مع تلاحق الأحداث والأوضاع مع دولة الجنوب وتصاعد نبرة الصراع على كل الصعد بين البلدين حسبما رسمت جوبا عنواناً جديدًا للتعامل مع جارتها الخرطوم أصدر الرئيس عمر البشير مرسوماً جمهوريا أمس قضى بسريان حالة الطوارئ في أجزاء من البلاد، وتمُثل إعلان الطوارئ في عدد من محليات ولايات جنوب كردفان والنيل الأبيض وسنار، وعلى الساحة الدبلوماسية دفع السودان بشكوى رسمية للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر توضح وجود قوات الحركة بعدد من المناطق بالأراضي السودانية وأبانت الشكوى أن قوات الجيش الشعبي توجد بمنطقة سماحة بجنوب دارفور التي تقع على بُعد «30» كيلومتراً شمال خط الحدود 1/1/1956م المتفق عليه، ومنطقة الميرم بولاية جنوب دارفور التي تقع على بُعد «14» كيلومتراً شمال خط الحدود 1/1/1956م المتفق عليه، بالإضافة إلى مناطق كافيا قنجي وسيري ملاقا، وكفن دبي في ولاية جنوب دارفور، وجميع هذه المناطق تقع على بُعد يتراوح بين «5 20» كيلومتراً الشمال من خط الحدود 1/1/1956م المتفق عليه، ونوهت الشكوى إلى وجود قوات للجيش الشعبي في منطقة بحيرة أبيض التي تقع على مسافة تتراوح بين خمسة إلى ستة كيلومترات شمال خط الحدود 1/1/1956م المتفق عليه، وأوضحت الشكوى أن قوات الحركة توجد في مناطق يابوس وأورو والفونج بالنيل الأزرق على مسافات تتراوح بين «4 إلى 5 كلم» إلى الشمال من خط الحدود 1/1/1956م المتفق عليه، الشكوى في مجملها بحسب مراقبين أن الخرطوم حسمت أمرها بقطع دابر الحركة بكافة مسمياتها «قطاع الشمال أو الحركة الأم» وبمثابة إطلاق صافرة النهاية التي شرعت الحكومة في إطلاقها قبيل المرحلة خاصة وأن تأكيدات متصلة من قيادات البلاد جزمت طوال الفترة الماضية بأن الرئيس «سيصلي» في كاودا المعقل التاريخي للحركة إبان الحرب وبعد السلام، وفي ضوء توضيح معلومات الشكوى أعلاه طالب السفير دفع الله الحاج علي عثمان مجلس الأمن بإدانة وجود هذه القوات وعدوانها على أراضي السودان، كما طالب المجلس بتحري الدقة في أي حديث عن القصف الجوي في الوقت الذي توجد فيه هذه القوات المعتدية داخل السودان وتقوم بتنفيذ عمليات عسكرية، كما شدد أن الحكومة لها الحق الكامل في الدفاع عن وحدة إراضيها وسلامتها وذلك اتساقاً مع المادة «51» من ميثاق الأممالمتحدة التي تكفل حق الدفاع عن النفس، وأضاف السفير دفع الله علي أن لحكومة السودان الحق كذلك في الدفاع عن وحدة أراضيها بكل الوسائل بما في ذلك استخدام سلاح الطيران ضد تلك القوات خاصة وأنها توجد داخل أراضي السودان، وفي سياق موازٍ التقى وزير الخارجية علي كرتي الرئيس الروسي في موسكو لتسليمه رسالة من البشير تتعلق بتطورات الأوضاع مع دولة الجنوب وطلب دعم موسكو للخرطوم حول القرار الذي يجري التباحث حوله بمجلس الأمن وفق ما نقله المتحدث الرسمي باسم الخارجية للصحفيين أمس الذي أبان أن الرسالة تحمل عكس حجم الأضرار التي لحقت بالاقتصاد والاعتداء على هجليج والاعتداء المتصل على جنوب كردفان، وبالتزامن مع ذلك أوضح المرسوم الجمهوري سلطات الرئيس في ممارسة السلطات المنضوية عليها في قانون الطوارئ وحماية السلامة العامة أو من يفوضة الرئيس الجمهورية، وبيّن المرسوم الأحكام العامة التي أجازت تطبيق أحكام القانون الجنائي لسنة 1991 وقانون مكافحة الإرهاب لسنة 2001 وقانون الجمارك لسنة 1986 مع تعليق المادتين209 و2010 الخاصتين بقضايا الجمارك وذلك على الجرائم التي ترتكب بالمخالفة لها، وأجازالمرسوم للرئيس أو من يفوضة بالتشاور معه أن يشكل محاكم خاصة ابتدائية واستئنافية لمحاكمة أي متهم مشتبه فيه ويحدد الإجراءات التي تتبع في المحاكمة، وعلى السياق نفسه أنشئت بموجب المرسوم نيابات خاصة يجوز للسلطة المختصة حسب الحال بعد التشاور مع وزيري العدل والداخلية إنشاء نيابة خاصة للتحري والتحقيق وتولي الاتهام أمام المحاكم المنشأة بموجب أحكام هذا المرسوم، وحدد المرسوم أن يعرض إعلان حالة الطوارئ هذا على الهيئة التشريعية القومية خلال 15يوماً ابتداءً من يوم إنزاله، في وقت تم فيه وضع المرسوم أمس على طاولة الهيئةالتشريعية.