ظهر الخميس المنصرم تلقيت اتصالاً هاتفيًا من صديقي سيف اخبرني من خلاله عن معاناة كبيرة يجدها المرضى في المستشفى التركي وهذه المعاناة جعلته يحول ابنه المريض لأحد مستوصفات الكلاكلة، وسيف هذا قطع قرابة العشرين كيلو مترًا وهي المسافة من داره بالسليمانية شرق حتى الكلاكلة اللفة ليجد ابنه العلاج، وبعد اتصال سيف بأقل من ثمانٍ وأربعين ساعة أجبرتني الظروف الصحية لابني صاحب الثلاثة أشهر على التوجه به إلى مستشفى جعفر بن عوف للأطفال بعد أن تمكّن منه الالتهاب اللعين فوجدنا حوادث الأطفال ساكنة تقريبًا من الحركة ولكن ما إن كتب لنا الاختصاصي المناوب ضرورة التحول للعنبر لمواصلة العلاج اختلف الحال، فهناك إن كنت محظوظًا تجد سريرًا به مريضان من الأطفال وان كنت غير ذلك فحتمًا السرير يسع الأربعة اضطرارياً ففضلنا الخروج من المستشفى مع شروق الشمس ولكن غيرنا لم يستطع فعل ذلك للمسافة البعيدة التي قطعها لعلاج ابنه، وفي كلتا الحالتين حقيقة يجب أن يقف عندها الأخ وزير الصحة وهي ضرورة تخفيف العبء عن المستشفيات الكبيرة وهذا لا يتم إلا بصيانة المراكز الصحية المنتشرة في أطراف ولاية الخرطوم وغيرها من ولايات السودان، وهذا يقودنا «للوكر المهجور» وهذا الوصف هو اقرب ما يكون لمركز صحي السليمانية شرق الذي توقفت صيانته منذ أكثر من عامين والأخ والي الخرطوم يتفرج عليه وكذلك وزير الصحة بالولاية دون تحريك سكونهما، والمواطن هناك يقطع المسافات الطويلة لإيجاد العلاج الذي هو من واجبات والي الخرطوم والذي سيُسأل عنه في يوم ما، وأرجو أن يكلف دكتور الخضر نفسه ويستقطع من وقته القليل لزيارة هذا المرفق الحيوي ويرى بعينيه معاناة مواطني السليمانية وما حولها من قرى أم أرضة وأرجو أن يزور الوالي مركز صحي طيبة الحسناب ليرى المرضى وهم يفترشون الأرض في انتظار العلاج دون جدوى وليرى بنفسه ما يمكن أن تفعله حكومة الولاية في مركز السليمانية الصحي الذي به من المقومات ما تجعله مستشفى ريفيًا يريح أهل جبل أولياء وكذلك أهل الخرطوم بتخفيف الضغط عن مستشفى الأطفال والخرطوم، فالمواطنون هناك لسانهم يلهج بالشكر للأخ بشير ابوكساوي معتمد جبل أولياء فقط لزيارته لهم والوقوف على أحوالهم فهل يبخل الخضر بمثل هذه الزيارة ليقف على الطبيعة على ما يجري في مركز السليمانية أم يظل يعتمد على التقارير التي تأتيه في مكتبه دون أن يستفيد منها المواطن. ونواصل