طالب نواب برلمانيون الحكومة بوضع تدابير عاجلة لمجابهة ما وصفوه ب"صفوف الجازولين" والغلاء المعيشي والمعاناة الملقاة على عاتق المواطن جراء الأوضاع الاقتصادية، في وقت أكدوا فيه أهمية تحقيق ووضع القضايا المدرجة في خطاب رئيس الجمهورية حيز التنفيذ. وقال النائب البرلماني د.مصطفى عثمان إسماعيل عضو المكتب القيادي بالحزب الحاكم في جلسة تداولية لخطاب رئيس الجمهورية «أمس» برواق المجلس التشريعي، قال إن المرحلة القادمة ستشهد تحقيق السلام ووقف الحرب والاستقطاب السياسي وتحسين كافة العلاقات وأولاها الخارجية عبر الحوار الوطني الداخلي، وتابع الحوار قد اكتملت ترتيباته الإجرائية ونحن لن نترك الحوار لآخرين يريدون أن يعيقوه. ودعا الهيئة التشريعية في دورتها الحالية لدعم العملية وإقناع كافة القوى السياسية للوصول إلى غايات الحوار. من جانبه حذر العضو البرلماني ممثل حزب الأمة القومي عبد الله علي مسار الحكومة من مغبة الانزلاق في صراعات قبلية قال إنها أسوأ من الحروب، مشدداً على حسم كامل للقضية من قبل أجهزة الدولة واستصحاب الإدارات الأهلية لضمان وقف الأحداث التي تدور. ودعا الفرقاء السياسيين إلى تقديم تنازلات لإنجاح الحوار الذي قال إنه يسير ك"السلحفاة" بسبب التعقيدات التي تسود الساحة السياسية في وقت لم يحمل فيه أي طرف مسؤولية تلك التعقيدات، بيد أنه شدد على الوصول إلى نهايات عبر الحوار تساهم في حل القضية السودانية. ووصف مسار خطاب رئيس الجمهورية بالمبشر إلا أنه قال: هناك تحديات في معيشة المواطن والخدمات وأزمة الجازولين تجابه الحكومة الجديدة، وأردف بالقول «ما عدنا بحاجة إلى أجهزة الدولة السابقة ويجب أن نطور الأجهزة والنظام الذي نتعامل به». كما طالب بالبحث عن وسائل لتحسين العلاقات مع «الغرب» دون الإضرار بعلاقات البلاد مع الدول الأخرى مراهناً على السنوات الخمس المقبلة في أحداث التغيير وحذر من مغبة الوقوع في الأخطاء ذاتها. وفي السياق ذاته وجه ممثل حزب التحرير والعدالة القومي محمد أحمد حامد اعتذاراً للشعب السوداني قاطبة عما اقترفوه ضده قبيل لحاقهم باتفاقية السلام، في إشارة منه إلى مرحلة العمل المسلح لحركته قبيل تسجيلها كأحد الأحزاب السياسية بالبلاد. فيما وصف العضو البرلماني المستقل أبو القاسم أحمد «برطم» خطاب رئيس الجمهورية بالإيجابي وقال إن دور البرلمان هو كيفية تنزيله إلى أرض الواقع، مشدداً على أعضاء الهيئة التشريعية بتجاوز ما وصفة ب"التهليل" وتبديد الزمن في الحديث حول الخطاب. وقال وزير الدولة بالزراعة د.جعفر أحمد عبد الله: هناك الكثير من القرارات لم تنفذ، وتابع "أصدر رئيس الجمهورية من قبل قراراً بإعفاء جميع المدخلات الزراعية من الرسوم التي قال إنها تدفع حتى الآن، وزاد نحن نعلم بمعاناة المواطن اليومية وعلى البرلمان معالجتها".