غضب السيسي تحوّل بالأمس صالون الراحل سيد أحمد خليفة إلى منصة مرافعة دفاعية قادها رئيس السلطة الانتقالية في دارفور الدكتور التجاني السيسي الذي ابتدر حديثه عن ما أثير مؤخرًا بسفره إلى أديس أبابا والذي فسِّر بأنه خرج مغاضباً إثر خلاف مع الحكومة إلا أن السيسي أكد بلهجة بدأ فيها شيء من الاستنكار والغضب في آن واحد، مؤكدًا أن سفره إلى أديس كان بدعوة من رئيسها وبعلم مسبق من الحكومة مضيفاً أنه لم يخرج غاضباً وأنه لايغضب كثيرًا، وقال السيسي إن الحركة ظلت منذ البداية ترفض إدخال قضية دارفور في المفاوضات ومناقشة قضايا السودان بصورة عامة بل حصرت قضية الجنوب في مفاوضات الإيقاد. أما قضية الاعتداء على هجليج وتحريرها فلم تعد القضية قضية تحرير من يد الجيش الشعبي الذي زعم تبعيتها له فقط بل الاعتداء يؤكد ويوضح جلياً أنها بالفعل إستراتيجية واضحة لمشروع السودان الجديد، وهو مخطط واضح.. وتساءل السيسي مستنكرًا: هل التفاوض والحوار هو المخرج والوصول إلى اتفاق وسلام لحل هذه الأزمة؟ بطء التنفيذ ومنذ التوقيع على اتفاقية الدوحة ظلت السلطة الإقليمية بعد انتقالها إلى دارفور تعمل جاهدة على تنفيذ بنودها إلا أن هناك بوادر أزمة لاحت في الأفق تواجه السلطة التي ظلت مرارًا تؤكد أن تنفيذ الاتفاقية وتطبيقها على أرض الواقع يتطلب مجهوداً كبيراً وتحديات، الأمر الذي جعل من رئيسها يستنجد مؤخرًا بالبرلمان مطالباً بدعم السلطة وتنفيذ الدعم المقدم لها على أرض الواقع، وظل السيسي مرارًا يتحدث عن القبول الواسع من قبل أهل دارفور وترحيبهم بالاتفاقية إلا أنه بالأمس لم يستطع نفي انزعاج النازحين من أهل دارفور الذين ظلوا يؤيدون الاتفاق ولكن كان انزعاجهم من البطء في إنفاذ الاتفاقية، إلا أنه أكد وجود تحرك من قبل الحكومة بضرورة إنفاذها والتي أكدت التزامها بإعادة الإعمار وتمويله بمبلغ ملياري دولار خلال ستة أعوام. مصير كوكو في يد الحلو الضيف الثاني في الصالون كان اللواء دانيال كودي من حزب الحركة الشعبية جناح السلام الذي انتقد اتفاقية السلام وإخفاقها في تنفيذ بنودها، موضحاً أن هناك مشكلة في تفسير نصوصها، فالمشورة الشعبية كان يفسرها كل حزب على حدا، وما حدث في النيل الأزرق سببه عدم إنفاذ الترتيبات الأمنية والمشورة الشعبية وعدم حسم قوات الجيش الشعبي التي كانت موجودة في الولاية، واصفاً الوضع العسكري في الولاية بالسيء وتخوّف من أن يطول أمد هذه الحرب، وعن سؤاله بصفته مساعداً سابقاً لسفا كير عن مصير القيادي تلفون كوكو أكد أن مصيره في أيدي عبد العزيز الحلو وسلفا كير. مشاهدات في مداخلة من صحيفة التيار حول مدى صحة وجود خلافات داخل الحركة كان رد السيسي أن هذه الخلافات لا نسمع بها ولا نعرفها إلا عبر صحيفة التيار. أجاب السيسي عن كل المداخلات من بينها إمكانية غضب السيسي إذا لم تنفذ الحكومة ما التزمت به، وقال إنه «ما بحرد وحتى إذا حرد فلن أغادر السودان وسأحرد من الداخل، إلا أنه أكد بلهجة حاسمة أنهم مستعدون لمواجهة التحديات ولا نخشى من أحد، وحول سؤاله عن المبالغ التي قدمت من الحكومة منذ توقيع الاتفاقية وإلى الآن يبدو أن السيسي لم يكن يتوقع هذا السؤال ولم يجب عليه ربما متعمدًا أو ربما أنه لا يملك إحصائية دقيقة حتى الآن. «سلفا كير ليس رجلاً سياسياً وإنما عسكري وجد نفسه رئيس لدولة» جملة قالها دانيال كودي عندما سُئل عن إمكانية أن يكون له دور فعّال في نزع الخلاف بين الدولتين.