البطالة.. تنظير وافر وتنفيذ محدود تكثر التنظيرات حول دور البطالة في تهديد استقرار المجتمعات في الوطن العربي والعالم الإسلامي، وفي زيادة معدلات الفقر.. وتكثر الاجتماعات والبيانات والخطط حول محاربة البطالة.. ولكنه تنظير وافر وتنفيذ محدود. اجتماعات مجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية بالخرطوم رقم «37» في الثالث والرابع من أبريل كانت أهم محاورها مسألة محاربة البطالة وتوفير فرص العمل، وأعتقد أن اختيار هذا الموضوع كمحور لاجتماعات المجلس قد كان موفقاً، لأن البطالة من أخطر المشكلات الراهنة في بلداننا كما أن توصية ذلك الاجتماع بالاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة لمحاربة البطالة قد جاءت أيضاً موفقة. لقد شهدت قاعة الصداقة بالخرطوم، يوم الأحد الموافق الأول من أبريل 2012م انعقاد المنتدى العالمي السابع للبنك الإسلامي للتنمية «جدة»، الذي جاء بعنوان «دور التمويل الإسلامي في خلق فرص العمل».. وقد انعقد المنتدى على هامش الاجتماع السابع والثلاثين لمجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية، حيث نظمه المعهد الإسلامي للبحوث التابع للبنك الإسلامي للتنمية وأكاديمية السودان للعلوم المالية والمصرفية واتحاد المصارف السوداني، والمجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، والمحور الوحيد للمنتدى كان خلق فرص العمل ومحاربة البطالة. ومن ناحية أخرى انتهت أعمال الاجتماع «37» يوم الأربعاء حيث تم الخروج باتفاق الأعضاء على أهمية مواصلة دعم البنك للدول الأعضاء خاصة أنها تواجه مشكلات متعددة تتعلق بالبنيات التحتية ومخاطر الفقر في ظل انخفاض معدلات الإنتاج بهذه الدول بالإضافة إلى مواصلة دعم البنك للدول الأعضاء لتنفيذ مشروعات صغيرة ومتوسطة تعمل على مكافحة البطالة في العالم الإسلامي وتوفير فرص العمل للشباب، وكذلك التنسيق بين الدول الأعضاء لتبادل الخبرات والمشروعات المشتركة والتكاملية. ومن نتائج الاجتماع بالخرطوم، التوقيع على «40» اتفاقية لصالح «21» دولة حظي السودان منها باتفاقيتين، واحدة لتأهيل مشروع وادي حلفا بقيمة «50» مليون دولار والأخرى للقرى المستدامة بولاية غرب دارفور بقيمة «15» مليون دولار. نأمل في أن تتحول توصيات تلك الاجتماعات إلى واقع وأن تهتم الدول الأعضاء وعددها «56» دولة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة لمحاربة البطالة، كما نأمل أن تتوسع مظلة مشروعات التمويل الأصغر بالسودان لمواجهة مشكلة الفقر والبطالة التي يعاني منها مجتمعنا.