رائحة البليلة العدسي عبقت الأفق وامتزجت برائحة الآبري المبلول ولحمة الشرموط في فندك نجوى التي لم تجبد بناتها الكسلانات على حسب نظرية الريح.. جلس شفع الحوش يلعبون بدومة ناشفة جوار نجوى ترمقهم زهور بحب كبير فهي الوحيدة التي لا تنهرهم قائلة برة يا صرم.. حتى أصبحوا ينادون بعض بالصرمة! سلمت رشيدة وجلست مبتسمة أشار الشفع نحو أقدامها المتشققة والغبشاء كأقدامهم قبل أن تكرش أقدامهم وتمسح بالجلسرين والليمون استعدادًا للعيد.. تحدثت رشيدة ببهجة عن أخوها المغترب الذي يريد أن يتزوج من حوش الزين لما لهم من سمعة طيبة.. كرفست نجوى وجهها وسارعت زهور قائلة.. عاد دار نلقى أحسن من نسبكم وين يا رشيدة يختي بس أدينا فرصة نتشاور.. أوصلت المرأة الباب وعادت لتعنف نجوى على عدم كياستها التي كانت ستطفش الناس من بنات الحوش.. الشفع أوصلوا الخبر بسرعة الضوء إلى البنات فخرجن مهرولات نحو الراكوبة لمعرفة الشمار فرمقتهم نجوى في شماتة وهي تقول: عرس ماف.. متصربعات.. مغترب تاني في البيت دا ماف.. عشان يقعد مرتاح ويرمي في ضهرنا كوم لحم نبقى بالو!.