القصيدة التالية جاءتني في بريدي الإليكتروني من الأخ الأستاذ الغرقان في إسفير النت محمد الشفيع وهو دائماً يتحفني بدرر حقيقية من بيت الكلاوي وهذه إحداها. لا أعرف هل غبار خيل الله هو عنوان القصيدة؟ لأنها جاءت تحمل هذه الجملة ولا أعرف من كتبها. على أية حال القصيدة تعكس ذلك الدفق التلقائي لرجل انفعل تلقائياً بالحدث العظيم الذي حققته قواتنا المسلحة وهي تدافع عن أرضنا. الغالبية العظمى من أبناء هذه الأمة تفاعلوا مع الحدث بطريقة عفوية تعكس مدى الشعور بالغبن الذي أحسوا به وهم يشاهدون جيشاً نحن الذين صنعناه ومكنّا له في أرض الجنوب فكان أول ما فكر فيه هو أن يغدر بنا. إن ذلك الانفعال وهذا النداء هو التزام أمتنا بمبادئها وقيمها الذي ترجمته قواتنا المسلحة نصراً يغيظ العدا ويفرح الصديق. وهؤلاء يستحقون أن تحفل الحكومة بهم وتستمع لصوتهم فهم لا يداهنون ولا يراؤون ويُسدون النصح خالصاً لوجه الله. نأمل أن تعطينا هذه اللحظة الإرادة القوية لتصحيح المسار إن كان به اعوجاج حتى تتحول تلك المشاعر إلى عمل خلاق يعمِّق معنى الوطن والمواطنة ويجعل الحكام يدركون أنهم لن يجدوا نصرة إلا من شعبهم المخلص الذي يستطيع ان يتحمل كل التضحيات بما فيها فقد الأرواح لكي تعم قيم العدالة والشورى والرفق والترفق والتكافل المودي بأهله إلى دروب الخير والرفاهية. حفظ الله وطننا من كل سوء فأهله كرام أفاضل جديرون بالاحترام. طلعَ الصباحُ وساحتي مملوءةً بالمعتدينَ وزمرةِ الأوغادِ ورأيتُ أمتنا يُقطعُ بعضها بعضاً ولا صوتُ الصلاحِ ينادي فمضيتُ لا ألوي ولا أبدي أسى وتعافُ نفسي مرقدي ووسادي روحي على كفي وأحملُ مدفعي ويطيبُ لي حينَ الوغى إنشادي أنا مبدأي أن الهوانَ لغيرنا والعزُ لي ولأمتي وبلادي لا أستسيغُ الذلَ أو أرد الردى فالموتُ في زمنِ الهوان مرادي أنا لا أريدُ الشمسَ في كفي ولا بدرُ الدجى بيدي وطوع قيادي أنا مطلبي سهلٌ فإن رام العدى منعي فإن الله بالمرصادِ أنا مسلم أبغي الحياة كريمةً وأودُ أن أحنو على أولادي يا أمةَ الإسلام ليلك حالكٌ وصلاحُ دينكِ غابَ في الإلحادِ يا أمةُ الإسلام قومي واثأري كُفي عن الإذعانِ والإخلادِ لا لن يعيدَ المجدَ جيلٌ ضائعٌ يبكي على ليلى بقلبٍ صادِ لن يرجعَ البلد السليبةَ مطربٌ بالطبلِ والمزمارِ والأعوادِ قولوا بأني جاهلٌ وعقيدتي مدخولة وتقودني أحقادي قولوا أحبائي وإلا فاصمتوا سيان عندي رائح والغادي أنا لن أجيبَ على الكلام وإنما سيجيبكم عند اللقاء جهادي طلقاتُ رشاشي بليلٍ دامسٍ أحلى من البسماتِ في الأعيادِ وتوسدُ لقنابلي في خندقي أحلى وأشهى من لذيذِ رقادي وغبارُ خيلِ الله في أنفي تفوقُ الوردَ والريحانَ بل والكادي وأسيرُ نحو الموت معتجل الخطى كمسيرِ أهل الحب للميعادِ بالأمسِ أخرجني العدو وها أنا أطفي لظى كبدي أريح فؤادي اللهم افتح بيننا بالحق حتى نرى مصالحنا العليا تتحق ونحن نقبض عليها ونذود عنها لا تشغلنا فتن أو أهواء أو صغائر الأمور وتوافهها. ونعمل على أن ننتج أكثر مما نستهلك وأن ننظف أكثر مما نلوث وأن نزرع أكثر مما نقطع. وأكفنا بحلالك عن الحرام وأغننا بفضلك عمن سواك.