تقال للشخص الغافل عما يجرى حوله، ومن الطبيعي أن تنعس ثم تنام على السرير، ولكن أن تنام وأنت واقف فهذا شيء يدعو حتماً الى الشفقة، وهناك «دقسة» أو نومة خفيفة تأتيك على غفلة نتيجة للتعب، أو أحياناً نتيجة لاجتماع مسيخ، أو محاضرة مملة، أو أهتزازات ركوبة آلية. أما موضوعنا فهو ليس عن النوم بل عن محاولة النساء عدل حالهن بالصناديق أو الشراء بالأقساط ثم السداد من غنائم غزواتهن على جيب الزوج الغافل، وبذلك يكون الزوج المسكين كالنائم على حيله، وهذا التصرف يعرف بالعامية ب «البرشتة »، ومعظم النساء يفعلنه بطريقة أو بأخرى «قلنا معظم أو بعض منعاً للشبك»، لاقتناعهن بأن الزوج يمتلك فلوساً لا يعرفن عنها شيئاً «أقصد لاعتقادهن، تفرق طبعاً». تتم البرشتة بطرق عدة، وذلك أما بسحب الفلوس مباشرة من جيب الجلابية أو القميص المعلقين فى الشماعة، أو تفليس الدولاب وسحب الفلوس ومن ثم إعادة القفل «صاغ سليم» عاد سمعته بأضانى ما جابوه لي، كما حكت امرأة أن زوجها عندما أحس ببرشتتها، اقتنى شنطة سامسونايت ووضع فيها فلوسه مستخدما رقماً معيناً عن إغلاقها، ولكنها ترصدته حتى فتحها ذات مرة، وكان على عجلة من أمره، والتقطت بعينين كعينى زرقاء اليمامة الأرقام، ومن ثم صارت تبرشت «على عينك يا تاجر»، وتراقبه وهو يعد فلوسه مرة بعد أخرى «متوهدباً». وتتعلل من يمارسن البرشتة بأن لديهن بنودا للإنفاق لا يعترف بها الزوج مثل «موجب» الأعراس والولادات والمآتم وغيرها من المجاملات، كذلك بحبحة العيال الذين عادة ما يطلبون الفلوس من أمهاتهم دون آبائهم وما عارفه ليه؟! كذلك اقتناع بعض الزوجات بأن مال الزوج حق شرعي يجب أن ينفق بالتساوي على كل أفراد الأسرة، وعلى الزوج أن يعي ذلك تماماً، وألا «يتعفرت» حين ما تطلب منه الزوجة فلوساً. و «البرشتة» من شأنها أن تسبب انعدام الثقة بين الزوجين، خاصة إذا كان الزوج يقوم بواجبه فى الإنفاق على أحسن وجه، أما فى حالة أن يكون الزوج بخيلاً «جلدة» فيمكن أن تأخذ الزوجة من ماله دون علمه وتنفق على نفسها وعيالها دون إسراف، على العموم إذا ترك الرجال عادة عدم الوضوح فى مسألة القروش، وأخبر الواحد زوجته بدخله سواء أكان قليلاً أو كثيراً لاقتنعت الزوجة وختت الرحمن فى قلبها، ووثقت الزوجة فى زوجها، وتركت البرشتة، ولكن يقال إن بوح الزوج بدخله ومرتبه كبوح المرأة بعمرها، مستحيييييل، عليه يبقى الحال كما هو عليه، وعلى المتضرر اللجوء إلى «البرشتة» أو اقتناء خزنة حديدية ذات رقم سري، ولكم في البنوك ثم سحب الفلوس حبة حبة بواسطة الصراف الآلي مخرج يا بني آدم.