الإتفاق الذي تم منذ أيام قلائل بأديس بالتأكيد هو بداية للجلوس وترطيب لأجواء القمة الرئاسية التي ستحتضنها جوبا وتجمع بين الزعيمين الرئيس المشير عمر البشير و الفريق سلفاكير ميارديت؛للتوقيع النهائي على إتفاق أديس أبابا،وحسب حديث وزير خارجيتنا كرتي؛فإن القمة ستكون فرصة لبحث ماتبقى من قضايا «معلقة» وغيرها «عالقة» بين البلدين.. تباينت التقارير وشابتها تحذيرات وبعض التطمينات من هنا وهناك..! وكانت الزميلة «الإنتباهة» قد نشرت تقريراً للزميل الصحفي ياسر مختار تحت عنوان خبراء يحذرون من شيطان التفاصيل في إتفاق أديس أبابا،وحسب ماجاء به فإن كثيرين من الخبراء السياسيين والأكاديميين والإستراتيجين منهم وصفوا الإتفاق بالتراجع،وأن الشمال السوداني هو من يُحسن ويقدم النية «البيضا»؛عكس جنوبها الذي مازال يضمر ويخطط وله في ذلك كثير من الدلائل والشواهد،وكان نائب رئيس مجلس الولايات دكتور إسماعيل الحاج موسى،أمن على ذلك - إضمار سوء النية - رغم أن حديثه سبقه التحذير من سوئها؛فالغبن والحسد - حسب حديث د.الحاج موسى -وصل حده حول العلاقات،وخصوصا ناحية شمال السودان..!مستدلاً بإتفاقية السلام الشامل والدعوة للوحدة الجاذبة؛وتنصل الحركة الشعبية من تلك الدعوة،بترويجها للإنفصال وقيام دولة الجنوب؛واصفا تعامل الحكومة - المؤتمر الوطني نفسه الذي ينتمي إليه - بالساذج وأن الجنوب «غشاهم» وخدعهم..!؟ الخبير الإستراتيجي د.صفوت فانوس كان له حديث آخر عن إتفاق الحروف الأولى الذي لم تظهر تفاصيله وهي التي لن تخلو من الشياطين كما قال د.فانوس؛وعن التنازلات التي حدثت أو ستحدث أكد فانوس أنها شئ عادي فكل إتفاق تحمله تنازلات تكون خصما لطرف على الطرف الآخر..وأن مسألة تثبيت حق بقاء أبناء دولة الجنوب بالشمال ستكون مشكلة في حال لم توقع الإتفاقية بين الرئيسين..! وعن النقاط الكبيرة الخلافية تمنى فانوس لو كانت الإتفاقية نهاية للتسوية في قضايا النفط والحدود وأبيي؛وبقية القضايا..وليس لما سبق التوقيع عليه بالحروف الأولى. د.ربيع عبدالعاطي لطف أجواء الإتفاق بأنه سيكون في صالح مواطن الجنوب الذي يحس بتهميشه في دولته الوليدة والجديدة؛وفيه إستدراك ل«خطأ» الحكومة عند توقيعها للإتفاق «من أوله» لوجود عدد كبير من أبناء دولة الجنوب بالمؤسسات الحكومية الشمالية..! مع العلم أنهم المستفيدون - أبناء الجنوب المعنيين بالأمر - من التوقيع إن تم ..! المهندس الطيب مصطفى رفض الإتفاقية وحتى أنه دعا للخروج «ربيعاً» في حال توقيع البشير عليها؛وقال رئيس منبر السلام العادل أن ذلك هو التنازل «المتكرر»بعينه؛وهم يرفضون مبدأ الحريات الأربع؛وربط توقيع أديس ب«الضغوط» التى واجهتها الخرطوم بعد زيارة وزير لإحدى الدول الأوربية للخرطوم وحديثه بعد عودته لبلاده عن الوعود التي قطعها له النائب الأول لرئيس الجمهورية بالتوقيع على مبدأ الحريات الأربع مع الجنوب..! حكومتي العزيزة: لماذا لايستفتى المواطن في مثل هذه الأمور..؟ وكيف ترضين وأنت تعرفين سلفاً بأن الإتفاق لن يغير شيئاً ولن يضيف..؟ هل لك حديث عزيزتي الحكومة لتقنعي أي مواطن -دعك من نفسك - بمدى الفوائد والعطايا والمزايا التي وجدها من كل إتفاق تم بينك وآخرين..؟ فقط تذكروا أن الجزرة لازالت معلقة ولم تبارح مكانها منذ أول تنازل وإتفاق..!؟ ولسنا في حاجة لشهود أو مؤرخين ليحكوا لنا عن تأريخ دولة -نحنا فيها - بدأ من آخره وهي في «عِّز» شبابها..! ولو سألت حكومتنا العزيزة أي مواطن «من طرف» لقال لها كفانا إتفاق فلقد مللنا لون الجزرة. «الحكمة» تأتي بالتقادم؛وعن باقي السودان يكفي أن تختلف الألوان ولكن الدم «واحد».. في النهاية: ياراغباً في حياة كلها تعب يوم من الهم في دنياك يكفيكا