يعقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مشاورات في القاهرة تتبعها أخرى في إسرائيل والضفة الغربية لبحث التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، وهي هدنة جددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التذكير بشروطها لها، بينما اتهمت روسياالولاياتالمتحدة ضمنا بعرقلة جهود عربية لاستصدار بيان في مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار. والتقى بان أمس الاثنين وزير خارجية مصر محمد عمرو كامل، على أن يلتقي اليوم الرئيس المصري محمد مرسي والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، قبل أن يزور تل أبيب ثم رام الله. وتقود مصر الوساطة الإقليمية والدولية لتحقيق هدنة في غزة، حيث دخل العدوان يومه السابع بأكثر من مائة شهيد. وقال عمرو إن مصر حملت بان رسالة إلى إسرائيل مفادها أنها لا تقبل ما يحدث من قتل للمدنيين الأبرياء. وعن رد الفعل الإسرائيلي على الاتصالات المصرية اكتفى عمرو بالقول إن النتائج ستظهر الأيام القادمة. وكان رئيس الوزراء المصري هشام قنديل تحدث سابقا عن هدنة قريبة. وقد ذكر مراسل الجزيرة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق أمس في لقاء للحكومة الأمنية المصغرة، وبطلب مصري أميركي، على إرجاء بحث العملية البرية 24 ساعة. وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن إسرائيل تريد هدنة من 24 إلى 48 ساعة لتستطيع هي وحماس إقرار بنود وقف إطلاق النار. وذكر البيت الأبيض أمس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما –الذي يقوم بجولة آسيوية- هاتف مرسي ونتنياهو، وأبدى أسفه لسقوط ضحايا مدنيين إسرائيليين وفلسطينيين. لكن البيت الأبيض قال إن أوباما شدد في محادثته مع مرسي على "ضرورة أن توقف حماس إطلاق الصواريخ". شروط حماس وقد جدد رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل من القاهرة التذكير بشروط الهدنة، قائلا إن إسرائيل هي من طلب من واشنطن وأوروبا ومصر وقفا لإطلاق النار، وأكد في الوقت نفسه فشل العدوان في تحقيق أهدافه. وبين شروط حماس التي ذكرها مشعل وقف الغارات ورفع الحصار عن غزة. ويقول محللون إسرائيليون إن إسرائيل راضية عن نتائج عملية "الزوبعة" التي أطلقتها الأربعاء الماضي. وكان مسؤول إسرائيلي رفيع غادر القاهرة قبل يومين حاملا -حسب مراسل الجزيرة- اشتراطات المقاومة. وتزامنت الزيارة مع اجتماعات في مقر المخابرات المصرية بين مشعل ورمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي. وقد قال شلح في مقابلة مع الجزيرة إن إسرائيل أبلغت مصر موافقتها على وقف فوري لإطلاق النار، لكن دون الالتزام بشروط المقاومة. ونفت إسرائيل أن تكون طلبت الهدنة. وقال مصدر مقرب من نتنياهو إن إسرائيل تريد حلا سياسيا، لكن "إذا فشلت الدبلوماسية فلا بديل عن إرسال القوات البرية". كما قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان "الشرط الأول والمطلق للهدنة توقف إطلاق النيران تماما من غزة". وفي رام الله طالب رئيس السلطة محمود عباس أمس في لقاء بمبعوث اللجنة الرباعية بضرورة وقف العدوان، وتحقيق تهدئة شاملة ومتبادلة. مواقف غربية كما طلبت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون -متحدثة في بروكسل- بحل سياسي دائم، وأبدت "قلقها الشديد للخسائر في الأرواح البشرية". وأبدت دول غربية عديدة، تتقدمها الولاياتالمتحدة، قلقها للخسائر البشرية، لكنها أكدت "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس". وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله أمس إن وقف الهجمات بالصواريخ على إسرائيل "مسألة محورية". وفيما أبدت الصين قلقها للحملة الإسرائيلية المتواصلة ب"وتيرة عالية" على غزة معبرة عن دعمها لجهود مصر ودول أخرى ل"تهدئة الوضع"، حثت السعودية مجلس الأمن على "إجبار إسرائيل" على وقف العدوان. ووزع المغرب العضو في المجلس نيابة عن المجموعة العربية مسودة بيان رئاسي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتلبية الاحتياجات الإنسانية والاقتصادية الملحة في القطاع. لكن روسيا اتهمت على لسان مندوبها الأممي فيتالي تشوركين الولاياتالمتحدة ضمنا بعرقلة استصدار البيان، الذي يحتاج إجماع أعضاء المجلس. وقال تشوركين إن دولة "يمكنكم أن تخمنوا من تكون" تضع العراقيل بحجة أن البيان يضر بالوساطة المصرية. ووزعت روسيا بدورها مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار، ويدعم الوساطة الدولية والإقليمية، ويحث إسرائيل والسلطة على استئناف محادثات السلام.