أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    شمس الدين كباشي يصل الفاو    لجنة تسييرية وكارثة جداوية؟!!    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    المريخ يتدرب بالصالة    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    ياسر عبدالرحمن العطا: يجب مواجهة طموحات دول الشر والمرتزقة العرب في الشتات – شاهد الفيديو    وزارة الخارجية القطرية: نعرب عن قلقنا البالغ من زيادة التصعيد في محيط مدينة الفاشر    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    سوق العبيد الرقمية!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كملت 8 أشهر.ووعود بحلها في أبريل.. كيف يعيش السودانيون مع حالة شح السيولة? !
نشر في رماة الحدق يوم 05 - 01 - 2019


صاحب هايس :جاز في التنك ولا رصيد في البنك!
محاسب: معمل رفض قبول شيك ب1080 جنيه قيمة فحوصات. شهرية للقلب!
موظف :حررت شيكا لديوان الزكاة لدفع ديوني لصاحب البقالة!
صاحب مغلق: إيقاف الصرافات الأهلية وتحجيم الرصيد سيوقفان تجارة مواد البناء!
بائعة رصيد: تركت التعامل مع البنك لأني أحتاج ل150 جنيه يوميا لفطور أبنائي!
تاجر : ضاع مني موسم المحاصيل بسبب عدم الكاش!
خطيب: تحجيم الكاش خيانة.حكومية واضحة للأمانة !
!
في محاولة لمواجهة زيادة نسبة التضخم لجأت السلطات في شهر أبريل الماضي وبعد إطلاق سراح محتجين على إجراءات إقتصادية لتجفيف السيولة بعد. إعتماد موازنة هذا العام ما وصفه خبراء بخطوة غير صحيحة ومعالجة أمنية وليست إقتصادية أدت لنتائج كارثية حسب الخبراء الأمر الذي ترتب عليه مكابدة كل قطاعات المجتمع لصنوف من المعاناة اليومية في توفير الغذاء وكل الإحتياجات أذ أن المال هو عصب الحياة'فتجار شكوا ضعف الشراء وموطفون عانوا من توفير قيمة العلاج وسأئقون لم يجدو مالا لمصاريف اولادهم بالمدارس بينما تخوف متعاملون مع الولايات من إيقاف الصرافات الأهلية مطلع العام. (الجريدة) أجرت هذه الجولة وسط مواطنين بولاية الخرطوم وخرجت بهذه الحصيلة
مصاريف الأولاد!
بأئعة رصيد قالت: أوقفت التعامل مع البنك نهائيا لأني عندى ثلاثة أولاد وزوجي يعمل خارج
الخرطوم ولازم يوميا يكون. معاى بالليل مبلع 150 جنيه لأوفر لهم الفطور من رغيف وبيض وعصير وخلافه لذلك لا يمكن أودع نقودى البنك لأقف بالصف ولا أدري ان كنت سأصرف أم لا وتابعت البائعة : بالنسبة للعمل فتأثير الأزمة بالغ جدا كنت أشتري رصيد بقيمة 2000 جنيه وأبيعه خلال اليوم الآن أشتري ب 500 فقط والبيع ضعيف لأنو سيولة مافي و الموزع بعد شح السيولة يجتاج لأن تدفع له أول بأول وقبل الأزمة كان ممكن ينتظر أسبوع أو ثلاثة أيام والمواطن الذي نستفيد من البيع له لم يعد يشتري بأكثر من 5 أو 3 جنيهات
وضاع الموسم.!
مواطن يعمل بالتجارة قال أن مشاريعه تعطلت وتابع : توقفت تعاملاتي طبعا بعد أزمة السيولة ببعديها من المواطن الذي لا بجد ماله بين يديه وهذا شق وبين الدولة التي تملك أصل السيولة ولا مال لديها.فوجدتني أقف في منطقة مزدوجة لا إلى هؤلاء لا إلى أولئك وخلال هذا تعرضت لمرارات كثيرة وتوقفت مشروعاتي التي أعمل بها كذلك لم أجد الفرصة لتنفيذ أفكار جديدة في الإستثمار لعدم توفر عصب العمل التجاري أو المال وهذا إنعكس على أكلي وشربي بعدما لم أستطع اللحاق بموسم المحاصيل بينما أموالي في البنوك تنقص قيمتها يوم بعد الآخر ولا سبيل لتحويلها إلي دولار أو ذهب أو أي وسيلة لحفظ قيمتها لأنها طبعا غير متاحة وليست في المتناول لإجراء ذلك - أردف : سمعنا بإنهيار الإقتصاد وقرأنا عن زيادة نسبة التضحم لكن لأول مرة نسمع ب (عملة مافي) عندما تفقد العملة قيمتها تكون متوفرة ومنتشرة على ضعفها لكن. أن تكون بلا قيمة وهي (رقبتا) مافي هذا أمر يثير الدهشه كالذي حدث للشخص الذي طلب من آلية السوق أن تحول له مبلغ 1000 دولار الى جنيهات فقالو له لا يوجد جنيهات فطلب منهم تحويل 1000جنيه إلى دولار قالو له لاتوجد دولارات ومضي المواطن بقوله : أذا كانت حكومة البلد والدولة بكل ما تملك عاجزة عن توفير العملة المحلية والأجنبية فإستمرارها لم يعد أمرا ممكنا أو مقنعا الآن لم تعد الحكومة تتحدث عن حلول أو بشريات أو آمال. لم تعد تتحدث عن ريع وأرباح التعدين والذهب لم تعد تتحدث عن حتى أي عروض خارجية لمساعدتها على تجاوز الأزمة ونحن كتجار من أبناء هذا البلد الممكون تزداد أوضاعننا سوءا يوما بعد الآخر في ظل أزمة الكاش وهذه هي حياتنا التي نعيشها والتي سألت عنها في قلب هذه الكارثة التي لم تحدث من قبل بالبلاد
جاز في التنك!
خلال هذه الجولة إقتربت من سائق (هايس) سبعيني تقريبا لأستطلعه حول تعامله مع أزمة النقود فوجدته علق لافته داخل سيارته وثبتها على الزجاج الأمامي بحيث يقرأها كل من يستقل السيارة وكتب عليها بخط واضح جدا هذه العبارة (جاز في التنك ولارصيد في البنك 'صاحب الهايس تحمس للمشاركة وعندما سألته عن. سر اللافته أجاب بقوله : قبل أيام ذهبت إلى البنك لسحب مبلغ وقدره 5آلاف جنيه وذلك لدفع الرسوم الدراسية الجامعية لإبنتي التي هي على وشك التخرج وتبقى يومان فقط لسداد هذه الرسوم المهم وجدت إزدحام شديد وبعد مجاهدة وتنازل عدد من الشباب لي وتقديمهم لشحصي مشكورين وصلت للصراف الذي قال لي :نحنا حنصرف ليك 2 ألف جنيه. فقط فسألته لماذا قال :لا توجد سيولة قلت له :قروشي ما أقدر أسحب منها ما أريد? المهم وجدته مصرا على موقفه وتابع صاحب الهايس :الحقيقة أنا زعلت جدا من الشئ الحاصل وعملت (جوطة) داخل البنك وطلبت مقابلة المدير الذي قال لي سنصرف لك 3 ألف جنيه. فقط وتحضر يوم آخر للحصول على بقية المبلغ لكنني عندما حسبت المسألة والصف الطويل وإني سأضطر لتعطيل. عملي يوما كاملا توكلت علي الله وأحذت ال 3ألف وفي اليوم التالي ذهبت للإخوة في نقابة سائقي الهايس فأكملو لي المبلغ سددت الرسوم الحمد لله وعدت وعلقت هذه العبارة التي تراها الآن في عربتي. وختم بقوله : دي ماحالة بتشبه البلد
شيك لديوان الزكاة!
موظف إلتقيته. قرب إحدى البقالات قال: لتعرف الإجابة على سؤالك أنظر لصفحتي في ذفتر الديون بهذه. البقالة التي تريد مني مبلغ 4 ألف جنيه. وتابع الموظف : صاحب البقالة كان مطلوب هذا الشهر مبلغ 3 ألف جنيه لديوان. الزكاة وطبعا. قروش مافي فقمت بتحرير شيك بمبلغ الثلاثة ألف وأعظيته لصاحب البقالة الذي أعطى الشيك لمندوب الزكاة ليتم خصمه من ديوني ومازال علي مبلغ آخر ومازلت أستدين من المتجر. وأضاف الموظف : السؤال هو الأزمة دي جات كيف وإلى متي ستستمر? ومضي : هل تعلم. أنني أجري فحوصات شهرية علي القلب بعد عملية فيه بداية العام وهذه الفحوصات قيمتها شهريا 1080 جنيه أي ثلث. قيمة مرتبي وهذا الشهر ذهبت كالعادة إلى معمل البرج لإجراء الفحوصات وماعندي كاش طبعا لأنو لايوجد سيولة فقلت لي ناس البرج سأعطيكم شيك بالمبلغ لكنهم رفضوا اذن لا كاش متوفر ولا توجد بدائل ولا توجد حتى شبكات نت زي الناس والحكومة تتحدث عن محاربة التضحم. أنا من موقعي هذا بقول ليهم ما حينفع مافي تضخم يحارب بتحجيم الكاش التضخم يحارب بالأنتاج والحكومة غلبا الإنتاج عديل أنا. مؤتمر وطني وأقول هذا الكلام كيف يتحدثون عن محاربة مضاربي الدولار بالضغط على المواطن المسكين بينما المضاربون بالدولار معروفون بأسمائهم ومكاتبهم وزاد بقوله : الحكومة فشلت وأزمت الموقف اليوم. السكر عبوة 10 كيلو ب 350 جنيه والتجار دسوهو لأنو كاش مافي أديني سبب واحد لهذا غير فشل السياسات وغياب الرقابة.وإتهم الموظف الحكومة بتسجيع الربا وتابع :الموقف يزداد سوءا. فهاهو عبد الحي يوسف يرد على مواطن يسأل عن جواز بيع شيك قيمته 80 ألف جنيه بمبلغ. 70ألف كاش فيرد علي الوسائط بقوله : كنت اريد ان أعرف تاريخ الشيك هل هو في نفس اليوم لأرد على المسألة وأردف :ده الحاصل في البلد وأتمني تجيبو كلامي ده كلو بدون حذف أو تقطيع
توقف المغالق!
وحذر صاحب مغلق من توقف تجارة المبالغ. بعد جملة إجراءات حكومية تجعل الاستمرار فيه في غاية الصعوية ومضي بقوله: توقفت عن التعامل مع البنوك لأني لدي إشكالية. فأنا عندي شغل في مدينة نيالا أتعامل مع ناس هناك ويرسلون لي المبالغ عبر البنك ولا سبيل آخر لإرسالها منذ أشهر لم يعد الحصول علي هذه. المبالغ ممكنا حتي مصاريف البيت العادية لم نعد نتحصل عليها وأسوأ خبر وردنا هو الإتجاه لإيقاف الصرافات الأهلية يوم 1/1 /2019. وحتي الرصيد عبر التلفون قد يتم. تحديده لذلك عملنا بات مهددا فمن لديه لمبة أو مروحة. تعطلت يمكنه تركها وسيعاني طبعا لكنه لن يتردد في شراء الدواء لعلاج إبنه مثلا والآن. تجار الإجمالي أوقفوا بيع الحديد وأسلاك الكهرباء وحتي المصنوعات البلاستيكية لأن الشراء ضعيف إذا طلبت بضاعة من تاجر الجملة هذه الأيام يقولين البيع. آذا سألته لماذا يقول لك :لأن الموقف غير واضخ وما معروف ماذا سيحصل في البلد أما البضاعة التي إشتريناها منذ أشهر فقيمتها تتنافص بسبب شح النقد ولا أحد يريد التعامل بالشيكات
عمال اليومية!
و.عمال اليومية أيضا تأثروا بالأزمة وقال عامل : أنا أصلا. ماعندي علاقة بالبنوك. لكن هذه المشكلة وقفتنا من الشغل بعدما قسمتو لينا النص وتابع العامل :كنا نشتغل طول اليوم ونقبض اليومية مساءا الآن حركة مافي داخل السوق عشان نحنا ننقل البضائع ونسترزق.وكما تري قاعدين امام الدكاكين منتطرين راي تجار الجملة وهم منتظرين الحكومة توفر الكاش ومافي زول قادر يشتري حتي التاجر الذي تعمل عنده ممكن. يأخر ليك اليومية حتي اليوم التالي لذلك معاناتنا أكبر لأننا نعمل برزق اليوم باليوم وهذه ليست أزمة يوم أو يومين لكنها عملت شهور عديل وأثرت حتي على أخلاق الناس الليلة إذا داير قروش من زول ممكن يزوغ منك عادي
خيانة الأمانة!
المعني الخاص للأمانة هو: حفظ الامر او الشيء وعدم تضيعه او خيانته وهي كل ما يجب على الانسان حفظه كحقوق الأخرين
بهذه العبارات بدأ خطيب مسجد خديثه وتابع : نقول هذا والشعب السوداني اليوم يعاني من خيانة كبري لأمانته التي استودعها المصارف. وكما هو معلوم ومعمول به في كل انحاء العالم فإن المواطنين يستودعون أموالهم ومدخراتهم النفيسة من ذهب وحجارة كريمة الي المصارف لحفظها. وعندما يحتاج الانسان في أي لحظة وفي أي مكان ما عليه الا ان يخرج بطاقة الاتمان فيصرف ما يشاء من نقود ويسترد ما يحتاج من ودائع استودعها لأي مصرف في أي مكان وزمان في ارجاء المعمورة. وهذا متعارف عليه في جميع انحاء العالم. الا نظام الإنقاذ الذي شذ وابتدع بدعة لم تخطر ببال أحد على العالمين. وهي حجز أموال الناس والتصرف فيها ومنع الناس من استردادها مهما كانت حاجاتهم. فلا يُصرف لك الا بمقدار ومزاج النظام المصرفي المركزي. والغريب في الامر ان القوة الشرائية للجنيه متدهورة علي رأس الساعة فالجنيه السوداني في حاله هبوط دائم وبذلك تكون النقود المودوعة لدي البنوك في حاله انخفاض هذه واحدة و المواطن عندما استودع أمواله لدي المصرف يريد حفظها لفترة زمنية معينة. ولربما يريد ان يتاجر بها او ينميها او يفعل بها ما يشاء كل ذلك من حق صاحب المال. ولكن تسلط نظام الإنقاذ يحرم الناس من التصرف في أموالهم. وهذه لم تحدث في تاريخ الإنسانية منذ فجرها الأول. وبهذا التصرف الا إنساني أفقد الثقة في المصارف فمهما تكن من سياسات في المستقبل فان المواطن لن يجرأ ثانيا في ان يستودع أمواله لأي مصرف في السودان. وثالثة الاثافي اجبر النظام الموظفين اخذ مرتباتهم عبر النظام المصرفي ولم يوفر لهم السيولة الكافية في الصرفات الالية. والموظف يتجول ما بين صراف آلي واخر طوال ساعات اليوم وأخيرا يرجع بخفي حنين. وهكذا ضاعت الأمانة واسند الامر الي غير اهله اذن فلننتظر الساعة كما جاء في الشرع
إستمرار الأزمة!
كل يوم تشرق فيه الشمس نسمع ونري تطبيق نظرية اقتصادية أفشل من سابقاتها فمنذ ان تولي وزير المالية الجديد منصبه ظل يتخبط في تصريحاته والتي تارة تصادر أموال الناس عنوة لتودع في المصارف وتارة اخري تحدد سقفا للصرف. وهكذا تعسرت السيولة في الأسواق مما ادي الي انتشار ظاهرة الربا حتى في المؤسسات الحكومية والمصرفية. فاذا أراد المواطن ان يتحصل على مبلغ من الشيك الذي يملكه فعليه ان يتنازل عن بعض النقود حتى يتسنى له صرف ما تبقي منها. وهكذا أصبح مألوفا. ان المئة ألف تصرف تسعون او خمسة وتسعون الفا. علي حسب حاجة صاحب الشيك. ان سياسة وزير المالية الجديد جعلت ظاهرة الربا تستشري في الأسواق وبين رجال الاعمال. والغريب في الامر ان سدنة النظام ومحسوبيه يمكنهم ان يصرفوا أي مبلغ مهما كبر حجمه. وهم يتمتعون بالنقود حتى ان الصحافة من قبل نقلت لنا نبأ أحد البارزين في نظام الإنقاذ تعرض لسرقة أموال تبلغ ملايين الجنيهات بعملات اجنبية بلغت تسع أنواع من العملات الأجنبية علي رأسها الدولار واليورو والاسترليني وغيرهن من العملات الصعبة. وعندما ذهب ذلك المسؤول الي المحكمة لم يُسأل من اين لك هذا بل بدأ التحري في الوصول الي السارق حتي توصلت السلطات الي السارق وارجع المال الي ذلك المستفيد
مع تعسر السيولة في الأسواق وعند الموطنين الا ان أسعار السلع وخاصة المستهلكة يوميا مثل اللحوم والخضروات والفواكه ظلت في ارتفاع جنوني حتى ان سعر البصلة الواحدة شارف مبلغ العشر جنيهات. ندرة في السيولة وغلاء في أسعار السلع مما يجعل الانسان في حيرة من امرة. نقول للقائمين على الامر ان الحياة بهذه الطريقة لا يمكن ان تستمر لان هذا هو المستحيل بعينة. والمثل يقول (إذا اردت ان تطاع فامر بالمستطاع) فقد كلفتم المواطنين فوق طاقاتهم وضيقتم عليهم سبل العيش ولاحقتموهم حتى في امورهم الخاصة. فاتقوا الله في عبادة. واتقوا يوم الحساب. واتقوا يوما لا ينفع فيه مالا ولا بنون.
غضبة الحليم!
وتابع الخطيب بقوله :وفي هذه الحياة الدنيا نقول للحكومة اتقوا غضبة الحليم. ونقول لكم إذا سار الامر بهذه الطريقة فان ثورة الجياع اتية لا محال فاستعدوا لذلك. النظام يصرف من المال العام ويتصرف فيه كأنه في دولة صناعية كبري او منتجة للبترول او الغاز الطبيعي وغيره من المعادن النفيسة. مؤتمر الحركة الإسلامية. الدورة المدرسية. مؤتمرات لشباب الحزب الحاكم واستعداد لانتخابات نتائجها معلومة. دستورين ونافذين وأسر مقربة من كبار رجال الدولة ورجال الحزب الحاكم ابناءهم يدرسون داخل وخارج البلاد في مدارس خمسة نجوم. كشف دوري وعلاج في ارقي مستشفيات العالم في أوروبا وامريكا. وفي المقابل مطاردة وملاحقة للفقراء والمساكين في الأسواق الشعبية لأصحاب المهن الهامشية وستات الشاي وأصحاب الدرداقات. فرض رسوم ضرائبية وجمركية لصغار التجار ومصادرة حاويات لبعض تجار الجملة بحجة عدم اكتمال الأوراق الرسمية وتحديد سقوفات للتعامل بالسيولة في الأسواق واجبار من يخالف ذلك بوضع مالة في البنوك والتحكم في الصرف إلا بمقدار وشق الانفس. اما في الاحياء السكنية فقد أصبح منظر صفوف الرغيف مألوفا ومعروفا. صف للرجال وصف للنساء وبينهم أطفال. والغلاء في الأسعار فقد أصبح من المستحيل ان يعيش الموظف بما يتحصل عليه من راتب او دخل محدود لأصحاب المهن الحرة وعمال اليومية. اما العلاج فقد أصبح بعيد المنال على المواطن البسيط مقابلة الطبيب. وحتى إذا تسني له ذلك فذاك هو المستحيل الحصول على الدواء. وأصحاب الامراض المزمنة مثل مرض السكري فقد بلغ سعر الدواء الذي يتعاطاه المريض مثال لذلك Galvus-Met بلغ سعرة 1170 جنيه وهذا النوع من الدواء يتعاطاه المريض شهريا إضافة لما تبقي من ادوية لبعض أصحاب الامراض المزمنة لربما تصل شهريا الي مبلغ 3000 او يزيد من اين له هذا؟ هكذا يعاني الشعب واهل الإنقاذ على بروج عاجية يعيشون في بحبوحة من العيش. لا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغركم بالله الغرور. متاع قليل وحساب كبير والحاكم بصير والسجن جهنم. اعمل ما شئت كما دنت تدان.
الجريدة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.