معظم الكلمات الواردة في عنوان هذا المقال تحتاج إلى شرح خاصة للكثير من الإسلاميين »القدامى« و »الكيزان« والإخوان المسلمين والسلفيين... وكلمة شال يشيل معروفة لكن تبقى كلمة »البايظ« و »الآتو« تحتاج إلى الشرح الوافي.. وقد اقتبست هذا العنوان من الإمام الصادق المهدي بعد إذنه وهو ما صرح به في صالون الراحل سيد أحمد خليفة أول أمس عندما قال »ناس المؤتمر الوطني شالوا البايظ عشان يعملوا منو آتو..« والبايظ هو الورق »الما نافع« في لعبة »البوكر« والويست والهارت. وبالطبع إذا اضطررت أن أشرح »للأخوان« كلمة البوكر والجوكر والويست والهارت فلن يكفينا هذا العمود ولا الذي يليه.. والآتو هو نوع من الورق يستطيع أن »يأكل« أي حاجة يعني زي »الولد« في لعبة كشة الولد عند أهلنا العجائز من العارفين بالكتشينة في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي. والإمام الصادق يبدو أنه يريد أن يقول إن ناس المؤتمر الوطني حاولوا أن يعملوا من الفسيخ شربات. وعلى كل حال فالاستفاضة في الشرح تحتاج إلى خبير في لعب الورق، وربما تحتاج إلى «قُمرتي عديل كده».. على أن الإمام قال كلاماً يفقع مرارة عمكم الطيب مصطفى وكل ناس منبر السلام العادل في إطار حديثه عن »البايظ والآتو«.. والمهدي أكد.. لاحظ أنه أكد أن ياسر عرمان وعقار والحلو ومني أركو مناوي وجبريل من أعقل السودانيين، وأضاف »نشوف لينا طريقة نتعامل معاهم«.. ولا تعليق لنا على تأكيدات المهدي، غير أن نقول إنه إذا كان هؤلاء من أعقل السودانيين فلا بد أن باقي الشعب كلهم وبدون استثناء ما هم إلا مجانين وأصحاب عاهات ومتخلفون عقلياً.. واذا كانت قواتنا المسلحة تعمل على سحق أولئك المتمردين العقلاء فبماذا يمكن أن نصفها.. ولماذا يقوم الجيش بمحاربة أعقل أهل البلاد؟ اللهم إلا إذا افترضنا أن هؤلاء العقلاء يحملون معهم »الآتو« الذي جاء من »بايظ« الأمريكان والإسرائيليين والفرنجة وبني الأصفر. وبمناسبة »البايظ والآتو« فمن الضروري أن نذكر الحكومة بأن لجنة التفاوض المقترحة للذهاب إلى أديس أبابا عليها أن تتكون من مجموعة من العارفين بلعب البوكر والويست والهارت والحريق وكشة الولد... وأن لا تكون من »ناس مولانا« الذين لا يعرفون الفرق بين »البايظ والآتو«. وهذا يعزى إلى أن الفريق المفاوض من الطرف الآخر »تاع أخوكم تاع إنتو« يعرفون لعبة الثلاث ورقات وتمرسوا على »فك الآتو«، بينما »جماعتنا« »يجدعون الجوكر بايظ«... هذا بالطبع إضافة إلى أن على جماعتنا أن تكون روحهم طويلة »سلبة« لكي يتمكنوا من »اللعب« بسلاسة حتى لو ما كان عندهم »آتو«.... وبهذه المناسبة نحكي الطرفة التي تقول إن سجن كوبر كان قد جمع بين شخصين من كبار الحكام في نظام الرئيس نميري بعد أن حُكم على أحدهما بالسجن مائة عام وعلى الآخر ثمانين عاماً في عهد الديمقراطية الثالثة على أيام الصادق المهدي... وقد كانت الكشتينة هي إحدى أدوات التسلية لتزجية الوقت بين السجينين.. وسأل أحدهما الآخر قائلاً »الفورة كم؟؟«... فرد عليه الآخر قائلاً »الفورة مليون نحنا ورانا إيه؟«.. وبالطبع نحتاج لزمن طويل حتى نشرح لناس مولانا معنى «الفورة»... ويبقى أن المطلوب هو أن يكون المفاوضون مع الجنوبيين من أهل »الفهلوة« و »طول البال« و »الخلفية العسكرية« والمعرفة ب «الآتو» وبالبايظ.. والأهم من كل ذلك أن يكون المفاوضون من الذين يؤمنون بأن ياسر عرمان والحلو وعقار من أسوأ ما أنتجه السودان من بشر وأنهم «ما عاقلين».. وأن أهل السودان لا يأملون في خيراً منهم، ولا ينتظرون منهم »بايظاً« ولا »آتو«.