.. والآن وفدنا إلى أديس أبابا الذي يأتي في كل يوم بشيء يأتي بأخرى.. والوفد يطلب أن يذهب البشير إلى جوبا وأن يجثو أمام باب سلفا كير ويداه فوق رأسه. .. والصياغة وحدها هنا هي ما يختلف عن الخبر الحقيقي الذي تحمله صحيفة الصحافة أمس. والصحيفة تنقل أنه (يتوقع أن يتم التوقيع على اتفاقيات إطارية حول قضايا منها الجنسية، وتحرير المواطنين الجنوبيين المختطفين بالشمال.. و.... والوفد الذي يبعث لغسل بقية أدران الحركة الشعبية ينتهي بالتبني الكامل للمطالب الجنوبية الخمسة/التي حسمت بالانفصال/ ثم يضيف إليها قضايا مثل (تحرير).. جنوبيين مستعبدين في الشمال. .. والوفد يختار الأيام التي يعلن فيها البشير الحشد العسكري والسياسي والاستنفار ليتقدم هو (الوفد) بطلب إلى جوبا لاستقبال البشير. الطلب الذي في لغة الدبلوماسية وغيرها لا يعني إلا شيئاً واحداً.. .. يعني حشر كل ما نطقت به الدولة في فمها.. ثم ركوعها أمام سلفا كير .. ثم الوفد يجعل تحرير الجنوبيين (المستعبدين) في الشمال. والوفد بعلم أو بغير علم بلغة الدبلوماسية يصبح بالجملة هذه شاهداً (حكومياً) على اتهام أمريكا للسودان الآن باستخدام العبودية و... (2) .. وأمس الأول لما كانت أمريكا تصدر قانوناً يتهم السودان بالعبودية وهدم حقوق الإنسان كانت قناة الجزيرة تقدِّم برنامجاً عن جوانتانامو.. وفيه المواطن السعودي ياسر الزهراني المعتقل هناك: يشنق في زنزانته وأسرته حين تتسلم الجثمان تكتشف أن الجثة تفقد الحنجرة وقطعاً أخرى من الجسم ووالده العقيد في الجيش السعودي حين يذهب إلى أمريكا يقدم الشكوى للمحاكم ترفض المحاكم (كلها) الدعوى بحجة الأمن القومي. ..... (3) وأسلوب طريف من الكتابة تخلقه المواجع الآن في العالم الموجوع.. وعن القضايا الكثيفة المزدحمة يكون الحوار الموجز هو شيء مثل: المؤرخ: كان هناك ملك.. الشيوعي: لا، بل كان هناك عامل. آخر: بل كان هناك دين. آخر: لا بل كان هناك استخبارات. آخر: لا بل كان هناك عقل. والكتابات تنتهي إلى أن : الحكايات (الصغيرة) الآن هي ما يقدمه التفسير لكل القضايا الكبرى .. وقراءة صغيرة لأحداث أمس الصغيرة تصلح بالأسلوب هذا لتفسير الموجعات الكبار.. .. وصحيفة الصحافة في حديث تافه جداً تقدِّم مقالاً كاملاً غريباً جدًا.. المقال الذي يحمل صوراً لستة جنود بريطانيين عنوانه التالي هو: حرفياً: (ستة جنود بريطانيين أيفاع جداً وشجعان جداً تصرعهم قنبلة طالبانية). والعنوان الجانبي يقول ودموعه تسيل (خمسة منهم لم يتجاوزوا سن الواحد والعشرين).. وتفاصيل الخبر بكاملها تعزف على النغمة هذه.. والخبر لا يقول ما إذا كان هؤلاء الشجعان قد ماتوا في شوارع لندن أم في شوارع أفغانستان وهم يقتلون الأطفال.. هذا في صحيفة تصدر في الخرطوم .. والخبر يصبح شاهدًا للمحاور أعلاه الذي يقول : لا.. بل كان هناك عقل. .. ويعني أن البله هو القاتل الأعظم. .. وصحافة أمس تحمل حديث الصادق المهدي عن أن أبوعيسى الشيوعي كان هو قاتل الإمام الهادي .. أبوعيسى يقود إلى النميري وعام 1972 كما نحدث هنا أمس أن النميري في كينيا يلتقي بشارون وهناك كان اتفاق صغير لترحيل الفلاشا وعشرة ملايين دولار لنميري. .. وعام 1986 كان النميري الذي يزور أمريكا مرتين في شهرين (بدعوى العلاج) إنما يذهب للحصول على المال هذا .. ودعوة النميري عام 1986 كان ما وراءها هو إبعاده عن الخرطوم حتى تكتمل خطة إزاحته.. و... وكانت خطة صناعة ودعم قرنق تكتمل.. وكان منصور هناك.. منصور الذي يترك النميري وبعد اكتمال مهمته هناك.. يلتقي كل شيء بكل شيء .. لكن الأشياء الصغيرة أمس تلتقي بشيء آخر.. وبروفيسور قاسم من جامعة الجزيرة يحدثنا عن مؤامرة تدمير الثروة الحيوانية.. قال : أستاذ : تتحدث عن مؤامرة لتدمير ثروتنا الحيوانية تحت دعوى التهجين والتحسين؟! وتجعل قصة الباكستان نموذجاً؟! أستاذ انظر حولك وأنت تعبر الجزيرة والبطانة عيونك سوف تلحظ شيئاً محدداً: عيونك لا تقع إلا على أبقار لها جلد أبيض وأسود.. أين أبقار البطانة الحمراء؟! الجواب هو أن أبقار البطانة النقية تكتمل الآن عملية إبادتها.. والهجين الذي تراه هو البديل. والسودان يشعر الآن بالفعل (بالخراب) الذي تتحدث عنه قال الرجل: وعميد جامعة البطانة يطلق مشروعاً للعودة (مثلما أطلقت السنغال مشروعاً للعودة إلى أبقارها بعد أن جعلتها الخطة ذاتها تكاد تفقد كل شيء).. قال: لكن، أستاذ: ما يجري الآن هو أن كلية البطانة تنظر إلى المعامل (الخاوية) حيث لا تمويل. بينما معامل التدمير التي تهلك ثروتنا الحيوانية غارقة في الأموال.. قال الكاتب:؟؟ قال السياسي: إصلاح قال أهل العلم: خراب قال آخرون: دفتر شيكاتي قال آخرون: مهمتنا حسب الخطة الشفرة هي: قال منصور خالد : أبصرت حين ذهبت إلى أمريكا قال المواطن