قفل المنظمات فيه إهدار للمال العام و فيه ضرر للستفيدين ،،،، كنت اعمل في منظمة كير الامريكيه CARE International في كردفان و بعدها إنقاذ الطفوله الامريكيه Save The Children في دارفور حيث كنت في إدارة مشروع الصحه و خلالها تم إنشاء اربعه مستشفيات في هبيلا, كرمك, مورني و تأهيل مستشفي فوربرانقا,,و تم كذلك إنشاء أثناء عشر مستوصف مجهز في مناطق متفرقه في غرب دارفور ,, اسونقا,,قوبي, دار السلام و مناطق أخري كثيره ,,,و خلال تلك الفتره ا تم تأهيل مستشفي النساء و التوليد في الجنينة و مدرسة الدايات و تم جلب أحدث الأثاث و المعدات من الخرطوم رغم صعوبة المواصلات و التحدي الأمني الكبير للترحيل بالارض فتم الترحيل بالجو و كان اكثر تكلفه ,,, و بعد نهاية فترتي في دارفور تم نقلي إلي جبال النوبة لإدارة مشروع التنميه الذي تديره إنقاذ الطفوله مع ال UNDP حيث تم إنشاء و تأهيل عدد من المراكز الصحيه و بناء مدرسة التمريض في كاودا بأحدث طراز من البناء و تم قبول الطلاب و الطالبات و تخريج عدد من الممرضين و الممرضات ,,,, و في خضم هذا العمل الكبير صدر قرار من حكومة الإنقاذ بقفل المنظمات و تم مصادرة كل هذا العمل الضخم و الإنشاءات العظام حيث كان يعمل بمنظمة إنقاذ الطفوله اكثر من 2700 موظف تم تسريحهم و انهار العمل الكبير الذي بنيناه ,,,,و علي اثره التحقت بالمنظمات الدوليه في بريطانيا في بيرمينجهام كمدير قطري في العراق و الاردن و في ذاكرتي ذلك العمل الضخم الذي بذلنا فيه شبابنا و قدمنا فيه ارواحنا حيث تعرضنا للموت مرارا و نحن نعمل في دارفور و تم تدمير ذلك العمل الكبير بجرت قلم دون ان ترمش عين من اتخذ القرار و انفض السامر ,,,,ثم التحقت بمؤسسة الاغاثه في برادفورد كمدير للبرامج الدوليه في عدد من الدول منها الاردن و سوريا و لبنان و تركيا و فلسطين و اليمن و باكستان و بنغلادش و الهند و كينيا و الصومال و السودان و كذلك مديرا اقليميا لاتحاد الإغاثة في امريكا ,,,,و في خضم هذا العمل الكبير راقت لي فكرت العوده للسودان و تقديم خبرات و المساهمه في العمل في الداخل ,,فقررت العوده السودان للمساهمه في إنشاء مؤسسه أبحاث و مكافحة السرطان و قلت هي فرصه أخري لتخدم اهلنا و بلدنا بغض النظر عن الاسم الذي تحمله لرجل سياسي الفرصه الان لخدمة المواطن و الفقراء و هناك مؤسسات علاجيه كثيره تحمل اسم أشخاص لكن هذا لا يقدح في الهدف السامي الذي تعمل من أجله ,, كمستشفي ابراهيم مالك أو مستشفي النو , احمد قاسم و عدد من المؤسسات التي تحمل اسماء أفراد دون أن يمس بهدفها و ورسالتها و الحق يقال ان اسمه كان محفذ لعدد من المؤسسات و الشباب للمساهمه في مكافحة و أبحاث السرطان لاسيما و انه توفي بمرض السرطان ,, قررت الرجوع للسودان و في ذاكرتي ذلك التقفيل التعسفي و الطرد الذي طال المنظمات الدوليه التي كنا نعمل بها من قبل و الذي تسبب في انهيار كل العمل الذي قمنا به في ذلك الوقت ,,,, و لكن كان همي ان نعود السودان و نقدم شئ لهذا البلد كما قدمنا في بلاد أخري أكبر من اي هواجس أخري ,,,, ,, فكانت رغبه وطنيه خالصه قدمت علي اثرها استقالتي كمدير اقليمي في الاردن مسؤولا من عدد من الدول و كان قرارا فرديا حيث عارضه كل أفراد الاسره و فيه خسائر ماديه بفقدي كل مخصصاتي كمدير اقليمي و كذلك خسائر أخري كثيره ,, لكن إصراري ان نقدم شيئا و نساعد مرضي السرطان في السودان استحوذ علي فكري و توكلت علي الله و تركت الدولار و رجعت السودان ,, و بدأت مسيرة إنشاء مؤسسة صلاح ونسي لأبحاث و مكافحة السرطان ,,,فعندما وصلت السودان تفاجأت ,, ان المؤسسه كانت عباره عن اسم فقط لكن لا يوجد شئ ,, و وقتها شعرت بالتحدي ,, و وجدت أخوة كانوا مؤمنون برسالة المؤسسه و مكافحة السرطان ,, و قررت أن ابذل قصاري جهدي و (الاتبلبل بعوم ) و بدأت مسيرة الإنشاء لتلك المؤسسه و حاولت جاهدا ان تطبق فيها اعلي درجات المعايير للعمل الانساني ,و وضعت شرطا لمجلس الاداره ان التعيين يجب أن يكون عبر الاعلان في الصحف و اختيار الأكفأ و قبل مجلس الاداره بهذا الشرط و تم إعلان الوظائف ,, فقمنا بوضع استراتيجية شاركت فيها الصحه العالميه و تكوين مجلس علمي استشاري يجمع اكثر من خمس و ستين بروفسور و فتحنا قنوات مع منظمات الاممالمتحده و عدد من المؤسسات العالميه و كان العمل مقنع و رغم أن المؤسسه تحمل اسم شخصيه سياسيه لكن ما ظهر لهم من عمل كان مقنعا حيث حرصنا ان نلتزم بمعايير العمل الانساني الدولي Humanitarian Principles,,, و هذا اقنع عدد من المؤسسات لالدوليه لدخول في شراكه مع المؤسسه و كلل العمل بالنجاح و أنشأت عدد من المراكز للكشف المبكر في العاصمه و الولايات ,,و كذلك تم انشاء مركز مرجعي للكشف المبكر يخدم النساء خاصه في المناطق الطرفبه ,,,, و كعادة كل عمل في السودان كان هناك تدافع و تحديات كثيره خاصة من بعض الذين يرون أن المؤسسه يجب أن تدار من شخصيات يعرفونها في السودان و مقربه من المرحوم أو شخص يعرفونه اصدقاء المرحوم بصوره شخصيه و هكذا ,,,,لكن بتةفيق من الله و إصرارا مني بقبول التحدي و كذلك وقوف مجلس الاداره و دعمه للرأي المهني و ان تظل قضية السرطان هي المحرك الأساسي لعمل المؤسسه و همة الاخوه الموظفين و العاملين الذين تم اختيارهم للمؤسسه كل هذا ساهم في عبور المرحله الصعبه ,,,و بعد انقضاء ثلاث سنوات من العمل المتواصل حققت خلالها المؤسسه إنجازات و انتشرت ووصلت رسالتها داخل السودان و خارج السودان و أصبحت المؤسسه الأولي الرائده في العمل البحثي و الاكاديمي و التوعوي في السودان ,,, و شعرت ان المؤسسه قادره علي مواصلة المسير بعون الله و عون الاخوه الذين تم تعيينهم و اختيارهم ,,,,,في هذه المرحله قررت أن أقدم استقالتي لارجع لعملي الدولي مرة أخري و افسح المجال لشخص آخر بعد ثلاث سنوات من ترك الوظيفه الدوليه و الرجوع مرة أخري لمواكبة ما يدور في العالم في هذا المجال ,,, رغم الخسارات التي حظيت بها علي الصعيد الشخصي لكني كنت أشعر بالارتياح عندما إري المؤسسه و نجاحاتها و خدمتها للفقراء و خدمة أضعف شرائح المجتمع الفراء , المصابين بالسرطان ,,,,لكن يظهر ان لعنة تقفيل المنظمات تلازمني بصوره مستمره ,,,, فيوم امس سمعت بأن المؤسسه تم إغلاقها و مصادرة أصولها مع عدد من المنظمات و انهار البناء الذي تعبنا و ضحينا من أجله ,,,,فتكرر سيناريو التقفيل مره اخري ,,,, المره الأولي من حكومة الإنقاذ بتقفيل منظمة إنقاذ الطفوله و اهدار جهدنا في دارفور و كردفان و هذه المره قرار التقفيل من الحكومه الحاليه و اهدارجهدنا في بناء مؤسسة أبحاث و مكافحة السرطان و في كل مره يتضرر المواطن البسيط الذي يستفيد من هذه الخدمات في المناطق النائية ,,, يوم امس كتبت بعض الخواطر في هذا الموضوع : الغاء المؤسسات مهما كان نوعه فيه إهدار للثروة القومية ، هذه المؤسسات تعتبر ملك عام وإغلاقها وتصفيتها إهدار لكمية المال الذي أسست به و هو مال عام و كذلك الجهد ، و هي تخدم قطاع عريض من الناس فبدل تصفيتها كان الاجدى مراجعتها ومراجعة أهدافها والمستفيدين منها . كان بالإمكان تغيير إداراتها اذا كان عليهم ملاحظة ، أو حتى تغيير الاسم بعد المراجعة أسوة بكثير من الجهات التي تم تغيير أسمها ، لكن الإلغاء والتصفية فيه إهدار الجهد والمال الذي أسست به و كذلك ضرر للمستفيدين ، رغم أني تركتها وعندي بعض الملاحظات عليها لكن فكرة المصادرة والتصفية تعتبر فيها خسارة كبيرة ، خاصة ان مؤسسة صلاح ونسي الان تمثل السودان في الحملة العربية للتوعية بسرطان الثدي التي تشارك فيها اكثر من تسعة دول عربية وأداءها متميز جدا .. المؤسسة الان لها علاقة متميزة مع جامعة هاوارد في امريكا , وايضا علاقة متميزة مع اتحاد الإغاثة في امريكا UMR , وتم استخراج OFAC .licence خاص للمؤسسة من امريكا لاستقبال الادوية والمعدات من امريكا لتجاوز الحظر الأمريكي واستقبلت المؤسسة بموجبه معدات من امريكا . المؤسسة ايضا لها علاقه مع جامعة جوتنبيرج في المانيا وهي شراكة متميزة في البحوث العلمية وبموجبها تدرب عدد من الطلبه في المانيا و إصدار عدد من البحوث العلميه ,,, المؤسسه لها علاقه متميزه مع مستشفي مايوت في الهند و ساعدت عدد من المرضي للعلاج بموجب الاتفاقية و تدرب عدد من الطلاب في أجهزة الاشعه المتقدمه في الهند.مجانا بموجب هذه الاتفاقية ,,و ايضا علاقة المؤسسه مع المنظمات السعوديه ,, الاتحاد الإسلامي للاعاقه ,, و كذلك علاقتها مع الصحه العالميه حيث كانت الصحه العالميه في الخرطوم حاضره و مشرفه على وثيقه الاستراتيجيه اللتي تعمل على هداها المؤسسه و شارك اكثر من اثنين و ستين بروفسور و مختص كمجلس علمي استشاري يوجه المؤسسه في الأمور العلميه و التقنيه و كذلك تم تعيين خبيره من الصحه العالميه لوضع الاستراتيجيه فكانت الصحه العالميه حاضره و مشاركه في معظم النشاط المنظمه ,,,و كذلك فتحت المؤسسه اكثر من ثمانيه مراكز مجهزه للكشف المبكر في العاصمه و الولايات بالاضافه للمركز المرجعي الذي استجلبت له المؤسسه افضل جهاز ماموقرام في العالم ,,,,, المؤسسه خلال التأسيس اجتهدت ان تطبق Humanitarian Principles لذا كانت مقنعه لكل هذه الجهات للدخول في شراكات معها عالميه و محليه ,,,و حرصت ان تكون لها كل الdocuments اللتي تضمن تطبيقها لهذه المبادئ , فكانت فرص التعيين مفتوحه و عبر التقديم و المعاينات و كل إعلانات التوظيف تعلن في الصحف السياره ,, و كان هذا حرصا لتحقيق مبدأ الشفافية و التنوع و عدم احتكار الفرص لجهه سياسيه و كان هذا شرط منذ بداية انشاء المؤسسه ,,,و المتابع لنشاط المؤسسه بجد انها كانت قبله لطلبة الجامعات بمختلف اتجاهاتهم و دعمت الغوافل الطالبيه لكل السودان باعتبارها صرح علمي بحثي لا علاقة لها بالسياسه اللهم إلا حملها لاسم المهندس صلاح ونسي ,,,,اما ما عداه فهو عمل طبقت فيه كل الأسس العلميه للبحث و التوعيه و العمل الطوعي ,,, مصادرة أموال القطط السمان اجدى و أنفع من مصادرة أموال الفقراء التي تأتي عبر المنظمات،،، و انا لا اجزم ان كل المنظمات التي تم مصادرتها و توقيفها تعمل بصوره جيده،، فعمليت المراجعه واجبه و الوقوف على الحقائق مهم و اذا تم التحقق من سؤ ادارة او فساد بعضها فتحاسب و تصدر القرارات بعد المراجعه،،، لذا نرجو من الجهات التي اتخذت القرار مراجعة عمل المؤسسه ووضع التوجيهات و التغييرات الازمه بدلا من إلغائها .