الأستاذ/ علي يس السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتمنى أن يتسع لنا عمودكم أكثر فأكثر. عندما كنّا طلاباً كنّا نتحرّق شوقاً لكي نصبح معلمين، وكانت وظيفة المعلم بمكانتها وضجيجها تستهوينا.. وكنا نتطّلع إليه كأنه مخلوق قادم من كوكب آخر لا يشبه أهل الأرض، يُدهشنا أسلوبه، تُطربنا آراؤه، نقلّده في مشيته وحديثه، نستمع إليه بحب واقتناع، ننسحب من المجلس إذا حضر، نتصبب عرقاً إذا صادفنا. كان المعلم عندنا هو إمام المسجد.. هو شيخ الحلة.. هو صاحب المشورة.. هو من عنده الحل والعقد.. هو فارس أحلام الحسناوات.. وهو من تتباهى به النساء في مجالسهن «ولدي بقى أفندي»، وفي ذلك الزمان كان أهل بيتي يحترمون المعلم ، والشارع يحترم المعلم، حتى الجاهل يحترم المعلم ولم لا وهو المربي والأب والقائد والقدوة. ولكن يبدو أنّ المعلم استكثر على نفسه ذاك الاحترام وتلك الهيبة، فأبى إلا أن يخصم من ذاك الرصيد الأدبي الذي يُحظى به، ويظهر ذلك جلياً عندما يبدأ الطلاب الاستعداد للامتحان، فهم عندنا يستعدون بطريقة جديدة وغريبة ليس باستذكار الدروس أو جمع المعلومات أو تجهيز الأدوات المدرسية، ولكن بظاهرة غريبة ودخيلة لا تشبه العلم ولا المعلم ولا المتعلم ولا الحرم التعليمي، وذلك بتجهيز «البخرات»، والبخرات هي قص أوراق المادة المُمتحنة من الكتاب أو تصويرها !! والطالب عندنا لا يُكلّف نفسه عنت «النقل» بل يقص ويُصوّرممّا يدل على الاستغلال المقلوب للتكنولوجيا نوع من الترف في هذه الظاهرة من الذي أصّل لهذه الظاهرة ؟؟ ومن الذي جعل الطالب بكل هذه الجرأة؟ أين الرادع التربوي؟؟ وأين الوازع الديني؟ بل أين هيبة المعلم؟ وأين حُرمة العلم؟ ولكن لن أعمم الشّرّ وإن انتشر واستشرى، فمازالت كثير من مدارسنا عصّية ومستعصمة، ومازال كثير من المعلمين يؤدون بأمانة علميّة متناهية ومهنيّة عالية، ولكنهم صامتون مّما يدخلهم في زمرة «الشيطان الأخرس». ومازال كثير من أولياء الأمور يذكّرون أبناءهم بالصدق والأمانة صباح مساء، ومازال كثير من طلابنا بعيدين عمّا نقول، ولكن الغش وإن كان بنسبة 1% فهي نسبة عالية جداً وخطيرة بل مدمرة، لأن قطاع التعليم قطاع تربوي، وأيّاً كانت النسبة فإنها تقصم ظهره، وحتى المجتمع عندنا تأثر بهذه الظاهرة المُخجلة فصار يُقيّم المعلم، فنسمع هذا معلم «كويس» وهذا معلم «كعب»، والمؤسف المبكي أن هذا «الكعب» هو القابض على جمر المهنة، فمن الذي جعل المجتمع يُصنّف؟! وكيف ولماذا ومنذ متى يحس المجتمع بما يدور في حجرة الامتحان؟ وتبدّلت حتى الأسئلة التي توجّه إلى الطالب المُمتحن، فبدلاً من كيف الامتحان؟ أصبح السؤال كيف المراقبة؟ ومن المراقب؟ من الذي بدَّل حتى في ثقافة المجتمع؟ نقاط قبل الأخيرة لا تسمح بالغش والتلاعب في الامتحان، لأن هذا عرضك وشرفك، وتذكّر دائما «أن النظافة من الايمان». متى ينطق الشيطان الأخرس حتى يتوارى الناطق. رفع الاتحاد الدولي لكرة القدم شعار «اللعب النظيف» ما رأيكم ونحن نعايش هذه الأيام امتحانات الشهادة السودانية، أن نركّز جميعاً على رفع نسب النجاح بمعيار الكيف لا الكم، الكم الذي شلّ عصب الأخلاق وقصم ظهر المهنيّة. نقطة أخيرة فلنذكّر طلابنا دوماً بحديث المصطفى «ص» «من غشنا ليس منّا». مناهل إبراهيم ميرغني حسن- معلمة بمحلية المناقل «2» «ديب فريزر» السلف!! أستاذنا الكريم / علي يس والله والله ما أطيب ما جاء به مداد قلمك في مقال اليوم «الخميس 22مارس» «ومن أهل المدينة.. لا تعلمهم».. وإننا والله لن نستعيد مجدنا ولا حضارتنا ولا دورنا المتمثل في «خلافة الله في الأرض» ما دمنا «نأخذ» من غير أن نستفتي أنفسنا، وما دام أئمتنا يأخذون علمهم من «ديب فريزر» السلف!! والله لقد سئمنا نحن شباب هذا العصر عصر العلم والمعرفة العجيب من عدم الإحساس بروعة هذا الإسلام، لأن من ينقلونه إلينا ينقلونهُ بمذاق أهل ذلك الزمان القديم، أتمنى أن يتحرك مقالكم هذا من الورق إلى المنابر، وجزاكم الله عنا كل خير. صهيب عبد الله عبد السيد «3» حول «ومن أهل المدينة» !! وهكذا عهدناك دوماً تضع الملح على جروح الاعتقادات الضالة، فما حالنا اليوم من تشتت وتمزق إلا نتاج ذلك الضلال، فأسلافنا بشر كما قلت، ولكن علماء آخر الزمان فكروا بخيال نعيم بن مسعود العامري الماكر ضد الإسلام والمسلمين، وليس كما فعل نعيم في معركة الأحزاب بين كفار قريش واليهود، فأفاد نعيم الإسلام والمسلمين، فأخطأ هؤلاء بتقسيم المسلمين لطوائف متعصبة لأسلافها وليس لكتاب الله.. أسأل الله الهدى لكل من ضلَّ من المسلمين. يوسف ريسابي