«الأحداث التي شهدتها النيل الأزرق كانت دون علمنا» هذه الجملة تكررت كثيراً من قِبل رمضان يس أحد قيادات الحركة السابقين، وهو يجيب عن بعض استفساراتنا التي كانت تخص الحركة القومية للسلام والتنمية التي وُلدت قبل أيام قلائل في تلك الولاية الحدودية، وتأكيد رمضان على هذه الجملة يشير بوضوح «للدكتاتورية» التي كان يتعامل بها عقار مع رفاق دربه في الحركة الشعبية، وربما هذه الدكتاتورية هي كانت واحدة من الأسباب الرئيسة التي جعلت الآلاف من قيادات وأعضاء الحركة يرفضون مبدأ الحرب في النيل الأزرق ويتركون عقار ومن معه يجابهون مصيرًا خاسرًا في أصقاع الولاية، عاد رمضان ورفاقه ليشاركوا في الحراك السياسي في النيل الأزرق بحزب وفقوا كثيرًا في اختيار اسمه «السلام والتنمية» وقبل هاتين الكلمتين كتب على لافتة عريضة توسطت منصة وُضعت بترتيب في خيمة ضخمة كلمتان أيضًا وهما «الحركة القومية» وبهذه الأربع كلمات اختار أكثر من ألف شخص المكتب التنفيذي الذي سيدير كواليس هذه الحركة في العمل السياسي بالنيل الأزرق، وفي أجواء سادها الهدوء والديمقراطية كان اختيار سراج الدين حامد رئيسًا للحركة القومية للسلام والتنمية ورمضان يس سكرتيرًا لها وغيرهما من الكفاءات لبقية المكاتب. ويبدو أن الحركة القومية هذه جاءت للساحة السياسية وهي مصقولة بالأفكار والعمل السياسي وهذا بدليل البرنامج الكبير الذي تخطط الحركة لتنفيذه ليس في النيل الأزرق فقط وإنما في جميع ولايات السودان وهذا ما أكده لي رمضان يس حينما سألته عن خطوته المقبلة بعد انتهاء مؤتمرهم التأسيسي هذا والذي اختيرت له مدينة الدمازين لانعقاده، فكانت إجابته سريعة وواضحة حيث قال إنهم سيبدأون التحرك نحو ولايات السودان الأخرى ومدنه المختلفة لعقد مؤتمرات مع قواعدهم في تلك المناطق وفي تفكيرهم المشاركة الواسعة في الحكم إن كان في النيل الأزرق أو غيرها من الولايات من أجل إحداث التنمية ليكتمل اسمهم الذي اختير، فبعد السلام الذي تحقق في النيل الأزرق، هم الآن ينشدون التنمية من أجل دفع عجلة الاقتصاد في السودان. إن المرحلة المقبلة من تاريخ السودان في أمس الحاجة لمثل هذا الحراك السياسي الذي يتفاعل معه المجتمع فسنوات الحرب ذهبت دون رجعة بإذن الله ويبقي انتظار المواطن لسنوات التنمية والإعمار التي يحلم بها..