الشاعر مبارك حسن خليفة، العائد من اليمن هو شقيق الشاعر شمس الدين حسن الخليفة «شاعر مرحبتين بلدنا حبابا التي تغنى بها الفنان الراحل حسن خليفة العطبراوي «وهو ليس بوالدهما.. لذا لزم التنويه». مبارك كتب الشعر الرصين بقافية معطاءة منذ زمن بعيد ولكن هجرته إلى اليمن إلى ما هاجر إليه ولفترة امتدت إلى أكثر من ثلاثين عاماً حجبته عن معجبي شعره وحجبت أجيال اليوم أن تتعرف عليه وعلى إبداعاته الثرة. انفعل بالاعتداء على هجليج فكتب قصيدة معبِّرة عن هجليج ومتحسراً على الوحدة التي أضاعها أولئك القوم بأحقادهم التاريخية ومؤامراتهم التي لم تتوقف منذ حركة التمرد الأولى عام 1955.. كتب مبارك قائلاً: المجد للسودان في العلياء المجد للأبطال رمز فداء المجد للشعب الأبي مناضلاً المجد للأحرار والشهداء هجليج أثلجتِ الفؤاد بفرحة وأضأتِ في السودان بدر سماء هجليج والوطن العزيز أمانة في أعنق الشرفاء والأمناء ورفعت صوتي في الفضاء مدوياً «هجليج عادت بسمة الأضواء» الشعر في هذا الزمان أسنة فتاكة في كف كل فدائي والشعر ألحان يرددها الأولى غنوا لموطنهم جميل غناء يا موطني نحن الفداء وكلنا نصغي إليك.. إلى هدير نداء والشعب في كل المحافل جحفل متمرس لهزيمة الأعداء وأرى أمامي أعيناً براقةً غرست بذور العز في الصحراء في النيل، في أم درمان في كرري وفي شيكان حيث تسابقوا لفداء وهنا هنا الخرطوم تصرع في الدجى غردون رمز ضراوة الدخلاء تاريخنا مجد وعز خالد فلنبذلنْ أرواحنا بسخاء ماذا أقول وما أعيد؟ وفي دمي ذكرى من الأبطال والشهداء وأعود يا هجليج أرسل صيحةً «كوني دليل الوحدة السمحاء»« لا للعداة ومرحباً بأحبةً عشنا معاً في وحدة وإخاء يا إخوتي مدوا أياديكم لنا لنعيش في وطن بغير عداء ونعيد للسودان وحدته على أرض به معطاءة وسماء وتعود للسودان خارطة غدت زمناَ دليل الوحدة السمحاء أما شقيقه الشاعر شمس الدين حسن الخليفة فقد اعتاد أن ينفعل مع كل حدث وطني شعراً عظيماً. وقد كتب عدة قصائد وطنية نشرها في ديوان شعره «بلدنا حبابا» الذي جمع فيه بعضاً من أشعاره الوطنية. وقد نشرنا له في «غيبونة» قصيدته التي يؤازر فيها جيش السودان ويقف بجانبه في «الما بعرفو الخوف، مثبوت أصلهم، ديل ضربتم في الجوف، الواحد بلاقي ألوف» فقد أخذ عنواناً من عناوين «الغيبونة» الذي يقول: «هجليج هجليج إذا احتدم الوغى ... » فكتب أبياتاً جرت على هذا المقطع قائلاً: هجليج هجليج إذا احتدم الوغى والجيش جيش والوزير خطير عبدالرحيم صدقت وعدك عاجلاً ولأنت بالنصر المبين بشير بالحق تدعو للسلام وإنما بالويل للأعداء أنت نذير سنسير خلفك في يقين راسخ فلأنت أنت القائد النحرير وجيشنا عند الملمة وثبة لا رجعة عنها ولا تقصير والشعب يزحف صامداً لا يرتضي خدش الكرامة والآله نصير هؤلاء هم الذين علمونا السحر... سحر الكلمات المؤثرة الموحية بالجمال والإبداع. فلهما التحية والتجلة.