{ الأسلوب الذي يتعمل به الاتحاد العام لكرة القدم بحق اللعبة ومشاهديها وتلفزتها أمر يدعو للحيرة، وقد يكون بداية ثورة لا تبقي ولا تذر.. والمؤسف أن بعض الأندية تؤيد هذا الاتجاه لقصر نظرها في أن المباريات صارت تحقق عائداً مالياً كبيراً، ولا يعرف هؤلاء أن عدم التلفزة يفقدهم عائداً غالياً أكبر ولكن بعد حين، إذ ستتردد الشركات التي ترعى المنافسة لأن همها التلفزة وأن يتابعها الملايين أمام الشاشات وليس بضعة آلاف.. كما أن الشركات التي تضع لوحاتها الإعلانية في الجانب الشرقي من الملعب بقصد مواجهة كاميرات التلفزيون وليس مواجهة رواد المقصورة والدرجة الأولى. { المؤسف أننا لا ننظر إلا تحت أقدامنا فقط، وليست لنا نظرة للمستقبل القريب أو البعيد، وقد ضربنا الأمثلة بالرعايات والإعلانات، ولكن ما نفقده أكبر من ذلك من حيث نشر اللعبة وتوثيق وحفظ الرصيد الهائل من المباريات، وهنا قد يفقد اللاعبون شهية اللعب، لأن كل جهدهم وعطائهم ينتهي بانتهاء مراسم الدفن وصافرة الحكم. { أمر التلفزة هو حق أصيل للاتحاد العام، وقد ساندناه في هذا، وليس للأندية أو رجالها الذين يهربون من الصرف عليها ويودون الاعتماد على شباك التذاكر.. ولكن في المقابل الحق الكبير في المعرفة والاعلام والمتابعة هو للإنسان.. وهذا منصوص عنه في الأدبيات والوثائق الدولية لحقوق الإنسان، أم أن الإنسان السوداني ليس معنياً بحقوق الإنسان في كل مكان. { كادت تحدث كارثة باستاد المريخ في افتتاح مباريات الدوري في مباراة المريخ والأمل، ولو سلمت الجرة فليس في كل مرة تسلم، وأية كارثة تحدث فإن المسؤول عنها في المقام الأول هو الاتحاد بتردده في منح حقوق التلفزة لمن تقدم لها.. وهو مازال يسعى نحو قناة «الجزيرة» المترددة الممتنعة ولكن إلى متى؟ نقطة.. نقطة { الاتحاد العام متهم أول بأنه لا يعير نظره لراحة الجماهير وانتشار اللعبة بالتلفزة المفتوحة وليس المشفرة، ولا يقدر رغبة الشركات الراعية وصاحبة لوحات الإعلانات، ويستجيب لضغوط بعض الإداريين الراغبين في الدخل فقط.. ولا يقدرون الأضرار المالية والمعنوية والتوثيقية والاستفادة من المباريات في التحليل والتصحيح. { اللعبة مهددة بالإهمال وعدم المتابعة، لأن مستوى الفرق الجماهيرية لم يعد بذلك الفارق.. ولعدم ظهور اللاعب النجم الذي تحرص الجماهير على مشاهدته، ولصعوبة الدخول للاستادات والخروج منها، وستكون النهاية مؤلمة، ومن الصعب العلاج إن لم نتدارك الأمر. { قرأت ما كتبه الأستاذان الكبيران النعمان حسن وميرغني أبو شنب عن الراحل الكبير رجل الرياضة والخدمة المدنية في عهدها الزاهر المرحوم بابكر النور مصطفى، الذي كان يحرص على لقاء أبناء عطبرة في مسقط حيث نقيم أو داخل البلاد حين زياراته. نسأل الله الرحمة لكبيرنا السيد بابكر النور مصطفى، ونسأل الله أن يجزيه بقدر ما قدم للوطن والخدمة المدنية والرياضة والهلال. و »إنا لله وإنا إليه راجعون«.