي معاناة الناس وتضمن أمنهم. عند الوصول لهذه المرحلة يمكن للمحادثات السياسية أن تبدأ.. والأفضل أن يحدث ذلك عاجلاً، وأنا على اتصال دائم مع قادة المعارضة لتشجيعهم على ابداء المرونة من جانبهم، وكذلك مع حكومة السودان لضمان وجود مناخ ملائم لنجاح هذه المحادثات. *هل من اشتراطات معينة لتطوير العلاقات الثنائية؟ - لا توجد شروط مسبقة لتطوير علاقاتنا مع السودان.. وبدلاً عن ذلك هناك رؤية مشتركة لسودان آمن وديمقراطي تعمل فيه المملكة المتحدة كشريك أساسي للتنمية والتجارة، يتفاعل الناس فيه بحرية ويبنون على الروابط التي بيننا.. وقد كان هذا هو الهدف من الأسبوع البريطاني الذي عُقد في ديسمبر - وعلى الرغم من أنني للأسف لم أكن هنا، لكنني علمت أنه حقق نجاحاً كبيراً. *الا تتفق معي على وجود تحديات تواجه هذه العلاقات ؟ - أتفق معك أننا قد نواجه بعض التحديات.. لا تزال لدينا خلافات تحتاج إلى عمل كما هو الحال في اي علاقة ثنائية، ولكن أملي هو أننا نعمل على تأمين قنوات اتصال تسمح لنا بمناقشة هذه الاختلافات بصورة مباشرة، والبحث عن سبل لمواجهتها. *الى أي مدى هنالك تعاون بينكم والحكومة السودانية في ملفات مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر؟ - السودان يلعب دوراً حاسماً في المنطقة والقارة، ويمكن لسودان آمن وديمقراطي أن يلعب دوراً إيجابياً في محاولة المجتمع الدولي لمعالجة قضايا مثل الهجرة والاتجار بالبشر والتطرف، حيث أن هذه تحديات تهدد جميع المجتمعات، ليس فقط السودان أو المملكة المتحدة.. ويمكن بالدعم الصحيح للاقتصاد أن يدفع بعجلة التنمية في هذا الجزء من أفريقيا.. كما يمكنه أن يخلق فرص العمل التي يحتاجها الناس لتمكينهم من عيش حياة طبيعية - مما يزيل أسباب الغضب التي تدفع الى التطرف، أو الشعور بأنهم في حاجة للانتقال إلى أوروبا للحصول على المال.. *السودان ينتظر منكم دعماً في إعفاء الديون الخارجية.. ماتعليقك؟ - إعفاء الديون عملية معقدة.. ونحن نشجع الحكومة على اتخاذ الخطوة الأولى من خلال إنتاج استراتيجية شاملة وموثوقة للحد من الفقر على أساس البيانات المناسبة، ونحن ندرس السبل التي يمكننا بها مساعدة السودان على تطوير ورقة استراتيجية الحد من الفقر. *لكم أنشطة إنسانية في السودان ماهو أبرزها؟ - حكومة المملكة المتحدة هي ثالث أكبر دولة مانحة للدعم الإنساني في السودان وتعمل بشكل وثيق مع المجتمع الدولي في دعم المساعدات الإنسانية.. ونحن ندرك الحاجة إلى توفير الموارد اللازمة لمواصلة تلبية احتياجات الأشخاص المتضررين من النزوح الجديد، والنزوح الذي طال أمده كما ندعم برامج طويلة الأجل لتحسين الأمن الغذائي والتغذية وسبل العيش. وتتميز إدارة التنمية الدولية البريطانية بمقدرتها على توفير تمويل إنساني أكثر مرونة يُمَكننا من اتخاذ منهج على المدى الطويل لمعالجة الاحتياجات المزمنة، بالإضافة للاحتياجات الملحة ومن شركائنا الرئيسيين الذين يعملون معنا في هذا المجال منظمة برنامج الغذاء العالمي، ونعمل بشكل وثيق معهم حول عدد من القضايا بما في ذلك تشجيع استخدام التحويلات النقدية والصندوق الإنساني للسودان، والذي يمكِّننا من دعم المنظمات غير الدولية، كالمنظمات المحلية التي تعمل في مجال العمل الإنساني.