أهل السودان لهم تجربة راسخة في الجهاد في سبيل الله قدموا من خلالها شواهد مضيئة في سبيل الدفاع عن عقيدتهم وقيمهم وتراب وطنهم الذي سماؤه من فضة وأرضه من ذهب، ونيله مبارك يجري بماء طيِّب. وضربوا أمثلة نادرة في التضحية والثبات والمصابرة في مجالدة الأعداء والتصدي للاحتلال وأذيال الاحتلال والمتآمرين على أمن البلاد ومواقع شيكان وكرري وأم دبيكرات وتوشكي وأم درمان وتلودي وأربجي والفاشر وهمشكوريب ودندرو والميل أربعين وغيرها من المعارك التي جسدت بطولة أهل السودان وبسالتهم وبلاءهم الحسن عند المحن والملمات خير شاهد. ومن خصال أهل السودان أيضاً التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم المستمدة من الشهامة والمروءة والنخوة ونجدة الضعاف، وعدم الاستكانة للهوان والعدوان والذل وعزة النفس، واليوم أهل السودان جميعاً يتعرّضون للعدوان والاستفزاز من قبل الحركة الشعبية ودولة جنوب السودان في مناطق شتى أهمها هجليج، فهل يا تُرى تلك البطولة والجسارة والبسالة وحمرة العين التي تميز بها أهل السودان صقور الجديان الجارحة الكاسرة، تقبل هذا الضيم وهذا الهوان الذي يراد به طمس معالم هويتهم وقيمهم أم يهبوا كالأُسد الضارية تزأر في كل ناحية من نواحي بلادنا الحبيبة.. صه ..صه.. أين الدبابون؟ أين أسود العصابات الحمراء.. أين حماة السودان؟ أين عزة السودان؟ أين إخوان صُنّاع الميل أربعين وأهوالهم والقعقاع والفتح المبين؟ نعم.. نعم، هم باقون باقون لم يتغيروا.. ولم يبدلوا.. اليوم يوم الرجال يوم النزال يوم الزحف نحو هجليج لإبقاء عزة أهل الإسلام .. أهل عزة السودان بالنَّصر والنُّصرة أو نيل الحسنى.. الجنة والنعيم والخلود فيها. دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوانٍ فإما حياة تسر الصديق.. وإما ممات يغيظ العدى ونفس الشريف لها غايتان: ورود المنايا ونيل المنى ونيل المنى هو تحرير الأرض.. تحرير الإرادة.. تحرير القرار، وهو صون المحارم.. هو الثورة العارمة الغاضبة لشرف أعراض انتهكت.. حرائر كشف استارهن.. وشيوخ أهينوا.. وأطفال بريئون روعوا وقتلوا.. ومساجد نجست ومصاحف مزّقت.. فهل يرضى أهل السودان أن يصمت صوت الآذان هناك.. وهل يقبلوا ألاّ يجلجل صوت الله أكبر الله أكبر هناك؟ إن هجليج كما ذكرنا من قبل بلدة سودانية آمنة مطمئنة يأتي منها رزق أهل السودان من البترول والمحروقات وتمثل قلبه الاقتصادي النابض إضافة إلى مناطق أخرى والاعتداء اليوم عليها يمثل قمة الاستفزاز والتعدي على حرمات أهل السودان. دعونا نصرف النظر عن الشكوى إلى مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي أو أية جهة أخرى.. وعلينا وهو الأهم أن نأخذ هجليج ونستردها حمرة عين.. ودعونا نضرب دولة الجنوب في عمقها .. ودعونا نقلع الحركة الشعبية من حكم جنوب السودان لنريح شعب الجنوب وشعب الشمال من شرها وعدوانها .. دعونا نضرب جوبا ونكسر بيت الزجاج ونصرم خيط العنبكوت الواهن. إن من أهم أولويات هذه المرحلة توحيد الصف الوطني الداخلي تحت لواء نحن مسلمون.. نحن سودانيون نجاهد في سبيل الله صفاً واحداً كأننا بنيان مرصوص.. فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة.. صوت رد الكرامة صوت صناعة إرادة أهل السودان.. صوت بعث الموت والهلاك للحركة الشعبية وجنوب السودان حمرٌ أظافره.. دعونا نقول إن قتلاهم في قعر جهنم وقتلانا شهداء في عليين .. في دار النعيم.. في مقعد صدق عند مليك مقتدر. إن أهل السودان كلهم الآن يستطيعون أن يجاهدوا وأن يساهموا في معركة الكرامة، فالجهاد أنواع وأبواب ومنازل. فهناك جهاد النفس.. وجهاد المال .. وجهاد اللسان وجهاد السعي لدرء الفتنة وصون لحمة الأمة.. وجهاد الدعاء وهو سلاح فتاك وماضٍ يدك حصون الأعداء ويفرغ من قلوبهم الحاقدة الكافرة. إن الدمار الذي تلحقه الحرب بمواردنا المادية والبشرية يتضرر منه كل أهل السودان كل عائلة.. وكل أسرة وكل بيت وكل فرد منا وليس حزباً سياسياً معيناً أو جماعة محددة.. فهيّا للجهاد.. هيا للفلاح.. هيا لصون سيادة البلاد خوراً ونجداً.. هيّا زمراً زمراً .. إن تجييش الأمة وتعبئة المجاهدين والعسكر نهج نبوي وسنة فعلية مؤكدة رسخ مبادئها رسولنا الكريم الذي كان يجيِّش الأمة من مسجده ويحثُّ الشباب على الجهاد ويحرِّض المؤمنين على القتال ويخرج أهل المدينة جميعاً نحو ساحة القتال.. لا يغادر أحداً إلا امرئ عَذَره الله وليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج.. إذن هي سنة نبوية راشدة وليست بدعاً من أحد. هيّا ندافع جميعاً عن السودان.. أرض الجهاد والحضارة والرباط والكرم والمجد.. التحية والوفاء الصادق للمجاهدين من قوات شعبنا الأوفياء.. التحيّة لقوات دفاعنا الشعبي الأبرار الأنقياء..التحية لكل سوداني لا يرضى بالضيم والهوان.. التحية للطلاب والشباب وقود معركة الكرامة ورد الاعتبار وفضح العدوان حتى نصنع مستقبل السودان القائد الذي تتكسر على أسواره مؤامرات الأوغاد والطواغيت وملل الكفر الحاقدة. هيّا نقاتل في سبيل الله الطواغيت أولياء الشيطان.. أولياء إبليس.. أولياء الأمريكان ووصية للمجاهدين أن النصر حليف المؤمنين الصابرين الثابتين المحتسبين الذاكرين الله كثيراً.. المتقين الصادقين المخلصين الموحدين.فللمؤمن سلاحان: سلاح الإيمان واليقين وسلاح مادي وليس للكافر إلا سلاح مادي واحد وإن طغى وتبختر.. قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل» ويقول: «انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون». ويقول عز وجل: «قل لن يصيبنا إلاّ ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون، قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم إن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون». ويقول تعالى: «وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم». وقال عليه الصلاة والسلام: «ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا وجاء يوم القيامة وكلمه يدمي اللون لون الدم والريح ريح المسك». «وإن ينصركم الله فلا غالب لكم»، وبشرى الله تقول «ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون، فتولى عنهم حتى حين، وأبصرهم فسوف يبصرون، أفبعذابنا يستعجلون، فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين».. فسوف نذهب نحو هجليج بأكثر من مائة ألف مجاهد وعندها سيسئ ويسوء صباح الكفرة والخائنين.. والموت في سبيل الله أسمى معانينا ومعالينا ودواعينا وتطلعنا وطموحنا.. فيا شباب السودان.. فيا طلاب السودان.. فيا مجاهدون يبقى باطن الأرض خيرٌ من ظهرها ولا نامت أعين الجبناء.