إن عقد العمل من العقود الرضائية والتي تعقد بين العامل وصاحب العمل وينظم هذه العلاقة نظام العمل والعمال بشكل تفصيلي ويوضح فيها حقوق والتزامات كلاً من العامل وصاحب العمل بما في ذلك حالات إنهاء عقد العمل وبالرغم من ذلك يذهب بعض أصحاب الأعمال للتعسف في استخدام حقهم في إنهاء عقد العمل بشكل يضر ضرراً بالغاً بالعمال بما يخالف نظام العمل والعمال ويهدر حقوق العامل. وهذا بالفعل هو ما أقدمت عليه السفارة البريطانية بالخرطوم في حق اثنين من العاملين بها من الإخوة السودانيين اللذين حضرا إلينا في «الإنتباهة» في البداية تحدث المرضي إبراهيم قائلاً: كنت أعمل في السفارة البريطانية في وظيفة حرس أمني وتم فصلي تعسفياً وتعود أسباب فصلي إلى مرض ابني الذي وضعته زوجتي بالمستشفى وأحضرت معي فواتير العلاج حتي يتم استرداد المبلغ الذي صرفته على العلاج وعندما طالت مدة الاسترداد وشعرت بالمماطله «أكثر من 35 يوماً» وعادة الفواتير لا تأخذ أكثر من أسبوع، ذهبت إلى الموظفة المسؤوله بالسفارة لاستفسرها عن أسباب التأخير وأصررت أن أعرف الحقيقة وأحدثت جلبة في الموقع، أما الفواتير أو مبلغ الاسترداد وعملوا لي مجلس تحقيق بذلك الموقف واعتبروا ما قمت به تهديدًا وقاموا بفصلي لاحقاً، وتحدث أيضا عبد الله قائلاً: كنت أعمل مشرفاً للحرس بالسفارة وعندما حدثت المشكلة مع المرضي كنت مارًا بالصدفة لأراجع بعض الفواتير التي تخص علاج أبنائي وأيضاً قد تأخرت وقالوا لي إنني لم أستطع احتواء المشكلة التي تخص المرضي بصفتي شخصاً أعلى منه وقلت لهم ماذا أفعل وأنا أرى شخصاً يطالب بحقوقه أمامي وأنتم لم تطلبوا مساعدتي في ذلك وقاموا بإعطائي إنذار نهائي بالفصل واعتبروا ما حدث اهمالاً وتقصيرًا من جانبي، مع العلم أنني أعمل منذ ثلاث سنوات وسبعة شهور تلقيت فيها العديد من الإشادات والتقدير من قبل العديد من المسؤولين بالسفارة على ما قمت به من أعمال فلا يمكن بعد كل هذا في ظرف شهر يتم تلفيق هذه التهم لي وفصلي!! ، والإنذارالأخير كان بسبب أحد اللاجئين السياسيين الإثيوبيين ويدعى «زرقا أسفيرا» وكان يعمل نائب مدير للأمن بالسفارة وقد حضر في منتصف الليل للسفارة في ورديتي وقام بالاتصال بالمسؤول الأعلى بالسفارة متهماً إياي بالتقصير في عملي وذلك بالنوم في أثناء العمل وهذا مالم يحدث وقد أثبتُ ذلك لهم، ومن ثم قالوا لي اعتبر أن الفترة التي كنت تصلي فيها صلاة الصبح أو العشاء غياباً عن العمل أكثر من ربع ساعة وسنعتبر أنك نائم وبعدها طلبوا مني الانتظار في الخارج وبعد دقائق أخذوا مني بطاقاتي وأصدروا قراراً بفصلي نهائياً عن العمل وطردي، فذهبت إلى مكتب العمل وعملت شكوى ضد السفارة للفصل التعسفي فرد مكتب العمل بعد الاطلاع على الحيثيات بإرجاعي إلى العمل فورًا ودفع مرتب الفترة التي وقفت فيها أو دفع مرتب ستة أشهر والفترة التي وقفت فيها ولكن حتى الآن ليست هناك أي نتيجة أو تحرك من قبل السفارة في اتخاذ أي إجراء بالرغم من أننا عملنا أكثر من استعجال بالموضوع، وذلك بالرغم من أن الخارجية قد اعترفت بوجود العديد من الشكاوى من عمال سودانيين يعملون بجهات أجنبية ومنظمات دبلوماسية وفصلوا من غير أن يجدوا حقوقهم وقد أعطت الخارجية توجيهاً للسفارات والمنظمات المعتمدة أن تلتزم بقانون العمل السوداني لعام 1997 حتى لو وقع الموظف بعدم وجود حق بالنسبة له ببطلان مثل هذا العقد، وإننا من هذا المنطلق نطالب الدولة ممثلة في رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية بالتدخل لإنصافنا وإرجاع حقوقنا لدى السفارة البريطانية.