أثناء الاحتفال الذي شهده الرئيس البشير وحرمه السيدة وداد بابكر رئيس مجلس إدارة مؤسسة سند الخيرية وعدد من السفراء والوزراء وقادة العمل الطوعي والإنساني نهاية الأسبوع الماضي تكريمًا لوفد أكاديمية قطرية برز السؤال أعلاه كيف نصنع قادة للمستقبل؟ وذلك أن الوفد القطري الزائر ينتسب لأكاديمية قطرية معنية بتربية القادة وهو الأمر الذي يُلزم الجميع بالنظر لتلك التجربة الرائدة عقب وصول «17» ضيفًا تتراوح أعمارهم بين «13 و14» عامًا بحسب المدير العام لمؤسسة سند سامية محمد عثمان المدير والتي ترى أن التجربة القطرية بها من آثار إيجابية في إعداد نشء وأجيال اليوم قادة الغد ما يمكِّن من اقتفاء أثرها والاحتذاء بها. فانظر عزيزي القارئ إلى طلاب صغار يتغربون عن أهلهم لعدة أيام ويزورون بلدًا لأول مرة ويقومون بنشاط إنساني وطوعي كبيرين مثل صيانة فصول المدارس وعنابر المستشفيات وتقديم أجهزة ومعدات لمستشفيات بالطبع الأمر لا يخلو من تنشئة سليمة وصحيحة لأولئك الطلاب وهي حلقة مفقودة بشكل كبير في السودان إذ كان في السابق يقوم الطلاب برحلات علمية واستكشافية للتعرف على مدن السودان المختلفة وقد اندثرت تلك العادة التي حاول الاتحاد العام للطلاب السودانيين في دورته السابقة إعادتها من خلال مشروع اعرف بلدك وإن كان مشروع الأكاديمية القطرية يختلف عنه في كثير جدًا من تفاصيله على الأقل أن الفكرة القطرية تتجاوز الحدود إلى أبعد من منطقة الخليج من الممكن جدًا أن تشكل إضافة نوعية للعلاقة بين الشعبين الشقيقين السوداني والقطري كما قالت سامية عثمان في كلمتها أثناء حفل التكريم الذي شهده الرئيس البشير شخصيًا وكان واضحًا من خلال تشريفه الحفل اهتمامه بالتجربة. إن زيارة وفد الأكاديمية القطرية وإن كان قد تم في إطار برنامج تنسيق وشراكة مع مؤسسة سند الخيرية إلا أنه بكل حال يتجاوز سند كذراع عامل في مجال العمل الطوعي والإنساني إلى النظرة الكلية وبمفهوم أشمل للتجربة القطرية كونها تربط القول بالعمل والفكرة بالمنهج والتعارف بالتواصل من خلال البرامج والمناشط التي تنفذ والتي هي بكل تأكيد تربي النشء على الاعتماد على الذات واكتشاف المجهول والتعرف على الآخر ومساندته والتعاون معه وهي في تقديرنا من علامات روح القيادة التي وضح أن الأكاديمية القطرية تعمل على غرسها في أولئك الطلاب. سند وضعت «مدماكًا» لأجل بناء بيت القادة ونقلت التجربة القطرية لكن ماهو مطلوب منها أكبر من ذلك وهو تنفيذ الفكرة في السودان فالحاجة ماسة لتنشئة جيل ينظر للغد بأسلوب جديد وبفهم متطور ومواكب، جيل يعرف ماذا يريد وليس جيلاً تربى على الكسل وإهدار الوقت في ما لا يفيد. عندما اصطفّ جنود الأكاديمية القطرية لمصافحة الرئيس البشير بدا كلٌّ منهم وكأنه زعيم من خلال وثوق كل منهم في نفسه وكل مثل طالب حربي وقف أمام قائده ليتسلم جائزة تفوقه ما أحوجنا لمثل أولئك الشباب ليوم غد في ظل إصرار الكثيرين أن يكونوا قادة اليوم والغد والمستقبل!!