{ «بعد التاسع من أبريل ما في جنوبي ينزل مطار الخرطوم إلا يكون عنده فيزا». الدكتور الحاج آدم نائب الرئيس { «بعد التاسع من أبريل يا غريب يلا لي بلدك».. مسؤول كبير { البشير حرامي سرق بترولنا ورئيسنا لا يشرفه الجلوس مع حرامي Thief» باقان أموم { إنهم ليسو أذكى منا ولا أفهم ولن يهزمونا» قيادي بالمؤتمر الوطني { «البشير كذاب وعليه تسليم رقبته للجنائية» سلفا كير رئيس حكومة الجنوب { كنا نشاهد التلفزيون ليلة الثلاثاء عندما قرأ الأستاذ محجوب بخيت خبر اتفاق الحريات الأربع، وكل الحضور كانوا في حالة وجوم كأنما وقع عليهم جلمود صخر حطه السيل من عل. علق أحدُهم، «الناس ديل جنو واللا شنو» دي حريات أربعة، دي خوازيق اربعة»!! وحقيقة ليس هناك وصف أدق من هذا الوصف. ظللت أتابع الأخبار في ذلك اليوم بعد نشر الخبر وصورة باقان المنفوخ الوجه يصافح إدريس عبدالقادر وهو «باقان» في حالة فرح ورضاء وحبور بما تحقق وكان ذلك واضحاً وهل هنالك مكاسب أكثر من تلك؟ قال تعالى في محكم التنزيل «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم». صدق الله العظيم فهل سيرضى باقان وحكومته عن الرئيس البشير والحكومة والمؤتمر الوطني والشعب السوداني بالحريات الأربع أم أننا اتبعنا ملتهم؟ قناة الجزيرة التي تصطاد في الماء العكر بادرت في نشرتها بعد إعلان خبر الخوازيق الأربعة بالاتصال بالوزيرة سناء حمد لتستجلي الخبر منها. وسناء حمد المرأة الحديدية التي تابعت أحداث جنوب النيل الأزرق من الصفوف الأمامية، المرأة الحاضرة الذهن الحاضرة في ميادين المواجهة كانت في تلك الساعة وأمام أسئلة مذيعة الجزيرة، كانت تائهة الكلمات شاردة البال تبحث عن الكلمات من بين حركات بنانها لترد على الجزيرة التي حاصرتها بأسئلة لم تكن إجابتها مقنعة لأي مستمع، ولكن لماذا؟ لم يساورني شك أن السيدة الوزيرة سناء حمد لم تكن راضية عن الخبر وكان مفاجئًا لها كما فاجأ كثيرًا من كبار المسؤولين وقدامى المحاربين ومعظم الشعب السوداني، وحالتها في التلفزيون أمام الكاميرا تؤكد هذا الشك، وما كان يساورها في دواخلها من عدم رضا جعلها تكون مضطربة في ردودها. والجزيرة حاورت أيضاً من الجانب الآخر أتيم قرنق الذي كان قوياً في ردوده مواصلاً بوقاحة اتهامه لحكومة الشمال واصفها بنقضها للمواثيق وعدم الثقة فيها وأنهم لا يطمئنون لاتفاق معها وضرب مثلاً بالحرب الأخيرة وهو كاذب!! هل ينسى الشعب السوداني إذا نسيت الحكومة اتهام باقان للشمال بأنه يحتفظ بخمسة وثلاثين ألف جنوبي عبيدًا، وهل ينسى الشعب السوداني إذا نسي المؤتمر الوطني وصف باقان أموم لرئيس السودان بأنه حرامي؟ الحريات الأربع التي تم الاتفاق عليها، حرية العمل وحرية التملك وحرية الإقامة وحرية الحركة كل واحدة من هذه الحريات خازوق وفي مجملها مصدر خطر للأمن القومي، والذي يظنون أن هذه الحريات ستؤدي إلى وقف الحرب وحمام الدم كما وصفها أحد الكتاب الكبار وأحد السادة الوزراء هؤلاء واهمون وبهذه الحريات قبل أن تطبع العلاقات مع الجنوب وحل القضايا الخلافية الرئيسة ستكون دعمت بلا حدود الطرف الآخر الذي يتربص بنا وهو يحمل أجندة أصبحت معروفة ومفهومة من خلال مشروع السودان الجديد، وقد قال كبارهم، انفصال الجنوب لا يعني انتهاء المشروع، فالمشروع باق في الشمال!! والسؤال لهؤلاء التائهين الغافلين، هل إذا اعتدت أي دولة من دول الجوار على حدودنا أو على أراضينا نسارع مهرولين لنقدم لهم الحريات الأربع طلباً وإرضاء لهم حتى لا يعتدوا علينا؟! والله العظيم إنه لأمر عظيم أن يصل بنا الحال إلى هذا الدرك من الضعف والهوان!! إنه لأمر عظيم أن نظل نتنازل أمام الأعداء طلباً لمكاسب محدودة وكل مفاتيح الضغط على العدو في أيدينا!! وأقول عدو لأننا لم نجد منهم إلا العداء! المسؤول الكبير الذي قال عند توقيع اتفاقية نيفاشا إنهم ليسوا أذكى منا ولا أفهم ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنهم هم الأذكياء وهم الأفهم وهم ما سعوا لأمر إلا نالوه. أخي القارئ الكريم ما يستغرب له أن المفاوض الجنوبي استطاع الحصول على الحريات الأربع، ولم تكن حتى في أجندة المفاوضات ولم نسمع من قبل بطرحها أليسوا هم الأذكى؟؟ وبماذا عاد لنا إدريس عبدالقادر والخطيب وصحبه؟ عادوا بخفي حنين ووعود وكل واحد منهم يحمل خازوقاً من الخوازيق الأربعة والمشكلة والمصيبة الكبيرة أن «ناس الحكومة عارفين»!! { الدكتور الحاج آدم نائب الرئيس الذي نحترمه ونحترم حديثه قال: بعد التاسع من أبريل مافي جنوبي ينزل مطار الخرطوم إلا يكون عنده فيزا!! وإذا سُئل الآن بعد الخوازيق الأربعة أخشى أن رده سيكون، لكل ضغوط مخرج، أو يقول أنا قلت المطار ولم أقل عن طريق النقل النهري أو السكة الحديد أو العربات أو الأرجل، ما لكم كيف تحكمون؟ { هل سيمنحوننا الرقم الوطني في الشمال؟ هكذا علق أحد ابناء الجنوب عندما كان البعض يتحدث عن الحريات الأربع. أليس له الحق أن يسأل طالما أن الحريات الاربع تعطيه حق العمل والتملك والتنقل والإقامة ماذا بقي لمنح الرقم الوطني؟ وشياطين التفاصيل يتلاعب بها باقان، والحمائم تستجيب؟؟ أخي الكريم هل قرأت مقال الأستاذ الصادق الرزيقي عدد أول أمس الجمعة؟ ابحث عنه إذا لم يعاد نشره؟ فقرة من المقال يقول فيها: «كل الخطب التي كانت عن كبرياء ليس بعده وهن، وعزّة لا يقاربها ذُلّ، واستكانة لا يكشطها رفض، هي بعض فقاعات الصابون التي تنزلق في الهواء ثم تتبعثر متلاشية في العدم».