ظلت العلاقة بين السودان وليبيا متوترة منذ القدم ولم تشهد استقرارًا مطلقًا ف«نظام القذافي» كان معاديًا للعديد من الأنظمة التي حكمت ومازالت تحكم السودان، حيث ظل العقيد الليبي الداعم الأساسي لقوى وأحزاب المعارضة بمختلف أحزابها وقياداتها وأصبح من الواضح جدًا مع قيام الثورة في ليبيا ظهور الموالين وأصدقاء نظام القذافي وكذلك خصومه، فمن أبرز الموالين للقذافي من قيادات يأتي حزب الأمة القومي الذي يعتبر الحزب الوحيد المعترف به في ليبيا فعلاقة قيادات الحزب بحكومة القذافي ممتدة منذ حكم وعهد نميري الذي كان يشكل تهديدًا كبيرًا على نظام القذافي في وقتها فكانت حكومة القذافي تأوي المعارضة المكونة من أحزاب أبرزها حزب الأمة القومي والحركة الإسلامية متمثلة في الشيخ الصادق عبد الماجد وحزب الاتحادي بقيادة الميرغني وكذلك حزب المؤتمر الشعبي بقيادة د. الترابي وفي الجنوب كذلك حركة بنليق2 وأبل ألير وجوزيف لاقو، وتطورت العلاقة من دعم مادي وعسكري وحتى الراحل قرنق كانت حكومة القذافي الداعم الأساسي له. ولم يتغير الوضع حتى جاء حكم الإنقاذ التي لم تلقَ الترحيب من النظام الليبي مطلقًا إلا في العام 1995 ومن أبرز رموز المؤتمر الوطني الذين قادوا مسيرة تحسين العلاقة بين البلدين كان «الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل» والهادي بشرى وتعبر علاقة النظام الليبي بأي حكومات يغلب عليها طابع المصلحة أولا« ف«القذافي» في وقت اختلف مع العديد من الدول العربية مثل تونس ومصر واتجه للتحالف مع الدول الإفريقة ومصلحته في المقام الأول. العلاقة الحميمة بين الأمة والقذافي وما أكدته مصادر ل «الإنتباهة» أن أبرز أصدقاء وحلفاء القذافي في الخرطوم يعتبر حزب الأمة القومي أولها وذلك لقدم العلاقة الحميمة بين نظام القذافي وحزب الأمة منذ عهد الرئيس جعفر نميرى وهو يعتبر الحزب الوحيد المعترف به فى ليبيا وتربطه علاقات قوية فكان النظام يدعم الحزب ماديًا وتنظيميًا وغيرها من انواع الدعم فقد التقت السيدة مريم الصادق المهدى بالعقيد القذافى وقابلت ابنته عيشة وتم تكوين حزب الامة ببنغازي وطرابلس باعتباره الحزب الوحيد الموجود فى ليبيا.. كذلك لا تخفى الصداقة التى جمعت بين القذافى ومبارك الفاضل لدى الزيارة البرية المعروفة.. وحتى بعد قيام الثورة فى ليبيا لا تخفى على الجميع الأنباء التى نقلت عن الرسالة التى بعثتها ابنة القذافى لزعيم حزب الامة الصادق المهدى التى فيها استنجاد واضح مما وصل اليه حال النظام فى الفترة الاخيرة قبل سقوط النظام وقد ذهب مراقبون ان الرسالة قد تكون بمثابة رد جميل لذلك النظام الذى ظل يدعم الحزب منذ عشرات السنين. القذافي يدعم المعارضة وعلاقة نظام القذافي بالأحزاب فى السودان لم تنحصر فقط فى حزب الامة القومى ولكن نال العديد من الاحزاب السودانية نصيبًا من الدعم بشتى انواعه ومن هذه الاخزاب حزب الاتحادى فى وقتها ورئيس الجبهة الشريف حسين الهندي وقدم نظام القذافي الدعم لهذه الاحزاب كمعارضة لحكومة نميرى فقد قدم القذافى لهذه المعارضة العديد من انواع الدعم وذلك لما تشكله حكومة نميرى من تهديد كبير لنظام القذافي.. وتعتبر الحركات الإسلامية فى السودان عدوًا لنظام القذافي وكانت معادية لرموز من النظام الحاكم من المؤتمر الوطنى وكذلك رموز من منبر السلام العادل وقد ظهر ذلك بوضوح بما قدمه نظام القذافى من دعم للحركة الشعبية فى قطاعيها فى الشمال والجنوب وكذلك دعمه الواضح لحركات دارفور التى ظلت تساند نظام القذافى حتى سقوطه.. ويرى الخبير العسكرى اللواء عباس شاشوق انه بسقوط النظام فى ليبيا الذى ظل فى حالة من العداء لنظام الانقاذ فتعتبر العلاقة بين البلدين ظت فى حالة من التوتر وعدم الاتزان فقد ظلت حكومة القذافى تدعم المتمردين من حركات دارفور والحركة الشعبية الامر الذى اعتبرته حكومة الخرطوم عداء واضحًا من قبل نظام القذافي واخذ طابع العلاقة بين البلدين مابين الشد والجذب ولم تشهد تطورًا يذكر.. ولا يخفى على الجميع ان ابرز الموالين لنظام القذافى فى السودان رئيس اللجان الثورية عبد الله زكريا ومحمد عابدين فهؤلاء كانوا ومازالو يوالون ويؤيدون القذافي وكانوا على يقين بعدم سقوط القذافي ولا يمكن ان ينتصر الثوار.