كان يوم السبت الماضي يومًا حالك السواد والأستاذ /جعفر باعو ينقل لنا خبر رحيل الزميل والصديق مهدي سعيد مراسل الصحيفة من القضارف.. لم أستطع أن أتحمل وقع الخبر فجلست في مكاني لبرهة من الزمن وقلت ما الذي يحدث في هذه الدنيا؟ هل علامات الساعة قد اقتربت؟!... وكنت قبل ذلك قد قلبت في صفحة الإنترنت عن موت «الفجاءة» في المواقع الدينية لأصل لنتيجة أن موت الفجاءة ما هو إلا إشارة ودليل على اقتراب الساعة وعلامة من علاماتها، ومهدي سعيد الذي تركنا في موج هذه الحياة المتلاطم فبفقده تكون الصحافة السودانية وصحيفة «الإنتباهة» وصفحة ربوع السودان قد فقدت أحد أهم أركانها، كيف لا وقد عهدنا الفقيد بكتاباته الجريئة وتقاريره المتزنة وقد نقل لكل ربوع السودان ما يدورفي ولايته بكل تجرد ونكرات ذات سواء كان ما يتعلق بالإخفاقات أوالإيجابيات ولم يترك شاردة أو واردة إلا ووضع المتابع والقراء في الصورة، فبموته توقف الزمان لبرهة وسكنت شقشقة العصافير في بيته، نسأل الله أن يصبر زوجته «هادية » ويمكِّن أبناءه «عبد اللطيف وسعيد وعسجد وساجدة» من تخطي هذه المحنة، فقد انكسر «مرق» الأسرة ولكن يقيننا وإيماننا أن الله لا يضع رزق إنسان شق له فمه فهو القادر على إطعامهم، وما نريد إيصاله من رسالة إلى إدارة الصحيفة أن تسعى لعقد لقاء لكل مراسلي الصحيفة مره ثانية، فإذا كان اللقاء الأول فى عام 2008م ولم يحضره الكثير منا وأنا واحد منهم لأنني جئت إلى الصحيفة في أوآخر العام 2009م فنريد أن يكون اللقاء الثاني في «2012»م خاصة وأننا لم نلتقِ بالكثير من المراسلين إلا عبر كتابتهم في الصحيفة أو عبر الهاتف فلا بد من التلاقي لتتواصل أواصر المعرفة والأخوة الصادقة. نعم إن أصعب اللحظات التي تمر بالإنسان هي تلك اللحظة التي نسمع أو نشهد فيها فراق عزيز، فما أصعب أن تسيل دموع الرجال وإنها لعصية على النزول إلا عند شدائد النوازل اللهمّ ارحم واغفر لأخينا وزميلنا وصديقنا وعزيزنا مهدي سعيد واحشره في زمرة المهديين واجعل اللهم الجنة هي مثواه ومنقلبه وارحم اللهم موتى جميع المسلمين ..آمين، إنا لله وإنا إليه راجعون.