الساعة عملت واحدة والشمس قعدت في نص السماء وقالت الراجل يمرّق رأسو بس.. شُفّع الأساس عجنوا كسرة بموية في صحن كبير.. وقعدوا في نص الراكوبة ياكلو.. من الزير الكبير قطعوا كم كوز قبل ما يجروا على التلفزيون.. ويجوا طالعين مزفوفين من البنات.. أكل وضل وتلفزيون ما بتلقوا كلو مرة واحدة! جلسوا في تآمر خارج الحوش جوار دكان الزين.. الذي استلقى في عنقريبه يسمعهم بنصف أذن فقط.. وبالأخرى يتنصت على برامج الإذاعة من خلال راديو الحجار الصغير.. لازم ننتقم منهم.. أيوه تعال نجهجهم.. كيف.. نفك سلك الطبق.. هي لو لمت فينا نهى بتكسر عضامنا! خليك حريف.. كيف؟ نعمل فيها نسينا الموضوع ونلعب بحاجة تانية.. وبعدين.. سرعة كدا نفك الطبق! كتم الزين ضحكاته على خبث أطفال الحوش ولكن شيئًا خفيًا جعله يترقب أحداث الخطة الشريرة التي نسجها أطفال الحوش ضد البنات.. دل.. دل.. صوت الكرة رج سكون الظهيرة.. فزجرتهم نجوى.. هِي.. طيروا من هنا.. تطفحوا النهار كلوا وتنتحوا في الموية.. أطلعوا برة.. حملوا الكرة وذهبوا حوش الريح.. دل.. دل.. ارتفع صوت الريح.. برة يا شفع.. يلا.. عادوا وجلسوا في الضل بجانب المطبخ.. غمغمت حاجة زهور.. وآ شريري.. الشفع ديل يطيروا يقعوا وين.. زول طايقن مافي.. جلسوا في براءة يلعبون الصج.. قبل أن تحين ساعة الصفر.. تحركوا بخفة وفكوا السلك.. خرجت نهى.. يا ولد أجري حوش ناس بخيت شوف تلفزيونهم شغال.. بدون لداحة انطلق أحدهم ويا فكيك.. وعاد ليخبرها وعيونه تبرق.. لا مشغلين السودان.. اتكفهرت وجوه البنات ظنًا منهن أنه عطل إرسال.. وارتمت كل واحدة على عنقريب في الراكوبة بينما تسلل الصغار إلى الداخل وعاسوا فسادًا بالكرة.. بعد الإفطار.. جاءت العصابة تتمطى.. والبنات يتحسرن على المسلسل الذي ضاع والبقية التي ستضيع.. بعد صلاة التراويح.. اصطف الأطفال أمام باب الشارع.. ونادوا نهى.. فاتك كم مسلسل.. خمسة.. طيب أجري وصّلي السلك وحصّلي الباقي.. بانتهاء العبارة كان الأطفال فص ملح وداب خارج الحوش!..