الإخوة الأعزاء رفقاء السلاح قدامى المحاربين التحية لكم والتحية عبركم لقواتنا المسلحة المرابطة على امتداد الوطن، إنها رمز العزة والفخار والكبرياء، من غيرها يدافع عن الوطن العزيز، ومن غيرها يحمل العبء عندما يشتد الوطيس، ومن غيرها يحمي الأرض عندما يتربص بها أعداء الوطن، ومن غيرها يصون العرض عند ساعات المحن. اليوم إخوتي الأعزاء نفتح صفحة الاتكاءة لنوثق لسلاح الإشارة أحد العناصر الحيوية في المعركة وكلنا يعلم أن عنصر الإشارة وحامل الجهاز الميداني هو الأقرب للقائد في ميدان المعركة يتابعه كالظل لا يغيب عنه لحظة وعبر جهازه يدير المعركة. لقد حدث تطور كبير عبر العصور لوسائل الاتصال بين الناس ليس فقط في الحروب ولكن حتى في حياة الناس العامة إن احتياجات الحرب التي عرفها الإنسان منذ القدم هي التي تجعل الإنسان يبتكر ويطور ما لديه من أجهزة ومعدات ليحقق التفوق على خصمه. إن التطور الكبير الذي حصل لوسائل الاتصال والسرعة في إرسال الإشارات والرسائل عبر الحقب التاريخية المختلفة كان سببه تلبية احتياجات المعركة بدقة وسرعة وأمن. واليوم ما وصل إليه العلم الحديث والتكنولوجيا يفوق الخيال. إننا عبر هذه الصفحة هذا الأسبوع والأسابيع القادمة سنحاول الحديث عن وسائل الاتصالات عبر الحقب التاريخية المختلفة ونتطرق لنشأة وتاريخ سلاح الإشارة والتطور الذي حدث فيه منذ قوة دفاع السودان وحتى يومنا هذا وسنكتب عن سيرة قادة كان لهم القدح المعلى في نشأته وتطويره وتحديثه. أخي رفيق السلاح ما بين عصر الحمام الزاجل والدخان والبوق والنقارة كوسائل للاتصال وبين مورس والتلفون اللا سلكي عصور وعصور مضت. واليوم نعيش عصر الكليك والثريا والمايكروويف عبر الألياف الضوئية.. «وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً»