الإشارة الأولى للأمة قاطبة: «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ » «آل عمران: 110» وورد في مسند الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: «أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء» فقلنا يا رسول الله ما هو؟ قال: «نصرت بالرعب وأعطيت مفاتيح الأرض وسميت أحمد وجعل التراب لي طهوراً وجعلت أمتي خير الأمم». هذه إشارة واضحة وصريحة إلى أننا وبفضل الله وكرمه جعلنا أفضل الأمم على الإطلاق، ورسولنا الكريم أكد لنا ذلك بهذا الحديث، ولأن السنة مبينة للقرآن كما ذكر ذلك المولى عزَّ وجلَّ: «وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ» «النحل:44» أما النداء المتعلق بذلك ففي قول المولى عزَّ وجلَّ:«وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» «آل عمران:104» كما ورد في المسند أيضاً: عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم». الإشارة الثانية إلى الحكام والولاة: هنالك ثلاث آيات في سورة المائدة: 1/ «وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ» «44» 2/ « وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ»«45» 3/ «وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ»«47» وفي مسند الإمام أحمد عن أبي الشماخ الأزدي عن ابن عم له من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أتى معاوية فدخل عليه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من ولي أمراً من أمر الناس ثم أغلق بابه دون المسكين والمظلوم أو ذي الحاجة أغلق الله تبارك وتعالى دونه أبواب رحمته عند حاجته وفقره أفقر ما يكون إليها» أما النداء الموجه إلى الحكام والولاة: أولاً: الحكم المشار اليه هنا هو ما أنزله الله من الأحكام الشرعية في كل المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها ما يتعلق بحياة الناس الدنيوية والأخروية، فالإسلام دين كامل لا يقبل التجزئة أو التبعيض. ثانياً: لا تفلح ولا تنجح النداءات والتصريحات الدنيوية والأخروية، فالإسلام دين كامل لا يقبل التجزئة أو التبعيض. ثالثاً: لا تفلح ولا تنجح النداءات والتصريحات بتحكيم شرع الله ما لم تصدر من والٍ ورع تقي يشهد له بذلك الله ورسوله والمؤمنون، قال تعالى: «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»«التوبة: 105» الإشارة الثالثة والأخيرة لأهل الحل والعقد «أهل الشوكة» وهؤلاء يتمثلون في العلماء والمجاهدين في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى. أستاذ السنة والحديث بجامعة النيلين