تباينت الآراء في جلسة صالون الراحل سيد أحمد خليفة أمس الأول بين دبلوماسية وهدوء مستشار الرئيس د. مصطفى عثمان وتشنجات وانفعالات رئيس التحالف المعارض فاروق أبوعيسى كانت أشبه ببرنامج الاتجاه المعاكس على فضائية الجزيرة ولم يتفق الضيفان إلا على أمر واحد وهو عدم قبولهما لفكرة البرنامج الذي وصفه المستشار ب «الغوغائي» وفاروق ب «الخاوي»، الذي لم يخلُ حديثه من الجملة التي ظل يرددها التحالف وهي «إسقاط النظام» وكعادته انتقد أبوعيسى سياسات الحكومة ولم يخف علاقته الطيبة مع جوبا وحركات دارفور واتفاقهم معهم على الكثير من النقاط مع الاختلاف في الكيفية، مردفاً «نحن ناس وطنيين وعلى استعداد أن نخدم العلاقة بين السودان والجنوب». وأقرّ مصطفى أن البلاد تمر بظروف وأزمات صعبة مثلما هو حادث في عدد من البلدان ولكن إذا تفاهمت الحكومة والمعارضة ستأتي الحلول إلا أن مشكلة السودان في معارضته، مستشهدًا باتفاق الحكومة والمعارضة في اليمن وتجاوزهما لأزمتهما، مضيفاً أنه لا مقارنة بالوضع الآن وقبل الإنقاذ وأن الاقتصاد كان في أسوأ حالاته فضلاً عن انعدام الأمن، وقال كنت أسكن الكلاكلة نتقاسم الليل لحراسة المنازل عبر ثلاثة أقسام ومن عاشوا ذلك الوقت يعرفون ذلك جيدًا. وحتى السياسة الخارجية كانت سيئة ومقطوعة وأشار لعدم وجود مشكلات مع الجيران الآن إلا مع جوبا وتدهور العلاقة مع أمريكا، ويقول مصطفى المشكلة في المعارضة لأنها أول من طرحت حق تقرير المصير في أسمرا وأتحداها إن كانت جادة في معارضتها للانفصال وإن كانت على ذلك أن تصدر بياناً وكشف بأنه كان ضد تقرير المصير. وأكد أن النظام الذي جاء عبر انقلاب هو ذات النظام الذي أتى فيه أبوعيسى وزيرًا وأن الإنقاذ منذ أن جاءت تحاورت مع المعارضة بالخارج فكان اتفاق القاهرة وشارك التجمع في البرلمان الذي كان أبو عيسى عضوًا فيه واستعرض مشاركة المعارضة في كل من مفوضية الانتخابات وقانون الانتخابات والدستور الانتقالي وتفاوض حكومته مع المهدي على إصدار دستور قومي. ولفت عثمان الانتباه إلى دعوته لانتخابات مبكرة وقال: « قلت إذا اجتمعت القوى السياسية على انتخابات مبكرة نحن جاهزون لذلك» وسخر من المعارضة بالقول:« أخشى أن تظل هكذا حتى موعد الانتخابات المضروب وتتهرب من خوضها ولكن حينها لا تأجيل للانتخابات» وأكد انقسام القوى السياسية لثلاث مجموعات: الأولى تنادي بإسقاط النظام ولا تنتظر الانتخابات لعدم امتلاكها قاعدة شعبية، والثانية مجموعة مشاركة في الحكومة، والثالثة أحزاب معارضة تهيء نفسها للدخول إلى الانتخابات القادمة. أولى مداخلات الصحفيين كانت من الزميل مكي المغربي الذي قال إن المعارضة ظلت تعيش على أنها على موعد مع التاريخ بالخروج للشارع واستمرت تنتظر هذا الموعد وتعادي الحكومة أملاً في إحداث ما يسمى بالثورة المجانية، بينما انتقد النور أحمد النور رئيس تحرير الصحافة انحصار حديث الضيفين حول السلطة بينما البلاد في مهب الريح حد قوله وتساءل: هل للوطني أي استعداد لتقديم التنازلات للحل؟. بدأ أبوعيسى منفعلاً وقال عندي إحساس أن عادل سيد أحمد يجرجرني للاتجاه المعاكس حاشداً لي كل ناس الوطني من جماهير وصحافيين! وأجاب أن الحل يكمن في تقديم التنازلات من جانب الوطني ولم ينكر علاقته بحق تقرير المصير وقال ما زلت على موقفي والإنقاذ بدأته في فرانكفورت مع علي الحاج ولام أكول، وأشار لقمعية الحكومة. ورد مصطفى بوصف الشعب السوداني بأنه أشجع الشعوب وقال لو شعر بأن هناك بديلاً أمثل للخروج لخرج وتناول حوارهم مع حزب الأمة وقال:« أعطينا الأمة حق التفاوض مع الجنوب بشأن القضايا العالقة وقبلنا بالخمسين في المائة للمجلس الرئاسي الذي يشرف على الانتخابات والدستور وكل ما نقوله مكتوب وسلم للصادق المهدي الذي اتفقنا معه على كل شيء وقلنا له ناقش ذلك مع المعارضة وخاطب أبوعيسى إن كانت إستراتجيتكم مبنية على إسقاط النظام فلا حوار» بينما طالب رئيس تحرير الوطن عادل سيد أحمد الضيفين بالإجابة بنعم أو لا: هل أنتم على استعداد للجلوس والتفاوض لخروج البلاد من كل الأزمات التي تعيشها؟ جاءت إجابة المستشار بنعم، مشترطاً تخلي المعارضة عن دعوة إسقاط النظام، ورد أبوعيسى بنعم لأجل إخراج البلد مما تعانيه من أزمات على حد قوله