الرحمتات، هذه العادة السمحة التى كادت تختفى وربما لايعرفها البعض، هى من العادات السودانية الراسخة التى يحفل بها الشعب السودانى فى آخر خميس بالشهر الفضيل غير ان عجلة التغيير مرت بها وكادت تصادرها تمامًا إلا ان تمسك البعض بها ولاسيما فى القرى والمناطق الريفية كتب لها عمرًا جديدًا حيث نجد الكبار يستعدون ويسعدون به ايما سعادة وكذلك الأطفال فالرحمتات يكون عادة فى آخر خميس او جمعة لدى البعض من شهر رمضان ويتميز بتنوع الاكل وكثرته سواء كان مأكولات او مشروبات وتبادلها مع الجيران وإعطائها للفقراء والمساكين. فى ام روابة لها نكهة خاصة وتذكر الحاجة مريم من نساء ام روابة هذه العادة فتقول بفرحتهم المطلقة بها شيبًا وشبابًا لأنها تترك آثرًا جميلاً فى نفوسهم مضيفة انها صامت رمضان هذا العام بعيدة عن اهلها بسبب هجرتها للبحث عن عمل يكسبها حلالاً تسد به رمقها ورمق اطفالها، واضافت الحاجة مريم ان رمضان له نكهة خاصة عند الأهل بام روابة قائلة انهم فى بعض الأحيان يقضون يوم الرحمتات فى زريبة الشيخ البرعي. وجبة دسمة ويقول محمد احمد /تاجر مواشٍ ان الرحمتات له وقع خاص فى نفسه حيث الترابط والتماسك بالمجتمع وقال إنها تتكون من وجبة دسمة من اللحم والارز ولدى البعض الزلابية والعصائر المختلفة التى يتم توزيعها على الفقراء والمساكين من اهل الحي ولطلاب الخلاوي ويقول بكل أسف بدأت هذه العادة تتلاشى كما يدعو الى التمسك بها ويظن البعض ان بها ليلة القدر. اصلها الرحمة تأتي. ويؤكد عبد القادر مصطفى ان الرحمتات اصلها الرحمة تاتى او الرحمة الإلهية تجئ فى ذلك اليوم الذى يكون به توسعة فى الرزق من مأكولات ومشروبات ولدى البعض الذبائح والفتة بالرغيف والارز واذكر عندما كنت صغيرًا نحتفل بذلك اليوم بتداول الحلو مر مع الجيران وبداخلها البلح والبعض يقوم بتلاوة القرآن والدعاء للمتوفين. وعندما سألت اريج وهي طالبة بجامعة النيلين عن الرحمتات قالت إنها لا تعرف شيئًا عن هذه العادة واضافت أنها سوف تسأل والدتها عنها ولم لا نحتفل بها حيث قالت زميلتها وجدان احمد إنها تعرف هذه العادة الجميلة التي تنم عن الترابط والتراحم بين الناس وتكون بتوسعة بالأكل والشرب وتوزيعها للفقراء وبين الجيران وعتبت على زميلتها بعدم معرفتها واتهمتها بالجهل بمعرفة عاداتها السودانية السمحة على حد وصفها.