رمضان مشى على النص خلاص والناس بدت تحسب بالمقلوب.. وتتكلم عن الخبيز والملايات والبوهية وضرب الجير والبولش للسراير.. في راكوبة النسوان قدام المطبخ اتكأت نجوى جوار امها على عنقريب العصب وتساءلت عن تأخير الحوالة من زوجها فانتهرتها حاجة زهور.. اجي يانجوى نحنا وين والعيد وين انتي رمضان دا غلبك ساي عايزه تجيبي العيد .. كورت نجوى توبها ووضعت رأسها عليه وهي تبرطم هسي البنات يبدن النقة.. مصمصت زهور شفتيها وهي تقول البسمعك يانجوى يقول الراجل مقصر معاكم ولا راميك زي بنات الحلة المتزوجات مغتربين مابشوفهم من سنة لي خمسة سنة احمدي ربك البجيك كل حول ومحمل بالشنط وحوالتكم دي ما قعد تتاخر اصلا.. وجدت نجوى الحوار غير مجد فصمتت وهي تدعو بالفرج والتخفيف من حرارة الجو.. قبل ان تغفو على صوت شخير امها المنتظم.. الصوت النسائي المرتفع ايقظ النسوة وجعل بنات الحوش يتراكضن مضحيات بالخروج من معقلهن البارد المظلم والتدافع نحو الراكوبة لرؤية بضاعة حاجة الزينة الدلالية التي يرسلها لها ابنها من الخارج.. زوجتا الريح وجعفر هرولن ايضًا ينبشن في الاكياس من تحت ضل الشجرة هدر الريح والله ياجعفر انا المرة دي كان يوم عملتا ليها كمين حفرة وقعت كسرت فيها كراعا دي كان ارتحتا.. قهقه جعفر وهو يتشارك معه امنيته لانه يعرف جيدًا ان المرأة كالمنشار تنهش جيوبهم كل موسم.. جاءت سمية ترافقها احسان محملات بالاكياس حدجهما الريح بنظرة طويلة تجاهلتها المرأتان بحرفية وهربن استدار نحو ابيه قائلاً حرم المرة الجاية اعمل كمين تاني إلا تبيع ترمس!