تترقب البلاد اليوم إعلان النتيجة النهائية للانتخابات العامة للعام 2015 م لرئاسة الجمهورية والمجالس التشريعية والولائية عندما تعلن المفوضية العامة للانتخابات النتيجة بشكلها النهائي من خلال المؤتمر الصحفي الذي تعقده بالقاعة الرئاسية لقاعة الصداقة بالخرطوم بحضور كل الوسائط والقنوات الفضائية وبالتالي تكشف المفوضية العامة للانتخابات كل المراحل التي مرت بها العملية والتي ربما تكون سارت على ما هو مخطط لها وفق الجدول الزمني الذي أعلنته من قبل وبالتالي نستطيع أن نقول المفوضية أوفت بما وعدت ونجحت بدرجة عالية في الترتيب والتنظيم والإخراج بالصورة المطلوبة باستثناء بعض الهفوات التي حدثت هنا وهناك وهي بحجم وطبيعة العملية الكبيرة لا تساوى شيئا يذكر. وكل المؤشرات والنتائج الأولية من كل المراكز أشارت إلى فوز كبير ومستحق لمرشح المؤتمر الوطني لرئاسة الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير وبفارق كبير عن منافسيه وكان مرشح المؤتمر الوطني قد فاز في انتخابات 2010 م بنسبة 68 % وحصل علي جملة 6904 صوتا من أصوات الناخبين وكما أظهرت النتائج فوز كبير لمرشحي المؤتمر الوطني وكما أظهرت فوزا مقدرا لعدد كبير من المستقلين. شارك في الانتخابات 44 حزباً سياسياً وبلغ عدد المرشحين للدوائر القومية للبرلمانات والولائية للمجالس التشريعية 3323 مرشحا من الأحزاب بما فيهم عدد كبير من المستقلين ومن بينهم ستة عشر مرشحا لرئاسة الجمهورية وكل هذا العدد نوقش في هذه الانتخابات والتي شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء على شفافيتها ونزاهتها وقد بلغ حجم الدوائر الانتخابية 1197 دائرة وبلغ عدد المرشحين للدوائر القومية والبرلمان من الأحزاب والمستقلين 1072 مرشحا بينما بلغ حجم المرشحين للمجالس التشريعية الولائية بكل الولايات 2335 مرشحا وبلغ حجم السجل الانتخابي أكثر من 13 مليون ناخب بعد أن جرت انتخابات العام 2010 م علي أكثر من 16 مليون ناخب وذلك بسبب انفصال جنوب السودان وعلي العموم مها تكن النسبة في هذه الانتخابات والتي ربما تتجاوز ال 46 % فهي نسبة معقولة وكبيرة مقارنة بالدول الكبرى والدول الأوربية التي تجرى فيها مثل هذه الانتخابات مع العلم بان النسبة العامة في انتخابات 2010م بلغت 62 %: .وهي أيضا مؤشر قوى وكبير ودليل صحة وعافيه في مسيرة التحول الديمقراطي. وأدارت المفوضية العامة للانتخابات العملية بأكثر من 57 ألف موظفا انتشروا في عدد المراكز الكلية والبالغ عددها القرابة سبعه آلاف مركز بكل ولايات السودان واستطاعت المفوضية استيعاب 21 ألف موظف بصورة راتبه لعملية السجل وتنقيحه والأعمال اللوجستية الأخرى حيث استطاعت طباعه 11 مليون بطاقة فيها كل الرموز للمرشحين واستخدام 1100 عربه لترحيل لجان الانتخابات بكل ولايات السودان وتوفير كل المعينات اللوجستية والفنية لكل ولايات السودان عن طريق شركة سودابوست والتي نجحت بدرجة امتياز وفي صمت شديد وبدون ضوضاء. وفتحت المفوضية الباب واسعا ومشرعا لكل من يرغب في مراقبه هذه الانتخابات من كل المؤسسات والمنظمات الإقليمية والدولية والمحلية ومنذ فتح السجل في أكتوبر الماضي دعت إلى مراقبة الانتخابات بل بالعكس أرسلت لهم خطابات ودعوات عن طريق وزارة الخارجية والاتحادات الوطنية النظيرة اتحاد المحامين واتحاد الصحفيين فكان الحضور رائعا ومشرفا وتجاوز المراقبة الخارجية في العام 2010 م بأكثر من الضعف حيث بلغت في العام 2010 م خمسة عشر منظمة ودوله والآن في هذه الانتخابات ارتفع العدد إلى 36 منظمة ودولة من جامعة الدول العربية والإيقاد والاتحاد الأفريقي وس ص والكوميسا وشبكة الانتخابات بالبرازيل ومن دول روسيا والصين وجنوب أفريقيا ونيجيريا وأثيوبيا وأمريكا اللاتينية والبرلمان العربي وبرلمان عموم أفريقيا وعدد كبير من الاتحادات والمنظمات الطلابية العالمية والاتحادات للصحفيين والمحاميين طافوا وتجولوا في كل ولايات السودان بدون أي ضوابط تمنعهم عن أداء مهامهم وقالوا شهادة حق أمام كل القنوات والفضائيات التي شاركت هي الأخرى في التغطية المباشرة لحظة بلحظة وقالوا هذه الانتخابات جاءت وفق المعايير الدولية وتميزت بالشفافية وأشادوا بمستوى التنظيم والترتيب الجيد المحكم في مراكز الاقتراع وكما أشادوا بالمشاركة العالية للمرأة السودانية والتي رسمت أعظم لوحة في هذه الانتخابات للمرة الثانية علي التوالي كان المرأة السودانية أكثر مشاركة وفعالية في الانتخابات وهي التي أصبحت ترسم المستقبل السياسي بالبلاد. وساهمت المراقبة المحلية بدور كبير حيث قام العديد من منظمات المجتمع المدني في عملية المراقبة لهذه الانتخابات وقد شارك أكثر من 23 ألف مراقب محلي في هذه الانتخابات من مختلف منظمات المجتمع المدني من الشباب والطلاب والمرأة وكل المنظمات والشبكات الوطنية التي أسهمت بقدر كبير في مراقبة هذه العملية وكانت عين ساهرة لها وأصدرت تقاريرها الأولية والتي اتسمت بالحياد والنزاهة والشفافية وقد تكامل دورها مع المنظمات والشبكات الإقليمية والدولية والاتحادات والبرلمانات من مختلف دول العالم.