شنَّ المؤتمر الوطني هجوماً واسعاً على الحركة الشعبية بدولة الجنوب، وقال إن بها قيادات مغرورة بسراب أدى إلى الواقع الذي تعيشه دولتهم، ولفت إلى أن ذلك الواقع سيتغير ويأتي آخرون يقودون الدولة إلى ما فيه خير الجنوب والسودان، ويؤسس لمستقبل أفضل بين الشعبين، وقطع بأن الحكومة لن تسمح بعبور المواد الغذائية إلى دولة الجنوب إلا في إطار الإجراءات الرسمية. وبرر إغلاق الحدود بين البلدين بقوله: «حتى لا يذهب ذلك إلى الذين يحاربوننا»، وقال: «ليس بيننا ود حتى نزود أعداءنا بالمواد الغذائية، بيد أنه أكد أن قضية الحكومة ليست مع شعب الجنوب وإنما مع الحركة الشعبية التي تقود دولته. واتهم نائب رئيس الجمهورية رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني د. الحاج آدم يوسف خلال مخاطبته عضوية الحزب بأم درمان في اللقاء الذي نظمته الأمانة السياسية للوطني بالخرطوم، اتهم دولة الجنوب بالتنصل عن شعبها بالسودان، وأكد أن سفارة دولة الجنوب رفضت فتح أبوابها لرعاياها لإكمال إجراءاتهم قبل التاسع من أبريل المقبل، ولكنه هدد بالقول: «أي شخص يشعر بأنه غير مرغوب فيه أحسن يخارج نفسه ويمشى، والما دايرنو بنكشو». وقال الحاج آدم إن عدداً كبيراً من قيادات دولة الجنوب انتقدوا قرار وقف تصدير البترول عبر السودان، واعتبروه قراراً خاطئاً، وقلل من الحديث بأن بعض الجهات تعهدت بتعويض دولة الجنوب، وقال إن ذلك غير صحيح، ووصف الوضع الإنساني فى مناطق التمرد بأنه إجرامي، وقال إن موقف الحكومة بعدم السماح للمنظمات بالدخول في مناطق التمرد حتى لا يزودوا المتمردين بالغذاء والأسلحة، وأكد أن المنطق يقول بإدانة التمرد الذي أدى إلى هذا الوضع المتمثل في شح الغذاء، وجدد رفض الحكومة دخول المنظمات الأجنبية في مناطق التمرد مهما كانت الضغوطات. وكشف أن التمرد كان يستعد للهجوم على جنوب كردفان عبر ثلاثة محاور: تلودي، كادقلي والمجلد، لكنه قال إن القوات المسلحة استطاعت هزيمته، وأضاف أن المطلوب من ألوية الدفاع الشعبي تأمين المناطق الخلفية للجيش، مشيراً إلى أن أمر الاستعداد مستمر، ولا يعنى زوال الحركة انتهاء الأعداء. ووجه الحاج بإعداد لواء من الدفاع الشعبي في كل من أم درمان وبحري والخرطوم، وإعداد لواء من المرأة استعداداً لمواجهة أية تحديات قادمة، وقال إن الأعداء الذين يدعمون التمرد في السابق هم أعداء اليوم، وقلل من تهديداتهم بغزو السودان عبر استغلال البترول أو الأزمات الاقتصادية، وأضاف أن الحكومة جربت كل أنواع التحديات. وأوضح أن خطة التمرد امتداد لخطة الحركة الشعبية بقيام سودان جديد ضد الإسلام والعروبة، ورأى أن فلسفة الحركة تتمثل في قيام دولة علمانية في السودان، وأكد أن خيار الشعب اليوم هو الشريعة ولن يجامل الوطني فيها، وقال إننا لن نغير منهجنا، وإن أرادت الحركة المواجهة فنحن مستعدون وجاهزون.