(الإمام) الصادق المهدي يُصر على أن يخرج علينا كل يوم برأي جديد حول التطورات السياسية فقد قال المهدي في تصريح عجيب وغريب أكاد لا أصدق أنه يمكن أن يصدر عن إنسان (نصيح) يتمتع بكامل قواه العقلية.. قال إن قادة التمرد (ياسر عرمان ومالك عقار والحلو ومني أركوي مناوي وجبريل إبراهيم من أعقل السودانيين وأدعو الحكومة للتفاوض معهم لضمان استقرار البلد وأمنها)!! يا سبحان الله!! إذا كان عرمان وعقار والحلو وهم يشاركون الأعداء في إحراق هجليج ويشنُّون الحرب على بلادهم بدعم ومساندة من دولة أجنبية معادية.. إذا كان هؤلاء أعقل السودانيين فمن هم يا ترى أغبى السودانيين؟! رجال يرتكبون الخيانة العظمى ضد وطنهم يُعتبرون عند رئيس وزراء السودان الأسبق ورئيس حزب الأمة وحفيد الإمام المهدي.. يُعتبرون عنده أعقل السودانيين فهل بربِّكم من يقول هذا الكلام رجل عاقل راشد يستحق الاحترام والتوقير؟! بالله عليكم ماذا يقول المجاهدون في ساحات القتال والمتخندقون حول كاودا يحاصرون قوات الجيش الشعبي والحلو وعرمان وعقار عندما يقرأون مثل هذا الكلام؟! ألا يؤثر ذلك على معنوياتهم وروحهم القتالية؟! هل الصادق المهدي مؤهل بهذا الحديث لأن يترشح للانتخابات الرئاسية ليصبح رئيساً للسودان وماذا سيفعل عندما تخوض قواته الحرب ضد المتمردين على سلطان الدولة من أمثال الحلو وعقار وعرمان؟! هل سيقول لقواته: أيها الأغبياء لماذا تقاتلون أعقل العُقلاء؟! يا الصادق يا أخوي من كثُر كلامُه كثر سقطُه وكثرت أخطاؤه وخرمجاتُه وكما تقول الحكمة (أنت ملك الكلمة التي لم تقل فإذا قلتها ملكتك) وتأكد أن عبارتك هذه المستفزة للشعب السوداني قد سُجِّلت في ذاكرة التاريخ ولن ينساها لك شعب السودان فأنت تعلم تماماً أن عرمان والحلو وعقار يصدرون عن مشروع استئصالي علماني استعماري تبنّته الحركة الشعبية (لتحرير السودان) التي تُصر على هذا الاسم حتى بعد أن ذهبت بجنوبها فكيف تنسى مشروع السودان الجديد الذي تحدثتَ عنه من قبل وانتقدتَه نقداً عنيفاً؟! كيف تنسى يا رجل تهديد عقار حين قال بأوداجه المنتفخة إنه سينقل المعركة إلى الخرطوم بل إنه سينقلها إلى القصر الجمهوري؟! هل نسيت حديث باقان حين قال لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية إنهم سيعملون على إقامة مشروع السودان الجديد حتى بعد الانفصال؟! ذات الشيء يمكن أن يقال عن رئيس لجنة التشريع والعدل بالبرلمان فبالله عليكم من الذي أعطى رئيس هذه اللجنة الحق في أن يصرِّح بالنيابة عن الحكومة ويقول (إن الحكومة لا ترفض الحوار مع حَمَلَة السلاح في النيل الأزرق وجنوب كردفان)؟! إنه اختلاط الحابل بالنابل والتداخل المعيب بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.. تداخل يجعل البرلمان يسطو على اختصاصات الجهاز التنفيذي كما يتيح للحكومة أن تقرر ما تشاء حتى عندما تكون موافقة البرلمان مشروطة لصدور القرار وتمتُّعه بالشرعية. يقول ذلك البرلماني ذلك التصريح ويعطي عرمان والحلو وعقار المطلوبين للعدالة شرعية في وقت تحاصر فيه قواتنا المسلحة (كاودا) عاصمة التمرد بجنوب كردفان والتي يعتبر تحريرها أكثر أهمية من الناحية السياسية والإستراتيجية من تحرير هجليج. رئيس لجنة التشريع يدلي بحديثه هذا بدون أن يفكر فيما إذا كان قد تجاوز سلطاته وصلاحياته وبدون أن يدرك خطورة حديثه وتأثيره على معنويات المقاتلين في جبهات القتال. وطالما أننا نتحدث عن التصريحات الغريبة أو التي تصدر في المكان الخطأ أو الوقت الخطأ أو من الشخص الخطأ فإن مما أدهشني أن يعقد مطرف صديق مؤتمراً صحفياً في وزارة الخارجية يدافع فيه عن قبول الخارجية لقرار مجلس الأمن!! المدهش أن مطرف صديق لم يعد وكيلاً لوزارة الخارجية لكنه لا يزال يركب (مكنة) الوكيل والوزير وإلا فخبِّروني ما الذي يجعل مطرف الذي يشغل الآن منصب سفير السودان بدولة جنوب السودان.. ما الذي يجعله يعقد المؤتمرات الصحفية كما لو كان لا يزال يشغل منصبه القديم؟! من فعلها قبله من السفراء في أمريكا أو الأممالمتحدة أو غيرهما؟! العجيب أن مطرف كان هو المتحدث الرئيس بينما كان وكيل الوزارة رحمة الله محمد عثمان.. يجلس في مقاعد المناقشين!! هل فهمتهم لماذا احتج مكي بلايل قديمًا عندما احتدم الخلاف بينه وبين مطرف؟! أما ما قاله مطرف فلنا حوله عودة فانتظروني!!