وصف خبراء سياسيون وأكاديميون واستراتيجيون الاتفاق الذي وقعته الحكومة مع دولة الجنوب أمس الأول حول الحريات الأربع وبعض القضايا، بأنه تراجع، فيما حذَّر آخرون من التعامل مع دول الجنوب بحسن النية، وقالوا إن الجنوب دائماً ما يضمر سوء النية في التعامل مع السودان، فيما رآه البعض أنه اتفاق إطاري وليست له علاقة مع بقية الملفات الأخرى، محذرين من شيطان التفاصيل. وحذَّر القيادي بالمؤتمر الوطني ونائب رئيس مجلس الولايات د. إسماعيل الحاج موسى في حديث ل «الإنتباهة» من سوء نية الحركة الشعبية ودولة الجنوب، لافتاً إلى أن ذلك صل لدرجة الحسد والغبن تجاه السودان، ودعا في ذلك للرجوع إلى اتفاقية السلام الشامل التي دعت إلى عمل الطرفين من أجل الوحدة الجاذبة، وقال: «بينما كانت الحكومة تعمل من أجل ذلك كانت الحركة تعمل من أجل الانفصال»، ووصف تعامل الحكومة تجاه دولة الجنوب بالساذج وقال هم «غشونا»، ولكنه دعا إلى الحذر خاصة مع دولة ترسل كل يوم المشكلات إلى النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور. بيد أن الخبير الاستراتيجي والأكاديمي د. صفوت فانوس، قال إن الاتفاق الإطاري لم يتعرض حتى الآن الى تفاصيل لكنه رأى أن الشيطان يمكن فيها وقال: «في النهاية لا بد من النظر إلى الاتفاق من خلال التسوية الشاملة لملفات النفط وأبيي والحدود والقضايا الأخرى. وأكد أن أي اتفاق فيه تنازلات من الطرفين، وأضاف قائلاً: «إذا تنازل طرف يكسب الآخر، لجهة أن الحل السلمي يقوم على التنازلات المتبادلة». وقال فانوس إن القضية ليست ربح الجنوب أو خسارة السودان، وأكد أن الاتفاق ثبت عدم طرد الجنوبيين من السودان بعد التاسع من أبريل، وقال إن القضية ستشكل أزمة كبيرة إذا لم يحدث أي شكل من أشكال الاتفاق. وبدوره قال الخبير الإعلامي د. ربيع عبد العاطي إن الاتفاق على الأقل فيه نوع من استدراك الخطأ الذي وقعت فيه الحكومة بتوقيع اتفاقية السلام بوجود أبناء الجنوب داخل مؤسسات الدولة. ورأى أن الاتفاق يجعلنا نمد حبل الود ونشر الثقافة الإسلامية، وقال إن الاتفاق ليس فيه تراجع وإنما هناك تقديرات تراعي مصلحة البلاد، مشيراً إلى تضرر أعداد كبيرة من أبناء الجنوب الذين اعتبروا أنهم مهمشون في دولتهم.