أزمة مياه مدينة القضارف أزمة طويلة عاصرت حكومات وتعاقب عليها محافظون وولاة لهم وزنهم وثقلهم السياسي والتنفيذي، فاكتوى مواطن الولاية ما بين نعمة استمرارية الإمداد المائي وانعدامه بسداد الفواتير الشهرية خوفاً من رسوم الإعادة بعد سحب العداد والفاتورة مما جعل هيئة مياه المدن بالقضارف تعاني في المقام الأول من الجانب الإيرادي والمالي قبل الخدمي، فوزارة المياه والسدود بالولاية لم تفِ بما وعدت به زبائنها بالبلدية التي تضم أكثر من مائة وأربعين حيًا في توفير الإمداد المائي لأحياء البلدية ونجحت إدارة المبيعات بهيئة مياه الولاية نجاحاً منقطع النظير في التحصيل الإيرادي والمالي بغض النظر عن مدى استمرارية الإمداد أو عدمه.. وفي وقت سابق قال الأخ كرم الله عباس في إحدى جولاته بمحلية وسط القضارف: «إن جهود الحكومات السابقة لم تكلل بالنجاح في توفير الخدمات بالمنطقة الغربية.. مضيفاً أن معظم مناطق الولاية تعاني من مشكلة المياه حتى حاضرة القضارف»، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل كللت جهود حكومة عباس الشيخ بالنجاح تجاه أزمة مياه القضارف؟ أم أن ما قامت به الحكومة هو قمة استطاعتها وقدرتها في هذا الملف؟ وما جدوى توفير الإمداد وجريان الماء بالمواسير بالشتاء فها هو الصيف الثاني لحكومة كرم الله أقبل وكثيراً ما ردّد ونادى بإيجاد الحل الجذري لأزمة مياه القضارف قبل انتهاء ولايته، فالقضارف عن بكرة أبيها التمست الصدق في حديث الرجل وتفاءلت به لطي الملف الذي ظل ملازماً للقضارف منذ الإقليم الشرقي إلى يومنا هذا دونما رجعة وقبيح على المركز وهو يرى واحدة من أهم ولاياته التي تمده بالمال والرجال وفيها آبار ذات المياه العذبة نسبياً يمكن أن تساهم في الحل الإسعافي للأزمة إذا ما تم استغلالها بالكيفية المطلوبة فغاية أماني مواطني القضارف أن يزورهم طيف حل أزمة مياه القضارف في الصيف. أنس عبد الرحمن