خمسة أشهر تقريباً مضت على خروج والي النيل الأزرق السابق مالك عقار عن المؤسسية واختياره للتمرد مرة أخرى، وظلت هذه الولاية منذ خروج عقار عنها متمرداً تعيش بين الحذر والتأهب للدفاع عن أرضها ومكتسباتها، ولكن الآن بدأت هذه الولاية في التعافي من أمراض الحرب التي أُجبرت على خوضها في الشهور السابقة، وملامح هذا التعافي كانت أكثر وضوحاً وعاصمة الولاية تشهد حراكاً سياسياً جديداً عليها، وذلك عبر المؤتمر التأسيسي للحركة القومية للسلام والتنمية، واسم هذه الحركة يشير إلى برنامجها الذي انتهجته خلال المرحلة المقبلة، وهو التنمية المستدامة في ولاية شهدت الكثير من الصراعات، مما جعل ممثل والي النيل الأزرق وزير المالية فضيل عبد الرحمن يثني على هذه الحركة من خلال مخاطبته لمؤتمرها التأسيسي، وقال إنها جاءت في الوقت المناسب، خاصة أن الولاية بدأت تتعافى من آثار الحرب. فيما أكد رئيس الحركة «المنتخب» سراج الدين علي حامد أنهم قبلوا التحدي للتصدي للقضايا القومية بإنشاء هذا الحزب في فترة وجيزة، وأضاف أنهم يتطلعون للتصدي للقضايا الوطنية بكل تجرد ومهنية، ويرى رئيس المؤتمر الوطني بالنيل الأزرق عبد الرحمن أبو مدين أن تكوين هذه الحركة فرصة لمزيدٍ من الحراك السياسي في الولاية، وقال ل «الإنتباهة» إن تكوين هذا الحزب في هذه الفترة يؤكد حرية التعبير وبدايات التعافي من آثار الحرب التي شهدتها الولاية في الفترة السابقة، ويقول أبو مدين إن تكوين هذه الحركة التي جل عضويتها من الرافضين لمبدأ الحرب من قيادات الحركة الشعبية، يشير إلى مواصلة المشورة الشعبية كما خطط لها، باعتبار أنها لا يمكن أن تتم بمعزل عن الطرف الآخر. وتوقع أبو مدين أن يكون هذا الحزب إضافة جديدة للأحزاب الأخرى وللحراك السياسي الموجودة في الولاية. وقال إن مثل هذا الحراك السياسي في الولاية يجعلنا نتمكن من تكوين جبهة قوية للدفاع عن الولاية وتنفيذ التنمية المستدامة فيها، موضحاً أنهم يواجهون عملاً شاقاً خلال الفترة المقبلة لاسترداد بعض المناطق الصغيرة حتى تبدأ الولاية رحلة التنمية والاستثمار من أجل دعم الاقتصاد القومي، فيما أكد سكرتير الحركة القومية للسلام والتنمية رمضان يس أن الأحداث التي شهدتها الولاية خلال الشهور الماضية جاءت دون علمهم باعتبارهم أعضاءً سابقين في الحركة الشعبية وقال ل «الإنتباهة» إن تجدد الحرب إجهاض لمكاسب اتفاق السلام الخاص ببروتكولي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وأكد يس رفضهم التام للحرب لأنها توقف مسيرة التنمية المستدامة المرجوة، وقال يس إن تكوين هذا الحزب يعتبر خطوة كبيرة تصب في مصلحة السلام والتنمية، مؤكدا أنهم لم يرثوا الحركة الشعبية وإنما يعملون على التنمية في الولاية من أجل أهلها. وقال إن من أهم أهدافهم عودة اللاجئين الذين هربوا من الدمار، إلى جانب رتق النسيج الاجتماعي وعملهم مع الأحزاب الأخرى من أجل التنمية. وأضاف أن الفترة المقبلة ستشهد وضع خريطة طريق للحزب على مستوى الولايات، وقال إنهم يريدون عبر هذا الحزب أن يمتلكوا قرارهم ويسهموا مع الجميع في بناء وتنمية الولاية. ويرى بعض المراقبين السياسيين أن تكوين هذه الحركة في الولاية يعتبر البداية الصحيحة للسير في الطريق الصحيح بالنيل الأزرق، ومؤشراً إيجابياً للتعافي من آثار الحرب التي أفرزتها بعض الممارسات الخاطئة للحركة الشعبية بالولاية في السنوات السابقة، وقالوا إن المواطنين في الولاية ينتظرون الكثير من أحزاب الولاية من أجل دعم الاستقرار والتنمية المستدامة.