1 في بيان له الأسبوع الماضي، قال الحزب الشيوعي السوداني (إن قوى الثورة المضادة وقوى الهبوط الناعم تسعيان لفرض هيمنة العسكر على السلطة المدنية عبر الوثيقة الدستورية، بهدف قطع الطريق أمام استكمال مهام الثورة والإبقاء على جوهر النظام السابق.).. من هي قوى الثورة المضادة وما طبيعة قوى الهبوط الناعم؟ ولماذا تتآمران مع العسكر لقطع الطريق أمام الثورة؟.. للعجب أن تلك القوى التي سنوضحها لاحقاً هي ذات القوى التي تحالف ويتحالف معها الحزب الشيوعي الآن في قوى الحرية والتغيير، فالسؤال المحير إذا كانت تلك القوى تتآمر على الثورة فلماذا يتحالف هذا الحزب مع تلك القوى، إلا أن يكون هو ذاته متآمراً على الثورة!، بل هي ذات القوى التي ينتظر الحزب مقاسمتها السلطة في كل هياكل الحكم المحلي وكوادره داخل حكومتها الجديدة!.. كيف يدين الحزب الشيوعي تلك القوى ويتحالف معها في ذات الوقت؟ 2 قوى الثورة المضادة تبدأ من عناصر النظام السابق وتمتد لتشمل الجيش السوداني، باعتباره جيشاً مؤدلجاً يسيطر عليه الإسلاميون وأجهزة الأمن وقوات الدعم السريع وكل المنتمين للمؤتمر الوطني أو عملوا معه، وتشمل كافة المؤسسات الخاصة والعامة التي تم تأسيسها في الثلاثين عاماً الماضية، باعتبارها مؤسسات طفيلية تمتص دم الشعب. المطلوب لهزيمة قوى الثورة المضادة ولكي يصفو وجه الثورة إقصاء كل المؤسسات أعلاه من الدولة ورميها خارج المشهد السياسي، ولكنهم لم يطالبوا بإبادتهم بعد!!.. لكن ما الآلية التي يمكن أن يحقق بها الحزب أهدافه تلك؟.. في بيانات سابقة قال الحزب إنه سيقود الجماهير لاستكمال الثورة!، هل يملك الحزب تلك الجماهير وذلك الشارع الثائر؟ إذا كان بمقدور الحزب ذلك فلماذا يتلوث بالمشاركة في سلطة يسعى لإسقاطها؟ 3 أما قوى الهبوط الناعم، فهي تلك القوى التي تحمل أجندة مضادة لأجندته وتراهن على انتقال سلمي هادئ للسلطة يجنب البلاد المواجهات والدماء، وتسعى للمساومة لعبور فترة الانتقال. أغلب تلك القوى التي يناصبها الحزب الشيوعي العداء الآن، خرجت من عباءته وهي تلعب دوراً مؤثراً منذ بداية الثورة وحتى الآن، هذه القوى الفعالة الآن بقيادة الشفيع خضر وأمجد فريد ومجدي الجزولي وحاتم قطان وفتحي عثمان وغيرهم، لها علاقات ممتازة مع كل الأطراف، ابتداءً من حمدوك حتى حميدتي مروراً بالإسلاميين، وهم يمثلون تياراً يسارياً وسطياً جديداً، للأسف لم يقدموا أنفسهم للساحة السياسية بشكل كافٍ، وإن كانت أفكارهم حاضرة ووجودهم في قوى التغيير عبر تجمع المهنيين كبيراً ومؤثراً. لو أن هذا التيار بلور مقولاته وتحالف مع قوى الوسط (تجمع الاتحاديين والمؤتمر السوداني)، سيكون له شأن في الساحة السياسية في الفترة المقبلة. تشمل قوى الهبوط الناعم أيضاً حزب الأمة والمؤتمر السوداني، وكل هذه القوى متهمة من قبل الحزب بأنها مستقطبة من قبل دول عربية للتعاون مع المجلس العسكري لتنفيذ الهبوط الناعم!! 4 باختصار كل القوى الفاعلة في الثورة هي قوى هبوط ناعم متهمة من قبل الحزب الشيوعي بأنها متورطة في التآمر على الثورة، بهدف فرض للعسكر عبر الوثيقة الدستورية، وهي الوثيقة التي سيشارك بموجبها الحزب في السلطة بكافة الولايات!! السؤال الذي يثير الجنون للمرة الألف: كيف يبقى الحزب في تحالف ينفذ هذه المؤامرة الشريرة ضد البلاد والثورة؟!.. يا مثبت العقول.