في الوقت الذي لم تراوح فيه الأزمة بين دولة الجنوب والسودان مكانها بالرغم من الجهود الدولية المبذولة، تجابه هذه الجهود بصلف وتعنت جوبا وإصرارها على نسج الأكاذيب في محاولة لتجريم الخرطوم واستدرار العطف الدولي وكسب نقاط إيجابية تدعم بها مواقفها التفاوضية الضعيفة، ويقول تقرير نشره موقع «سودان تربيون» إن رئيس بعثة الأممالمتحدة في جوبا هيلدا جونسون دعت كلاً من الخرطوموجوبا لإيجاد حلول لمشكلاتهما من خلال المفاوضات، وقالت جونسون خلال زيارتها الأخيرة لولاية الوحدة إن زيارتها تهدف للتأكد من مزاعم جوبا بأن القوات المسلحة السودانية قصفت مناطق بدولة الجنوب، بعد أن زعمت جوبا أن القوات المسلحة قد حاولت عمداً إلحاق الأضرار بحقول النفط بولاية الوحدة، الأمر الذي جعلها ترد بالهجوم على هجليج. وأضافت جونسون: «مع تطور الأحداث بولاية الوحدة كان لا بد لي من أن أحضر وأرافق بعثة الأممالمتحدة الموجودة بدولة الجنوب لتبرئة نفسي مما يحدث، ونحن في الأممالمتحدة نرى ضرورة إنشاء بعثة مراقبة الحدود التي اقترحها فريق الوساطة التابع للاتحاد الإفريقى»، ويبدو أن جونسون لم تقتنع بمسوغات حاكم ولاية الوحدة تعبان دينق قاي الذي قدم لها خرائط توضح المناطق التي تزعم جوبا مهاجمتها من قبل قوات الخرطوم خلال اجتماعه بها يوم الخميس الفائت، غير أنها لم تستطع التعبير علانية عن مواقفها، بل اكتفت بالقول إن ولايتها لم تكن من أجل حل القضايا بين الشمال والجنوب ولكن من أجل بناء دولة جديدة في جنوب السودان من خلال حل النزاعات الداخلية التي تعوق تقدم الدولة الجديدة، داعية كلاً من الخرطوموجوبا إلى الانخراط بجدية في محادثات السلام بالرغم من الاشتباكات الحدودية، فيما أكد تعبان للمسؤولة الأممية حرص جوبا على السلام قائلاً: «على الرغم من انفصال الجنوب إلا أن العلاقات الثقافية والتاريخية للشعب السوداني ستبقى للأبد، ونحن نريد السلام حقاً بين البلدين، ونعتقد أننا شعب واحد ونحن جميعاً سودانيون، وشعبانا يجب أن يتمتعا بالسلام والاستقرار، ونأمل في أن تصبح الحياة طبيعية، كما أصدرت منظمة العفو الدولية تقريراً بعنوان «الصين دور جديد في جنوب السودان» نشره موقع «أوول أفركان دوت كوم» أمس تدعو فيه الصين إلى لعب دور أكثر نشاطاً وتنظيماً في المحادثات الجارية بين البلدين من خلال تعيين مبعوث خاص لدعم الجهود التي يبذلها فريق الاتحاد الإفريقي الخاص بالسودان، والاشتراك بفاعلية أكبر من أجل تسوية الخلافات بين السودان وجنوب السودان بشأن قضايا ما بعد الانفصال. ويرصد التقرير العلاقات السياسية والاقتصادية بين بكينوجوبا على مدى السنوات التي أعقبت توقيع نيفاشا، مشيراً إلى ازدياد أعداد القوى العاملة والشركات الصينية في الجنوب، كما شرح التقرير جهود الصين في تحقيق التوازن بين اصدقائها القدامى في الخرطوم والجدد في جوبا من أجل نقل نفط الجنوب عبر الشمال. ويقول التقرير إن امتناع الصين عن المشاركة في صراع النفط وما تسميه جوبا «التواطؤ السلبى» جعل بكين في وضع غير مريح. ويضيف التقرير أنه يتعين على الصين تقديم المساعدة المالية للخرطوم لتغطية العجز الذي خلفه فقدان نفط الجنوب، ويقدم مجموعة من التوصيات لكل من جوباوالخرطوم حول كيفية إدارة علاقاتهما في مهدها لتحقيق المنفعة الاقتصادية المتبادلة، فيما أكدت اليابان على حرصها على السلام الدائم والاستقرار بالمنطقة خلال مؤتمر طوكيو الرابع المعني بالتنمية في إفريقيا، حيث شدد المؤتمر على اهتمام اليابان بتعزيز السلام في الجنوب من خلال تخصيص مبلغ «35» مليون دولار من ميزانيتها التكميلية للعام المنصرم، وأكد المؤتمر أن اليابان تمنح «340» مليون دولار سنوياً للوكالات الدولية العاملة في إفريقيا، بحيت تحصل دولة الجنوب وحدها على 10% من هذا المبلغ.