لقد اورد هنتجتون في كتابه صراع الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي The clash of civilizations and the remaking of world order. وبالرغم من مرور ست عشرة سنة من نشره أي من عام 1996م إلا انه مازالت السيناريوهات التي اوردها اصبحت تطبق وبجدية اكثر صرامة في اللحظة التي تكابد فيها افريقيا شظف الحياة وضيق الامكانات وشح الموارد والمرض والوبائيات.. نجد ان بعض حكام افريقيا اكثر استعدادًا لتنفيذ مشروعات الاستعمار واجندته السرية.. وتنشأ انواع من الصراعات والصدامات كان يمكن تحاشيها بقليل من المسؤولية والإنسانية لكن هنالك قلة من الرؤساء والقادة الأفارقة لا يتورعون عن دفع هذه الحروب المفتعلة بل يدفعونها الى اقصى حدودها المدمرة.. ويدور كاتب صراع الحضارات بجلاء ان السيناريوهات كلها تستهدف الصدام بين الإسلام والغرب.. كما نجد انه تخلى عن كل المصطلحات القديمة مثل الاسلام والمسيحية والاسلام والنصرانية والاسلام واليهودية بل اختار مصطلحاً موحداً هو الاسلام والغرب لقد اورد صمويل هنتجتون فى كتابه صراع الحضارات.. رواية هى «البحيرة الميتة» حيث وصف مؤلف الرواية.. بانه احد الغوغاء الوطنيين الفينيسيين نسبة الى فينيسيا او مدينة البندقية الايطالية كما وصف ما جاء فى المقطع بانه «احدى الافكار او الفلسفات الضارة حول هذا العصر الجديد!! واضاف ان الحقيقة النفسية فى هذه الحقائق القديمة.. لا يمكن تجاهلها من طرف رؤساء الدول والباحثين، وبالنسبة للبشر الذين يبحثون عن هوية ويعيدون اختراع نسب عرقي جديد فان الاعداء شيء جوهري وان اكثرهم خطرًا هم اولئك الذين يقعون عند خطوط الصدع Fault Lines فالكتاب تمحورت افكاره كلها تعبيرًا عن غوغائية ثقافية وسيناريوهات للفتنة وبث الكراهية عبر إرسال أفكاره المسمومة حيث تعميق الفتنة واختلاف الاعداء وتعميق الصدع فى المناطق التى ترك فيها الاستعمار «قنابل موقوتة» لتكون هنالك صراعات مفتعلة وحروب على جانبي الصدع لم تخلقه طبيعة الأرض ولا حضارة الإنسان فكل ما دفع هنتجتون لورود هذه السيناريوهات هو الإيقاع بالعالم الإسلامى فى اتون صراع مفتعل.. مع دخول منفذين جدد لهذه السيناريوهات سواء بسوء نية او بغباء وجهل، وهذا ما وقعت فيه قيادات الحركة الشعبية فى جنوب السودان والحركات التى نفذت معها الحرب فى هجليج حيث تعتبر الفواصل الجغرافية بين جنوب السودان كدولة وشمال السودان كدولة هى منطقة الصدع.. ووفقًا للمفهوم المسيحى بان فترة الاستعمار تم تعريف جنوب السودان بالجنوب المسيحى الزنجى والشمال بالشمال الإسلامي العربي وتعميقًا لجذور الفتنة كانت هنالك مناطق عرفها الاستعمار بالمناطق المقفولة والتى منع فيها دخول المسلمين والإسلام وهى جنوب السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق.. وتعميقًا للكراهية تم افتعال ما يسمى بتجارة الرقيق.. بل ان هناك من يحسب من العرب والإسلام كتبوا على نهج استمرار الفتنة عن استمرار الشمال فى إذكاء هذه التجارة او على فهمها عن طريق الاضطهاد العرقى.. بل ان هنالك منظمات كانت تعمل على تثبيت افعال الكراهية بين جانبى الصدع مثل اختطاف النساء والتشغيل القسرى وكان كل القصد منها خلق خطوط عرض تميز جوانب الصدع الاكثر دموية وعلى حد هنتجتون «حدود الإسلام الدامية» ويظهر ذلك جليًا فى قوله: «الدول الإسلامية لها نزعة للالتجاء الى العنف فى الازمات الدولية.. حيث وصف ان ازمات القرن العشرين كلها كانت من افعال المسلمين.. وهذا ما لا يستطيع المسلمون انكاره .!؟ ومن هنا يتضح ان هنتجتون عندما وسع مقاله حتى صار كتابًا وتم الإعلام له بطريقة مكثفة.. وتناقلته كل المنتديات الثقافية والسياسية والدبلوماسية حتى برزت هذه السيناريوهات والتى يظهر من خلالها عمل المخابرات فى اصراره على اصطناع عدو للغرب ولم يكن هذا العدو فى نظرهم الا الإسلام وذلك ليعود بالبشرية الى منطق الصراعات القبلية الغابرة.. ويقول هنتجتون ان الديانات هى المعيار الأول لرسم الفوارق بين الحضارات.. ومن ثم يكون الصدام الدينى حتميًا بين هذه الحضارات.. ويظهر الصدام فى اقوى حالاته على جانبى ما سمّاه بخطوط الصدع أي الخطوط الفاصلة بين المعتقدات الدينية المتجاورة والمتباينة، وفى النهاية ينبغى ان تكون تبعًا للمنهج الاستباقى على خط الصدع الفاصل بين الإسلام والغرب وهو خط ليس جغرافيًا بالضرورة ولكن خط مواجهة بين الغرب وعدوه الأول الذى حدده هنتجتون بالإسلام.. وبالرغم ان هنتجتون اشار للحضارة الكونفوشيوسية التى تمثلها الصين كخصم مستقبلي للحضارة الغربية.. الا انه اختص الحضارة الإسلامية بالعدو الأول ضمن ما سمّاه بالحضارات المتحدة.. لأنها في رأيه لا تمتثل للمصالح والثقافة الغربية.. كما ذكر ان هنالك ثماني حضارات هي: الحضارة الغربية , الحضارة الأرثوذكسية , الحضارة البوذية , الحضارة الأمريكية اللاتينية , الحضارة الإفريقية , الحضارة الكونفوشيوسيه الصينية , الحضارة الإسلامية , الحضارة الهندوسية * ما هو هدف الصدع فى حرب هجليج ؟ 1- لإظهار جانبى خط الصدع «المسيحية والاسلام» 2- لتمكين العداوة بين الشعبين 3- لإيقاف المد الإسلامي 4- لاستمرار النزاع بين الدولتين «نزاع مسلح» 5- انفراط حبل الأمن على طول خط الصدع 6- إتاحة الفرصة لعمل المنظمات المسيحية واليهودية.