لم يجف مداد قلمنا الذي سطرنا به شهادة لمجلس الأمن وأشدنا بموقفه وسوزان رايس مندوبة أمريكا ترأسه بالنداء الرقيق الذي وجهه للحشرة الشعبية «التي يقودها سلفا كير وأفراد عصابته» بالاعتداء غدراً وخيانة وعدم وفاء بالعهود فإذا بالمجلس نفسه يناقش أمراً آخر مقدمًا بالطبع من أميركا رايس وإسرائيل بتهديد الجانبين المعتدي والمعتدى عليه.. الظالم والمظلوم المشتكي بالدليل والاعتراف وشهادة العالم كله بمن فيهم الأمين العام للأمم المتحدة الذي بلغه رد فعله على طلبه من المعتدي أن يسحب قواته لم يسمعه رجل في مثل موقعه بأن المعتدي لا يتلقى الأوامر منه، أي تمرد واستقواء واستهتار بالرجل وبالمنظمة العالمية وبكل ما ترفع من شعارات وبالسلم والأمن الدوليين ومن معنوي أثيم على رؤوس الأشهاد.. فهل يستوي الظالم والمظلوم وهل تستوي إسرائيل وحماس في ضراوة الاعتداءات التي تشنها اسرائيل على المدنيين والمنشآت والمدارس والمساجد؟؟ هكذا يحكم العالم وهكذا تدار قضايا الأمن والسلم الدوليين.. إذًا نحن أمام إسرائيل جديدة تعتدي حتى على المنظمة الدولية وعلى السلام العالمي.. وأمام اجماع العالم كله سوى الولاياتالمتحدة التي لا تخجل من مواقفها ولا تستحي من الدعم العلني لإسرائيل وهي ظالمة.. وها هي إسرائيل جديدة تظهر على أرض افريقيا لتأتيها الرسائل الأمريكية أن امضِ في اعتداتك.. ونحن من ورائك نقدم لك الدعم اللوجستي والمعنوي ولن ندينك في مجلس الأمن إلا مقرونة مع المعتدى عليه.. هذه واحدة من سقطات الولاياتالمتحدة التي تعرض على السودان عقوبات شاملة وحصارًا اقتصاديًا وسياسيًا وإعلاميًا، والحديث عن أي عقوبات في الحالة هذه يعتبر من قبيل العداء السافر لهيئة دولية مطلوب منها حماية السلم والأمن الدوليين.. وهناك دول أخرى أعضاء في مجلس الأمن أكثر حرصاً على حماية السلام العالمي وأنها لن تجاري عواطف سوزان رايس ورغباتها الدفينة في النيل من السودان استناداً إلى الحملات الإعلامية الصهيونية التي عملت على بث الأكاذيب وتشويه صورة السودان والإنسان السوداني الذي يحب السلام والاستقرار ويعمل لأجلهما.. وأعضاء مجلس الأمن ليسوا قططاً تعيسة يمكن قيادتها بسهولة لقلب الصورة وإدانة المعتدى عليه.. فإفريقيا أدانت والجامعة العربية أدانت.. ورابطة العالم الإسلامي أدانت.. ومجلس الأمن طالب الجنوب بسحب قواته من هجليج.. وانهاء العدوان السافر على حدود جمهورية السودان وبالتالي فإن محاولة سوزان رايس الالتفاف حول الموقف الدولي الأصيل وتحويل سهام الإدانة على الظالم والمظلوم.. متى كان الظالم والمظلوم والمعتدى عليه والمعتدى يتساويان أمام العدالة..!؟ إننا أمام الحالة هذه وأمام بروز الأجندة الصهيونية والإمبريالية بإسقاط الخرطوم عنوة واحتلال المدن وتخريب الاقتصاد وخنق الشعب ودفعه للخروج للشارع لابد أن نتخذ خطوات مهمة وضرورية ولازمة تبدأ من المجلس الوطني بإصدار تشريع يحدد معالم الخيانة والحرابة ضد الدولة.. فهناك جهات وأفراد يعملون مع أعداء الشعب والوطن والدين صراحة.. وإذا وجدنا العذر والمبرر لعملاء إسرائيل من كفار وحشرات الحشرة الشعبية، فإننا لا نجد أي مبرر لبعض أبناء السودان والقبائل السودانية المعروفة أن تعمل في صفوف من باعوا أنفسهم للمستعمِر وإسرائيل.. فلا نجد مبرراً لهؤلاء الذين خرجوا من صفوف الشعب السوداني ويعملون لصالح إسرائيل بينما متاح لهم معارضة الحكومة من الداخل وبالطرق المعروفة.. ومتاح لهم القفز على مقاليد الحكم والحديث صراحة في ذلك عبر الوسائل المتاحة كما يتحدث المعارضون بالداخل.. الذين يتحدثون ضد الحكومة لدرجة العمل على إسقاطها.. واليوم وقد وضحت الأهداف الحقيقية للحشرة الشعبية ومن ورائها فلا مجال لترك هؤلاء وأولئك دون رادع ودون محاسبة لأن الأمر أمرٌ شعب وأمن وطن وأمر سيادة.. ولا بد من قيام جبهة شعبية لإنقاذ شعب الجنوب تحت شعار.. منقولا عاش من يفصلنا..