{ نظمت اللجنة الأولمبية السودانية في منتداها الشهري باسم أولمبياد الثقافة، ندوة في منتهى النجاح حول الصحافة الرياضية المشكلات والحلول. ووجدت أنها من المرات القليلة التي تجد فيها الصحافة الرياضية النقاش الهادئ القائم على ورقة علمية قدمها الإعلامي القانوني الأستاذ معاوية أبو قرن وعقب عليها الأساتذة عبد المولى الصديق وحسن فاروق والنعمان حسن وشخصي الضعيف.. واتفقت الورقة والمعقبون على أن هنالك أزمة حقيقية، وإن كان بعضنا يرى أنها ليست أزمتنا وحدنا.. وأن بها بعض الإشراقات والإيجابيات، ولكن اتفق الجميع على ضرورة مواجهة المرض والاعتراف به وهذا أولى خطوات العلاج، أما إذا عاندنا وقلنا لسنا وحدنا.. وتوزيعنا أكبر فإن المرض سيتحول الى مرض عضال ويكون الحل الوحيد والعلاج الأوحد هو البتر، والعياذ بالله وحمانا الله وإياكم. { اتفق الجميع على أن الأزمة في غياب المؤسسية، وحقيقة لا توجد لدينا مؤسسة صحفية واحدة مكتملة حسب مواصفات المؤسسة الصحفية الكاملة التي تتكون من مبنى كبير وأقسام منظمة ومركز تدريب ومؤسسات للتوزيع والإعلان والطباعة وهلمجرا.. وهذا هو حال الصحافة العربية صاحبة الاسم مثل الأهرام والأخبار في مصر والشرق الأوسط وعكاظ والجزيرة في السعودية والنهار والسفير في لبنان والصباح والصحافة في تونس وهلمجرا. { غياب المؤسسية هو الذي جعل مهنة الصحافة لمن لم يجد مهنة أخرى »في معظمها«، وصارت بطاقة اتحاد الصحافيين بصفة »صحافي محترف« تمنح لغير المحترفين للمهنة، وتدخلت الحزبية في اختيار قادة العمل الصحفي.. وصار صاحب العمود الذي يبيع هو صاحب الأجر المليوني الأكبر، وقدمت الدراسة أكثر من خمسة وعشرين ألف حالة خروج عن العرف الصحفي والمبادئ العامة والنقد الهادف البعيد عن الشخصنة وإثارة المشكلات والايحاءات الجنسية والقبلية، كما في الدراسة التي نشرها المجلس القومي للصحافة في العام ألفين وثمانية. نقطة.. نقطة { سلخت الندوة جلد الصحافة الرياضية حتى أن أحدهم قال لسنا وحدنا، فهنالك سلبيات يشيب لها الولدان في الصحافة الاجتماعية والسياسية، وهذا صحيح، ولكن الندوة كانت خاصة بالرياضة في مقر أكبر كيان رياضي في البلاد، وبحضور نخبة من الرياضيين وقادة العمل الرياضي. { اتهموا الصحافة الرياضية بأنها خالية من المبادرات والاهتمام بالأنشطة الأخرى.. وقد يكون هذا حالها اليوم، أما في الأمس القريب فكان هناك العديد من المبادرات التي حركت بركة الأنشطة الرياضية المختلفة غير كرة القدم، ومنها الدورة المدرسية وسباق الدراجات الصحاحيصا الخرطوم، وسباق السباحة جبل أولياء الخرطوم، وأسبوع القمة في كل المناشط.. فقد كان هذا جهد إخواننا وأساتذتنا في فترة السبعينيات وحدها، فأين نحن منهم وأين صحافتنا من مبادرة أية مبادرة تكون بديلاً للمهاترات وحشد الجماهير في المطارات لاستقبال الفاشلين وهلمجرا.