تعتبر الحكّامة الشاعرة الشعبية في المجتمع السوداني والناطق باسم المجتمع للتعبير عن الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية عبر أشعارها الحماسية التي توظف في الغالب على الدعوة للحرب أو المناداة بإحلال السلام وبكلماتها المؤثرة استطاعت أن تكون جزءًا من منظومة الحكم الأهلي في المجتمع المحلي بغرب السودان. وللحكّامة دور عظيم تقوم به بين أفراد المجتمع المحلي والمحيط الخارجي وتمثل عاملاً أساسياً في نقل الفلكلور الشعبي وتتميز بالشهرة في قبيلتها والقبائل الأخرى وتستخدم الحكامة الصور البديعية والتشبيهات الضمنية والصريحة وكل أساليب البلاغة الأخرى في الفخر والمدح أو الذم لذلك فإن كلمة الحكامة تشمل كل المعنيين بهذه الصفة في كل المجتمعات القبلية بمختلف مسمياتها ويعتبر غناء الحكامة وثيقة من الوثائق التي يمكن الرجوع إليها للتعرف على جميع أوجه الحياة، وعندما تمدح شخصاً وتصفه بالشجاعة والفراسة والكرم يمكن أن يعتلي مكانة في مجتمعه الكبير أو الصغير وعندما تذم شخص تصفه بالجبن والبخل ويكون حظه بهذا الهجاء الطرد من القبيلة هنا تمكن خطورة الدور الذي تلعبه الحكامة خاصة أن لها مقدرة في إشعال الحرب أو بإمكانها أن تساهم في بسط السلام.. ويرى الباحث الدكتور علي عبد الرحمن أن للحكامة دور سالب وغير إنساني يساهم في عدم قبول الآخر ويؤجج الصراعات بين المجتمعات المحلية وتطوير العدائيات بين الناس وتصعيد الأزمات ويشر إلى أن للحكامة دور كبير في التعبئة من خلال مفردات مستنبطة من مفاهيم راسخة تسهم في دفع الحياة بإنتاج المنظوم شعراً وغناءً حيث حفظت لها ذاكرة المجتمع العديد من الأغاني ذات الطابع الشعبي في نشر ثقافة الحرب والسلم ودعا إلى استقلال الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها الحكامات في صناعة السلام بين القبائل والعمل على التعاون والتراحم والتسامح والتعاضد بين جميع قبائل المنطقة، وأشار إلى الحاجة الماسة إلى حكامات مثاليات يقمن بنشر ثقافة الود والمحبة وقبول الآخر والتسامح بين المجتمعات.. بينما ترى الحكامة مريم محمد حامد المشهورة ب «الغيرة» أن الحكامات وجّهن كافة طاقاتهن إلى العمل من أجل احلال السلام بدارفور، وأضافت أن الحكامات تحولن من الفتنة إلى الحكمة. وقد شكلت الزيارة التي قام بها وفد كبير من الحكامات بولاية جنوب دارفور إلى ولاية غرب دارفور على رأسهن «الباتيل والكمبيوتر والغيرة» شكلن حراكاً ثقافياً وسياسياً كبيرين وقد ساهمت مساهمة كبيرة في التعبئة والتجهيز للواء الرد وقدمن مقاطع غنائية وجدت الإشادة من الجميع.