شدد خبراء وباحثون على ضرورة أخذ الحيطة والحذر من التدخل الخارجي في العمل الإنساني وعلى فصل التداخل بين العمل الإنساني والسياسي في معالجة الأوضاع الإنسانية بجنوب كردفان، وأشارت تقارير إلى مشكلات صحية وتوقع حدوث فجوات غذائية ناتجة عن فشل الموسم الزراعي الفائت، وأشار الخبراء في ندوة «دور منظمات المجتمع المدني في معالجة الوضع الإنساني في جنوب كردفان» التي أقامها مركز ركائز المعرفة وتحدث الباحث محمد خليفة، عن مقدمة أولية عن الوضع الإنساني في جنوب كردفان، وأشار إلى أنّ الوضع في جنوب كردفان مرتبط بالحديث عن الأوضاع في دولة جنوب السودان، وأن الغرض الكبير منها هو مخططات تفتيتية للسودان.. وأنّ هذه المشكلات تعدُ حلقة من حلقات الإشكالات التي تحاول إقعاد السودان، وألمح خليفة إلى أنّ أول هذه المخططات هو رفع العقوبات عن جنوب السودان مع الإبقاء عليها في جمهورية السودان، كما ألمح إلى الرغبة المتكررة في نشر قوات دولية على جنوب كردفان ودارفور.. كما أشار خليفة إلى تخوف الحكومة في حال قبولها بالمنظمات الأجنبية من تكرار مسلسل دارفور في إقامتها لمعسكرات النازحين.. وأشار إلى التداخل الكثيف بين ما هو «إنساني» وماهو «سياسي» في عمل المنظمات الإنسانية.. لأنّ الكثير من التجارب أكدت هذا «الاستغلال» وحضور الأجندة السياسية في العمل الإنساني. وفي مسألة الحياد والاستقلالية في عمل المنظمات الأجنبية ضرب خليفة المثل بالخدمات التي تقدمها بعض المنظمات الأجنبية للحركات المسلحة المعارضة للحكومة.. وقال: هناك من يُحرّض النازحين على البقاء في المعسكرات لاستغلالهم بصورة سيئة، كما حدث في نموذج دارفور ومعسكراتها.. وخلص خليف إلى أنّ هناك حاجة بالغة لتوضيح مفهومي «الاستقلال» و«الحياد» في عمل المنظمات الإنسانية، في ورقته التي جاءت بعنوان «الوضع الإنساني الحالي بولاية جنوب كردفان» أشار د. أحمد إبراهيم حسن إلى أن الصراعات في المنطقة منذ اندلاعها في السادس من يناير من العام الماضي خلّفت أكثر من «83» ألف نازحٍ.. حسب احصاءات مفوضية العون الإنساني.. أما تقرير مجلس الطفولة فقال إنّ «1500» طفلٍ تمّ تجنيدهم قسرياً للحرب.. وبالمقابل هنالك عدد من المدارس التي أغلقتْ في الولاية.. وانتهاكات عديدة لحقوق الإنسان.. وسجلّت وزارة الرعاية الاجتماعية بمشاركة اليونسيف ومنظمة الهجرة الدولية في مسحًا ميدانيً أجرته أواخر مارس الماضي تم في «11» محلية و«53» قرية.. سجلت أن هنالك أكثر من «151» ألف نازح جراء الأحداث الأخيرة بالولاية في كل من تلودي، هبيلا، دلامي، العباسية، أبوجبيهة وغيرها من مدن الولاية. وأشارت هذه التقارير التي ضمنها د. أحمد إبراهيم في ورقته إلى أنّ الحاجة الغذائية لهؤلاء ال «83» ألف نازحٍ قُدِّرت ب «7» آلاف طن متري من الذرة. تاج الدين الخزين، الخبير في المنظمات الإنسانية، ومستشار الحكومة الكندية، دعا لضرورة ربط مسألة الإنذار المبكر لقياس الأوضاع الإنسانية إلى ضرورة إيجاد أدوات للتدخل المبكر.. مشيراً إلى أنّ واحدة من المشكلات التي تُعاني منها المنظمات الإنسانية هي إشكالية التمويل، لافتاً إلى أهمية أن تضطلع الدولة بهذا الأمر .. وطالب المنظمات بأن لا تكون واحدة من أيدي السلطات والحكومات أو الجهات الداعمة لها.. وختم الخزين بأنّ واحدة من المضرات بالسودان وجود هذا العدد من المبعوثين الأجانب.. ختاماً فإنّ الإحصاءات التي وردت في الندوة أشارت وبشكلٍ مباشر إلى ضرورة الاهتمام بالأوضاع الإنسانية في وجنوب كردفان، ودعا المتحدثون الحكومة لتمويل وتشجيع عمل المنظمات الوطنية والإسراع في معالجة الوضع الإنساني.