أوردت صحيفة أمريكان فويس مؤخرًا تقريرًا بعنوان: «الصين ولعبة التحالفات المتوازنة بين الخرطوموجوبا» قالت فيه إن الصين ظلت تلعب أدواراً فاعلة من أجل قيام تحالفات متوازنة بينها والخرطوموجوبا غير أن دورها تعاظم في الفترة الأخيرة لأسباب كثيرة أهمها محاولة البلدين تسوية خلافاتهما بشأن رسوم النفط، ويرى المراقبون الصينيون أن دور الصين في المفاوضات يشكل علامة كبيرة في سجل خارطة سياستها الخارجية وربما بداية تحول أكبر للسياسة الصينية في القارة السمراء. تقول ديبورا بروتيغام أستاذ الدراسات الدولية بجامعة جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة والمتخصصة في دراسة دور الصين في إفريقيا إنها كانت تراقب عن كثب الدبلوماسيين الصينيين أثناء المحادثات بين الخرطوموجوبا في أديس أبابا هذا الصيف تقول: يعدُّ السودان مثالاً لكيفية دفع الصين للخروج من دائرة سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول التي تستثمر فيها إذ أجبرت الصين على التوسط في المفاوضات وتعيين مبعوث خاص لها للدولتين يقوم برحلات ماكوكية للضغط على الجانبين وهو أمر لم تعتد عليه الصين من قبل، إذ تحكم سياسة الصين الخارجية خمسة مبادئ أساسية أهمها التعايش السلمي وعدم التدخل في شؤون الدول ذات السيادة كالسودان وجنوب السودان، إلا أن هناك عاملين أجبرا الصين على تغيير ذلك السلوك أولهما: الحاجة إلى الموارد الطبيعية من أجل النمو السريع الذي تمر به الصين الآن، والثاني أن الصين الآن تعتبر ورشة التصنيع العالمية التي تحتاج إلى جلب الموارد من الخارج وتصنيعها من أجل تصديرها إلى كل من أمريكا وأوربا ولتأمين تلك الإمدادات فإنهم يدركون أنهم بحاجة للانخراط بشكل أكبر لضمان دوام السلام والاستقرار بتلك المناطق وليس فقط الجلوس والسماح للآخرين بلعب الأدوار المؤثرة، فضلاً عن أن الصين تريد أن ينظر إليها كلاعب دولي قوي ومؤثر على الساحة العالمية. ويقول السفير الصيني للولايات المتحدةالأمريكية ديفيد شين إن الصين تتطلع للحصول على أكبر قدر من النفط المتدفق من القارة الإفريقة كما أنها مصرّة على الحصول على كامل النفط الذي يمرُّ عبر الأنابيب التي بنتها الأمر الذي يؤكد استحالة تمويل الصين بناء خط أنابيب جديد تمرر عبره جوبا نفطها، ويضيف شين قائلاً: أنا متأكد أن ما قالته بكين لكير إبان زيارته للصين في أبريل الماضي هو أننا يمكن أن نقدم لكم مجموعة كبير جدًا من المساعدات المالية في المستقبل شريطة أن تستخدم في بناء البنية التحتية وليست لبناء خط أنابيب جديد لأنه من الغباء التفكير في هذا الموضوع، ويرى بروتيغام أن الدول الإفريقية يمكن أن تستفيد من المساعدات الصينية التي غالباً ما تأتي في شكل قروض مضمونة خاصة وأنهم يرون أن المساعدات الخارجية بين الدول النامية يجب أن يستفيد منها كلا الطرفين خاصة وأن القروض الصينية قد ساعدت كلاً من غانا وإثيوبيا في زراعة الكاكو والسمسم، ودعم الاقتصاد من خلال تشجيع قطاع الزراعة، كما ساعدت السودان في مجال تصنيع النفط.