صديقنا دكتور سعد «المتطرف» القومي لديه عمود على صفحة «6» من هذه الصحيفة وهو هذه الأيام مشغول فيه بموضوع واو النسوة.. وخلاصة شغله أن «الجندريات» قد اشتغلن بواو الجماعة ونسين نون النسوة ومحصلة ذلك أن «ناس سعد» ربما انشغلوا بالرد على الناشطين والناشطات والعلمانيين والعلمانيات وانغمسوا معهم ومعهن في قضايا سيداو وتركوا «سيدون».. بل تركوا جراح الوطن النازفة جنوبا وفي كردفان والنيل الأزرق وانشغلوا معهن ومع المجمع الفقهي في المخالفات والسلوك الإنجابي وتنظيم الاسرة والصحة «التوالدية» وتمكين المرأة والامتناع عن ختان الإناث والولي والقوامة.. ونوافق عمنا دكتور سعد على أن جماعة الجندر فعلاً مشغولون بهذه القضايا ومهوسون بها بينما البلاد تؤكل من أطرافها وجيوش الغزاة تهاجمها من عدة محاور وغايتو نقول إيه و«الناس في شنو وناس سيداو في شنو» تلك المقولة التي قالها جدكم المك نمر وهو يتأهب في منتصف الليل للقتال عندما سمع الجلبة والضوضاء وكان يقضي الليل عند بعض كرماء مضيفيه من إحدى القبائل واعتقد أن «الكواريك» ناجمة عن وصول حملة الدفتردار الانتقامية. لكنه علم أن «الجوطة» كان سببها الاحتفال «بسباق الحمير» فقال قوله الذي ذهب مثلاً «الناس في شنو وناس الحمير في شنو؟»... ونقول لعمك دكتور سعد أن يطمئن لأن اعتقادنا الجازم يذهب إلى أن كواريك ناس الجندر بتاعين سيداو «زي سباق الحمير» سوف يسكت «تِمْ» عندما تجتاح جيوشنا كل جيوب العدو المتمرد وخلاياه النائمة وعيونه المندسة وسطنا.. وللتطمين أكثر نحكي لعمنا دكتور سعد عن الطرفة التي تقول إن أربعة رجال «زي عم سعد» كانوا متزوجين من أربع جندريات.. وقد كانوا كلهم أصدقاء يجمعهم موقع عمل واحد وسكن متفرق.. ويبدو أن «النسوان» اجتمعوا وقرروا أن يشكلوا اتحاداً لمقاومة «العنف» الرجالي وتقليص قبضتهم.. وبالاختصار إنشاء اتحاد بتاع جندر ضد «أزواجهن الأربعة» وهم عثمان وسعد وحسين وأحمد... وقررت النساء عقد اجتماع يوم الخميس في دار إحداهن ويحضره الأربعة رجال كمراقبين.. وفعلاً تم الاجتماع وفُتح باب النقاش حول ضرورة تكوين اتحاد للنسوان لتوحيد الكلمة و«توسيع القاعدة» للحريات الأربعة.. بتاعة النسوان.. وأثناء النقاش قال صاحب الدار لزوجته «يا إنت يا عسل قومي اعملي الشاي والبسكويت للضيوف»... وقامت العسل «جارية» وهي حفيانة ودخلت المطبخ لتعمل «الحاجات».. واستمر الاجتماع لمناقشة تقليص سلطات الرجال على النسوان وتقصير ظلهم الإداري وإعطاء المبادرة للمرأة الجندرية.. وأثناء النقاش طلب عثمان من زوجته قائلاً «يا سكر يا شطة بس يا منقة مص.. عليك الله قومي ساعدي أختك في المطبخ»... وقامت الشطة بس والمنقة مص جارية وبرضو حفيانة وشاركت زميلتها في المطبخ.. واستمر النقاش بأربعة رجال وامرأتان.. وتطور النقاش إلى ضرورة تكوين الاتحاد وتشكيل مكاتب نسوان الجندر لمقاومة التسلط الرجالي.. وقام الأستاذ حسين وطلب من زوجته قائلاً «قومي ألحقي أخواتك في المطبخ يا حاجة»... وقامت الحاجة وكانت «ما حفيانة» وانضمت إلى النسوان لعمل الشاي والمرطبات.. وأخيرًا بقيت امرأة واحدة وسط أربعة رجال فصاح فيها زوجها قائلاً (إنت قاعدة هنا ليه وسط الرجال.. قومي امشي مع النسوان) .. وقامت المرأة حفيانة وانضمت إلى زميلاتها.. واستمر النقاش حول ضرورة تكوين لجنة نسوان الجندر وقد تم تكوين المكتب على النحو التالي: عثمان رئيساً لمكتب التجمع النسائي وسعد أمينا للمال والعلاقات النسائية الخارجية وحسين أمينًا لشؤون العون المحلي والدولي وأحمد مشرفًا على الأنشطة النسوية والعلاقات العامة.. وجاءت النسوان من المطبخ وهن يحملن الجاتوه والحاجات وتم الاحتفال بتكوين الاتحاد وانتهى الاجتماع في منتصف الليل وكل راجل «أخد مرتو» وذهب إلى أهله مبكراً لأن اليوم كان يوم خميس...