هاجم مواطنون يتبعون لطائفة دينية مجمع الإمام مالك الفقهي التابع لجماعة أنصار السنة بقرية أم عشوش القريبة من زريبة البرعي بمحلية أم دم بشمال كردفان الأربعاء الفائتة ومن الواضح أنها تأتي في إطار الإساءات بين الأطراف الإسلامية وتنامي ظاهرة التكفير، وسبق أن عاشت العاصمة ذات السيناريو في احتفالات المولد النبوي الشريف الأخيرة وكادت تحدث كارثة لولا تدخل السلطات الأمنية بولاية الخرطوم وهي مسألة خطيرة، فالصراع الفكري أخطر وأعنف من أي صراع آخر فهو قائم على الاعتقاد وتمسُّك كل طرف بأفكاره ومنهجه في فهمه للدين القويم، وبالتأكيد طالما المسألة ذهبت في اتجاه العنف والاعتداء فالدين الحنيف بريء من هؤلاء لجهة أن أساسه الرحمة والمودة واحترام الآخر فكرًا وذاتاً. قبل سنوات قلائل وقعت ذات الحادثة بمنطقة أم عشوش ولم تقم حكومة الولاية بأي إجراءات احترازية على الأقل لم تراقب ما تفعله تلك الجماعات بالمنطقة وهاهي الآن بعد حدوث الجرح تقوم بمسكنات على شاكلة منع استخدام مكبرات الصوت إلا عند الأذان والإقامة وخطبة الجمعة وإلزام الطرفين بعدم الترويج لأفكارهم في الخطب والمحاضرات، وهي قرارات مضحكة بكل حال ولا تتناسب مع الظرف وفيها كثير من الخيال!! الأمر يستدعي أن يأخذ القانون مجراه وإن حدث الصلح فهو خير لكن من الأوفق معاقبة من تسبب في تلك الأحداث.. ثانيًا ما جرى يؤكد الغياب التام لدور وزارة الإرشاد والأوقاف وهي معنية في المقام الأول بالقيام بدور إرشادي حيث سبق للعديد من الجهات أن طالبت الوزارة بإدارة حوار مع الجماعات السلفية بشأن مسألة تكفير مشايخ الطرق الصوفية لما يترتب على ذلك الأمر من خطورة أذكر أن الوزارات والهيئات المعنية بالإرشاد بكل ولايات السودان اجتمعت بولاية كسلا في مؤتمر ضخم ناقش مسألة التطرف في السودان والعلاقة بين الطرق الصوفية والجماعات السلفية ولكن يبدو أن الحكومة ممثلة في الوزارة وضعت توصيات المؤتمر في درجها، وقالت في سرها «في ستين داهية»!! إن الخطاب الديني أكثر حاجة من أي وقت مضى للضبط في ظل انتشار وسائل إيصال المعلومة المغلوطة أو الصحيحة سيان وفي ظل استيراد الأفكار فحادثة مشابهة لما جرى بشمال كردفان وقعت الأسبوع الفائت في موريتانيا ولم يفوِّت المجتمع الموريتاني الأمر وتنادى الجميع لأجل محاربة الظاهرة القائمة على منهج معوج وعقبال المجتمع السوداني بكل راياته.