حالة من الخوف والتوجّس انتابت مواطني منطقة سوبا غرب (الحلة) في أعقاب قيام شركة المساحة العسكرية بوضع علامات حددت بموجبها المنازل المستهدفة بالإزالة ولم يكن الأمر يمر كما خُطِّط له من قبَل الجهات المختصة لتنفيذه في أقرب وقت ممكن، فقد شهدت مربعات سوبا حركة دؤوبة لإجهاض هذا العمل الذي يتم وفق خريطة «2007م» لما تحمله من ضرر كبير يخدم أجندة خاصة ودحضًا للشائعات التي رمى بها المروجون بأن الحكومة جاءت بالجيش لتزيل بيوت الذين لا يستجيبون بالإزالة في وقت لم تبدأ فيه إجراءات تنظيم المنطقة. نظمت الأمانة السياسية بالمؤتمر الوطني لمنطقة الجريف وسوبا غرب والمنشية منتدى سوبا غرب التفاكري الأول الذي انعقد الإثنين الماضي واحتشد فيه جمعٌ غفير من المواطنين من كل المربعات وتم خلاله مناقشة قضية تنظيم المنطقة، وأجمع الحضور على تنفيذه ودعمه باعتباره مشروعًا حضاريًا.. وفي ذات الوقت أجمعوا على إلغاء خريطة «2007م» التي تم التأجيل عليها وشكّك الحضور في أن يكون قد خططها مكتبيًا مهندسون من ذوي الاختصاص وطالب الحضور النوعي من أعيان وشيوخ وشباب ونساء المنطقة وزير التخطيط العمراني بتشكيل لجنة للتحقيق مع الجهات التي رسمت هذه الخريطة التي تدعو لإثارة البلبلة والفتنة، حيث إن الخريطة لا علاقة لها بالتنظيم الهندسي حيث لا يعقل أن يتم فتح عدة شوارع فرعية لمنزل لا تتعدى مساحته «500» متر، وأجمع المواطنون على أنها تخدم أجندة خاصة ودعت الأمانة السياسية المواطنين إلى عدم الالتفات إلى ما وصفته بالشائعات واستغلال هذا الظرف وتحويره إلى أجندة خاصة تخدم مصالح شخصيات بعينها.. وقطع الأستاذ حسبو الطيب الأمين السياسي للمؤتمر الوطني لمنطقة سوبا والجريف والمنشية والمجاهدين وجامعة إفريقيا بعدم تعرّض المنطقة لأية عمليات إزالة، وكشف عن تعهدات شخصية لوزير التخطيط الفريق الرشيد فقيري منوِّهًا إلى أن هذا الإجراء يعد تنظيمًا وليس تخطيطًا.. وقال: «إذا تمت الإزالة المضرة وفق هذه الخريطة سأغادر هذه المنطقة»، واتهم جهات لم يسمها بالسعي لاستغلال ظرف الانتصارات لإحداث ربكة وسط المواطنين، وأكد أن مجموعات من هذه الفئة قامت بإغلاق «البلوفة» الرئيسة للمياه لدفع المواطنين للتظاهر، وقد باتت المنطقة أيامًا بلياليها عطشى بسبب هذا التصرف، وربط ذلك بأن التنظيم لم يطُل منازل بعينها معلنًا أيضًا عن بدء حصر المنازل الخاصة بالمشروع توطئة لرفعها لجهات الاختصاص في الوقت الذي أبدى فيه عددٌ من المواطنين تخوفهم مما وصفوه بالمحاباة التي يمكن أن تقع عليهم خاصة في مسألة تخطيط الشوارع وما يجدر ذكره أن المواطنين بسوبا أجمعوا على رفضهم تنفيذ خريطة العام «2007م» وأشاروا إلى أنها وُضعت بصورة غير عادلة وطالبوا بتنفيذ خريطة العام «1998» وبتخطيط جديد مطالبين وزير التخطيط بتكوين لجنة تحقيق لتقصي الحقائق ومحاسبة من يقف وراء هذه الخريطة، مبينًا أن هنالك منازل لم تطُلها علامات الإزالة وسقطت دموع شيوخ كانت تحاصرهم سياج الظلم وقد تنفسوا الصعداء من خلال المنتدى التفاكري التنويري، ووقفت إحدى النساء الحاضرات وهي تلخص حديثها بأن تنفيذ الخريطة جعل بيتها بمساحة مترين فقط، مضيفة أن لديها ابنة أرملة ولا عائل لهم، وهي شكوى تكرَّرت عشرات المرات خلال المنتدى، وفي الختام أجمع الحضور على تسجيل صوت لوم لنائب الدائرة بمجلس تشريعي الخرطوم عبد الرحمن مسيك لعدم مشاركته قضاياهم وتلبية دعوة المنتدى ليجيب عن أسئلة المواطنين.. ويبقى السؤال: «إذا كان المنتدى قد كفف دموع المظلومين فمن يطوي هذه الخريطة غير العادلة؟».